الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هجمات تخلط الأوراق بسوريا

هجمات تخلط الأوراق بسوريا

06.05.2013
رأي الشرق

الشرق 
الاثنين 6/5/2013
من المؤكد أن إيران وحزب الله كانا نصب عيون جنرالات وساسة اسرائيل؛ عندما أطلقوا مقاتلاتهم مرتين في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة إلى أجواء سوريا لتقصف حسب — رواية تل أبيب — صواريخ إيرانية طويلة المدى قيل: إنها موجهة لحزب الله في لبنان. وهكذا فإن الهجومين يحملان رسالة مباشرة من تل أبيب إلى طهران وحزب الله؛ مفادها التأكيد على جاهزية جيش الاحتلال الاسرائيلي للتدخل بقوة؛ لمنع أية أسلحة إيرانية من الوصول إلى أيدي حزب الله عبر سوريا. وهو ما يشكل مقدمة خطيرة لخلط أوراق الصراع والحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين؛ ومما يزيد الأمور تعقيداً.
ولاشك أن الهجوم الاسرائيلى الذى يعد انتهاكاً خطيراً جديداً للقانون الدولي والسيادة الوطنية؛ يؤكد في نفس الوقت الدور السلبي الانتهازي الذى تمارسه تل أبيب في المنطقة العربية؛ من خلال استغلالها للأحداث التى يموج بها إقليمنا؛ وتوظيفها لتداعياتها من أجل تحقيق أكبر المكاسب الاستراتيجية وحماية مصالحها وأمنها المزعوم.
ورغم كل ذلك يخطئ من يظن أن اسرائيل تسعى للتورط فى حرب للإطاحة بنظام الأسد؛ فالثابت أن اسرائيل على رأس قائمة المستفيدين من بقاء نظام الأسد؛ الذي بفضل سياساته "تنعم" جبهة اسرائيل الشمالية في الجولان المحتل، بأكبر قدر من الهدوء منذ أربعة عقود؛ كما أنه ليس من الحنكة السياسية أيضا أن تسمح الإدارة الأمريكية؛ المشغولة حالياً بوضع أيديها على أدلة اتهام وتورط نظام الأسد فى استخدام السلاح الكيماوي، لإقناع مجلس الأمن لشن الحرب عليه؛ أن تسمح لاسرائيل بالقيام أو حتى بالاشتراك في تلك الحرب؛ تحسباً لإمكانية تفجر ردات فعل سلبية لبعض قطاعات بالشارع العربي؛ تماماً مثلما جرى من "تحييد" لإسرائيل خلال غزو العراق. ولعل تكرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا يفجر الكثير من التساؤلات حول مدى جاهزية الجيش السوري "المنهك" من حربه الداخلية مع المنتفضين ضد النظام؛ وقدرة وسائله الدفاعية على صد هجمات جديدة، وإلى أى مدى يمكن أن تجر تلك الهجمات أطرافاً أخرى في المنطقة إلى حرب إقليمية؟ ثم هل يقدم حلفاء سوريا على ردود أفعال حقيقية ومؤثرة ضد إسرائيل؛ لمنع اشتعال مثل هذه الحرب الإقليمية، التى تدق بعنف أبواب المنطقة؟