الرئيسة \  تقارير  \  هآرتس : إيران تقترب من الهدف

هآرتس : إيران تقترب من الهدف

25.12.2022
يونتان ليس

هآرتس : إيران تقترب من الهدف
يونتان ليس
الغد الاردنية
الخميس 24-12-2022
إيران استخدمت مشروعها النووي لتطوير تكنولوجيا يمكن أن تستخدم لاحقا في انتاج صواريخ بالستية تكون قادرة على حمل رؤوس نووية بمدى يصل الى 4 آلاف كم. هذا ما قدرته جهات سياسية في اسرائيل. حسب التقديرات فان صواريخ طورتها إيران لاطلاق الاقمار الصناعية، صاروخ زولجانا وصاروخ قائم 100، تستخدم قدرة متطورة في كل ما يتعلق بالمحركات أو استخدام صهاريج الوقود الصلب، وسيكون بالامكان استنتاج من استخدامها عبر ايضا لصالح احتياجات عملياتية.
اذا حصل احد هذه الصواريخ على نسخة عسكرية فانه يمكن أن يحمل رأس نووي بوزن نصف طن الوصول الى مسافة اكثر من 4 آلاف كم، اكثر بكثير من الترسانة التي توجد بحوزة إيران الآن. بناء صاروخ عابر للقارات “آي.سي.بي.ام” كهذا هو هدف استراتيجي بالنسبة لإيران ويمكن أن يعمق قدرتها على مهاجمة اسرائيل. ايضا أن تدخل الى مدى هجومها دول في اوروبا. إيران اطلقت صاروخ “قائم 100” في الشهر الماضي من القاعدة الجوية “شاحرود” وصاروخ “زولجانا” اطلقته في شهر حزيران من منصة اطلاق للفضاء على اسم الامام الخميني في اقليم سمنان في شمال الدولة.
في موازاة هذه التجارب فانهم في اسرائيل يخشون من اشارات اخرى على النوايا الموجودة وراء مشروع الفضاء. هذه الاشارات هي اعلان إيران في 2012 عن نية تطوير جهاز اطلاق متحرك لهذه الصواريخ، الامر الذي سيمكن من اطلاقها من اماكن متغيرة. حسب التقديرات فان التطوير يناسب الاحتياجات العسكرية وليس المدنية. إيران تقوم بتطوير هذه الصواريخ بواسطة شركات تابعة للصناعات العسكرية فيها. وبناء على ذلك هذه الشركات يمكن أن تراكم معرفة من المشروع الحالي لصالح استخدامات عسكرية في المستقبل.
جهود إيران لتطوير سلاح يمكنه أن يطلق ويحمل قنابل نووية هي احد المحاور الرئيسية التي تعمل طهران فيها، بموازاة جهود تخصيب اليورانيوم. وحسب التقديرات فان إيران ما زالت بعيدة عن اتخاذ قرار حول التقدم في المشروع النووي، وايضا اذا عملت على دفعه قدما فان تكييف صاروخ لحمل رأس نووي متفجر هو أمر معقد وطويل.
مخزون الصواريخ في إيران يستهدف خدمة دائرتي هجوم: صواريخ بمدى 500 – 700 كم، التي يمكنها اصابة الجيران القريبين من إيران، دول الخليج، السعودية أو العراق، وأن يستخدمها حزب الله في لبنان لمهاجمة اهداف في اسرائيل. الدائرة الثانية تشمل صواريخ بمدى 1000 – 2000 كم. إيران هي من الدول الرائدة في انتاج والتسلح واستخدام الصواريخ، حتى لو كانت جميع الصواريخ التي توجد بحوزتها لا تعتبر دقيقة. حسب معلومات علنية متوفرة في الشبكة فانه توجد لدى إيران ترسانة نشطة لعدة انواع من الصواريخ للمدى البعيد، وهناك 4 في مرحلة التجريب.
الانواع المعروفة هي صاروخ “سجيل”، الذي يبلغ مداه 2000 كم، وصاروخ “شهاب 3، بمدى 1500 كم والذي يكفي ليصل الى كل نقطة في اسرائيل، وصاروخ “زولجانا” مخصص في الواقع لاطلاق الاقمار الصناعية وهو لا يعتبر صاروخ عملياتي. لكن، كما قلنا، يمكن أن يصل الى مدى ابعد اذا اعتبر عملياتي وتم اعداده لاهداف هجومية. خلافا لمعظم الصواريخ التي توجد في ترسانة إيران، فانه أحد الصواريخ القليلة التي تستخدم الوقود الصلب، الامر الذي يمكن من يشغلونه من اطلاق اسرع وذكاء أقل وتخزين طويل المدى.
قرار مجلس الامن 2231، استمرارا للاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في 2015، حظر على إيران تصدير أو ادخال الى داخل حدودها صواريخ بالستية تحمل رؤوس متفجرة بوزن 500 كغم أو أكثر ومدى اكثر من 300 كم. هذا القرار ايضا دعاها الى “عدم القيام بأي نشاط” يتعلق بصواريخ لها قدرة على حمل الرؤوس النووية. في المجتمع الدولي يقلقون من تقدم برنامج الفضاء الإيراني منذ بضعة اشهر. بعض الدول حذرت في السابق من أن إيران يمكن أن تستخدم هذا البرنامج كحقل تجارب كي تحصل منه على انجازات عسكرية. ولكن سؤال هل برنامج الفضاء يتجاوز القيود التي يفرضها الاتفاق النووي وملحقه على النظام في طهران، يوجد حوله خلاف دولي. وفي إيران قالوا إن الاتفاقات والقانون الدولي تسمح لها بمواصلة الدفع به قدما بدون قيود. في شهر تشرين الاول 2023 سينتهي سريان مفعول قرار الامم المتحدة، الامر الذي يمكن أن يشجع إيران على استئناف نشاطاتها في هذا المجال.
في يوم الاثنين الماضي استعرضت روز ماري ديكارلو، نائبة السكرتير العام للامم المتحدة في شؤون السياسة وبناء السلام، وضع المحادثات بين إيران والدول العظمى حول العودة الى الاتفاق النووي. وحسب قولها فانه “يبدو أن المجال للدبلوماسية آخذ في التقلص بشكل سريع”. ديكارلو اضافت بأنه رغم أن الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تعد قادرة على تحديد حجم مخزون اليورانيوم في إيران، إلا أن تقديرها هو أن طهران تمتلك الآن أكثر بـ 18 ضعفا من المخزون المسموح لها حسب الاتفاق، بمستوى تخصيب 20 – 60 في المائة. حسب قولها فان الوكالة الدولية للطاقة النووية لا يمكنها أن تتعهد حول الطابع السلمي للمشروع النووي الإيراني.