الرئيسة \  تقارير  \  هآرتس :من إيران سيأتي الشر

هآرتس :من إيران سيأتي الشر

22.02.2022
يوآف ليمور


يوآف ليمور
الغد الاردنية
الاثنين 21/2/2022
تسلل الاداة الطائرة لحزب الله الى اراضي اسرائيل أول من أمس هو فرصة طيبة لفحص جملة فرضيات اساس واستراتيجيات في اسرائيل قبيل ما يلوح كحرب الغد. ان وجود ادوات طائرة غير مأهولة في الساحة، على انواعها ليس جديدا ولكنه تزايد جدا في السنوات الاخيرة. وكما هو الحال دوما، فإن من كان المصدر الاساس للشر هو ايران. منها تأتي التطويرات والوسائل وفي احيان قريبة الادوات نفسها ايضا. هذا ما حصل اساسا في اليمن وفي العراق، حيث إن كل هجمة تنفذ في استناد مطلق الى الوسائل القتالية الايرانية بل واحيانا بتوجيه مباشر من طهران.
لقد نفذت ايران في السنوات الاخيرة قفزة درجة مهمة في قدرات الطائرات المُسيرة. فهي تطير الى مسافات ابعد، تحمل وقودا وسلاحا اكثر وقادرة على أن تتخفى بشكل افضل مما في الماضي. وبخلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، التي يسهل طيرانها اسقاطها، فان الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة اصعب على الاسقاط بكثير وذلك ضمن امور اخرى لأنها تطوير ببطء وعلى مسافة قصيرة جدا من الارض.
هذا ايضا ما حصل اول من امس في الشمال. في منظومة الدفاع الجوي سيفحصون بالتأكيد لماذا لم تنجح محاولة الاعتراض بواسطة صاروخ اعتراض القبة الحديدية. كما ستستخلص الدروس ايضا، ولكن اهمية هذا هي بأساسها تكتيكية وتستوجب ايضا فحصا لتغيير محتمل في منظومة الانذارات. ليس معقولا ان نصف منطقة الشمال، تدخل الى الملاجيء في كل حالة تتسلل فيها حوامة الى اسرائيل. هذا يعطي حزب الله (او حماس في الجنوب) سبيلا سهلا جدا لإفقاد اسرائيل لصوابها كلما تاق له ذلك.
لم يسع حزب الله لأن يهاجم اسرائيل. اراد ان يحرجها، بعد أن اسقطت للتنظيم قبل يوم من ذلك حوامة تصوير لاغراض جمع المعلومات. يحاول الجيش الاسرائيلي ان يعترض كل واحدة من هذه الادوات، وذلك ايضا كي يحرم العدو من القدرات وكرسالة ايضا: احد لن يتسلل الى اراضي اسرائيل ويعود الى الديار بسلام. هذه السياسة مبررة ولكنها تستوجب التعديل: اسرائيل يمكنها أن تأخذ مخاطرة في أن تفاجأ او تحرج شريطة أن تحرص على جباية ثمن من الجانب الآخر – موضوع امتنعت عنه بتزمت، خوفا من التصعيد.
إيران لن تحيد عن طريقها
وهذا قلب الموضوع: الاستراتيجية الايرانية الواضحة هي أن تحيط اسرائيل بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية من كل الانواع بما فيها المُسيرات والصواريخ الجوالة. وهذا سيسمح لإيران لضربة ادق ومفاجئة اكثر لإسرائيل، حين تقرر، مثلما حاولت أن تفعل عدة مرات في الماضي. للايرانيين عدد كبير من الملفات المفتوحة مع اسرائيل، وغير قليل من اعمال الثأر التي يريدون أن يقوموا بها: كل محاولاتهم لعمل ذلك في الماضي فشلت يحتمل ان بينها كان يمكن منعه لإطلاق مسيرتين متطورتين أخريين تمتا الاسبوع الماضي في سماء العراق.
ايران لن تحيد عن طريقها. فهذه ليست من طبيعة النظام، وبالتأكيد ليست من طبيعة الحرس الثوري. واذا كان لا بد فالعكس هو الصحيح: التوقيع المتوقع للعودة الى الاتفاق النووي سيحرر ايران من غير قليل من الكوابح ويسمح لها بان تكون اكثر وقاحة حتى مما كانت الى الآن. وقد ألمح رئيس الوزراء بينيت بذلك غير مرة مؤخرا، بما في ذلك في سياق المسيرات. هذا الفهم الاستراتيجي يستوجب الآن مراجعة للسياسة الاسرائيلية في كل الجبهات.
على فرضية العمل ان تكون ان ايران ستحاول الهجوم مرة اخرى. وان حزب الله وحماس سيحاولان تحدي اسرائيل مرة اخرى، لغرض جمع المعلومات، فحص الحدود أو لمجرد اهداف الدعاية والوعي. على اسرائيل أن تقرر ما الذي يثيرها وما الذي لا يثيرها واساسا كيف سترد اذا ما اجتيزت خطوطها الحمراء. هذا مهم بخاصة حيال حزب الله الذي يبقي على جبهة متفجرة دائمة مع اسرائيل. وبينما يمكن لاسرائيل حيال ايران أن تتنفس عميقا وان ترد بجملة طرق وجبهات، فحيال حزب الله يمكن للعبة أن تكون في الزمن الحقيقي ولهذا الغرض يستوجب إعدادا مسبقا في المستويات العملياتية والاستراتيجية.
لاسرائيل تفوق واضح في هذه المعركة – تكنولوجي، عملياتي واستخباراتي. كما أنها لا تتصدى فيها وحدها؛ الى جانبها توجد عموم الدول سوية العقل في المجال (مع التشديد على دول الخليج)، وبالطبع الولايات المتحدة. هذه معركة ما تزال في بدايتها وبانتظارها تطورات عديدة اخرى، بما في ذلك مفاجآت سيئة وربما دفع ثمن ايضا. فعلى اي حال، هذا تطور اضافي لمعركة مستمرة مع ايران، ولكن بخلاف الفصول السابقة، فان للفصل الحالي قدرة تفجر خاصة.