الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هجوم إدلب..لماذا كذبت روسيا بشأن خسائر النظام؟

هجوم إدلب..لماذا كذبت روسيا بشأن خسائر النظام؟

26.01.2020
المدن


السبت 25/1/2020
لا تبتعد رواية وزارة الدفاع الروسية حول اضطرار قوات النظام للانسحاب من منطقتين في منطقة "خفض التصعيد" بعد مقتل 40 جندياً من صفوفها، جراء هجمات شنتها فصائل معارضة في إدلب، الخميس، عن التحركات والتحضيرات الروسية لتصعيد قادم ضد المعارضة في شمال غرب سوريا.
الرواية الروسية التي نفتها مصادر المعارضة، مؤكدة أنها لم تقم بأي هجوم من هذا النوع لا يوم الأربعاء ولا الخميس، وضعها العديد من المراقبين في إطار إيجاد الذريعة لإعلان عملية برية واسعة في ريف حلب الغربي.
وتتقاطع تقديرات المراقبين تلك، مع أنباء متواترة عن تنسيق روسي- إيراني مشترك، لبدء معركة وشيكة في ريف حلب الغربي، بهدف السيطرة على مساحات واسعة من المناطق المتاخمة لمنطقة "غصن الزيتون" في عفرين، وهو ما أكده رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" مصطفى سيجري لمراسل "المدن".
ورأى سيجري أنه لا يمكن النظر إلى الرواية الروسية المزعومة، إلا في سياق التحضير لخديعة ومخطط يجري الإعداد له، وقال إن "التصريحات الروسية ليست عبثية، وغالباً هي مقدمة لجرائم جديدة، رغم أنها لا تحمل أي مصداقية".
وفيما لا يمكن الجزم بالنوايا الروسية من وراء هذه التصريحات، أشار نائب رئيس الهيئة السياسية لمحافظة إدلب مأمون سيد عيسى إلى تقصد روسيا الإشارة إلى أن المهاجمين ينتمون إلى فصائل مختلفة من بينها الحزب الإسلامي التركستاني، وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). وقال ل"المدن"، إن روسيا تقدم تبريرات لجرائمها المتتالية في إدلب، بربط الأخيرة بتشكيلات عسكرية مصنفة دولياً على أنها جماعات إرهابية.
وأضاف عيسى: "صحيح أن روسيا لا تحتاج الذرائع لمواصلة الهجمات البرية في الجبهات الحالية أو في جبهات جديدة، غير أن تراكم الجرائم التي ارتكبتها، ولا زالت، أضر سمعتها على المستوى الدولي وبات اسمها مقترناً بالدمار والمجازر، وهي لذلك تحمل مسؤولية التصعيد إلى الطرف المقابل، مدعية أنها ملتزمة بالاتفاقات حول منطقة "خفض التصعيد" في إدلب".
من جانب آخر، أشار إلى تعاظم مخاوف روسيا من تشكل موقف دولي وإقليمي ضد خطتها العسكرية في إدلب، الأمر الذي يدفعها إلى البحث عن أي مخرج لمنع تشكله، ولن تجد أفضل من الحديث عن صدها لهجمات تشنها تنظيمات مصنفة "إرهابياً".
ويبدو أنه حتى وإن كانت روسيا لا تحتاج الذرائع لشن هجوم على مناطق المعارضة، فإن حساسية المنطقة المحتملة للتصعيد بالنسبة لتركيا، دفعت الروس إلى البحث عن مبررات للتصعيد، إذ تحاول موسكو استباق اعتراض شديد  من أنقرة على المعركة التي تستهدف السيطرة على ريف حلب الغربي، المتاخم لمنطقة عمليات "غصن الزيتون".
ومن المؤكد وفق مصدر عسكري من المعارضة، أن روسيا تخشى انهيار التوافق مع تركيا حول إدلب، حتى لو كان التنسيق بينهما في حدوده الدنيا.
وكان الجانبان التركي والروسي قد توصلا الشهر الجاري، بعد جولة اجتماعات في العاصمة الروسية حول إدلب، إلى إعلان وقف إطلاق النار، لكن سرعان ما عاود النظام الهجوم البري، بعد أقل من أسبوع على سريانه.