الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هدايا الرئيس السوري

هدايا الرئيس السوري

06.01.2015
د. صالح الدباني



القدس العربي
الاثنين 5-1-2015
لم يعد بمقدور الشعب السوري أن يطوي عاماً ليستقبل عاماً جديداٌ كبقية من يعشيون على هذه المعمورة لسبب أن الوقت قد توقف لدى هذا الشعب المقهور، فلا فرق بين عام مضى وعام جديد، فكلاهما ليس له معنى مادام الموت هو الموت والدمار هو الدمار والديار لم تعد تلك الديار في ظل جبروت وعنجهية رأس النظام بشار الأسد ومن والاه ودعمه وأيده.
يتبادل الجيران صباح العام الجديد الهدايا من الشيء الحلو تيمناً بأن تكون بادرة خير وأن يكون عام السلام والنجاح والمودة والوئام بعد أن نام معظمهم فرحاً ومبتهجاً ومهلّلاً بكل الأضواء المنيرة والمعبرة بالتفاؤل آملين أن يحمل لهم العام الجديد البشرى نحو الأحسن متجاوزين مآسي العام المنصرم. لكن الحالة الفريدة والشاذة عن الجميع هي كيف صبّح بشار الأسد ونظامه الشعب السوري في تباشير العام الجديد؟! ولكي يذكّرهم بأن لا فرق بين عامٍ مضى وعام أتى هو أن صب على رؤوسهم حمم العذاب المعتاد المتمثل ببراميل الموت الحارقة التي تشبه الألعاب النارية لولا أنها تحصد العشرات عند هبوطها على رؤوس المواطنين وتدمر المنازل والاحياء على قاطنيها. نعم هذه هي هدية بابا بشار في العام الجديد لأطفال سوريا وشعبها رجالاً ونساء ليذكرهم بأن ما ينتظرهم في هذا العام أشد من الذي قبله، ولكن هل نسي الشعب السوري ما حدث له حتى يأتي من يذكره بالويلات التي تعرض لها والآلام التي عانى منها أطفاله وشيوخه ونساؤه؟
عارٌ على العالم الحر، حكومات ودولا ومنظمات وشعوبا إذ لا يُذكّرون بشار ونظامه بأن الكيل طفح وأن ما عمله ويعمله خرج عن نطاق أبسط القيم الأخلاقية والإنسانية، وأن من يُقتلون يومياً هم بشر وليسوا حشرات تباد بالأسلحة الكيماوية التي يصم العالم آذانه كي لا يسمع هديرها ويشيح بوجهه كي يرى حجم البشاعة التي تسببها.
لايختلف اثنان البتة أن بشار الأسد ونظامه قد زادت شهيته في القتل مستفيداً بما يقوم به بما يُسمى بالتحالف ضد ما يعرف بداعش في المناطق المحررة في الوطن السوري. وهذا التحالف الدولي بشكل أو بآخر يخدم نظام بشار الأسد وكل الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تقاتل من أجل بقائه. وليسأل سائل: كيف يفرق التحالف الدولي بين إرهابي وآخر فيقتلُ هذا ويترك ذاك يعيث في الارض فساداً؟ لماذا فُصّل معنى الإرهاب لجماعات وأخرى نجت من تلك التسمية؟ أليس الإرهاب هو الإرهاب، وأنه ليس له مأوى ولا ملجأ ولا ملاذ ؟ أم أن ألوانا للإرهاب في نظر التحالف الدولي؟ البعض يتساءل هل أصيبت عيون التحالف بعمى الألوان أم أن التحالف لا يرى إلا بعين واحدة؟
إن المرء لا يدري أيهنئ الشعب السوري العظيم بالعام الجديد أم يعزيه بشهدائه، ولاعزاء في الشهداء فهم عند رب العرش أحياء. الصبر أيها الشعب الجريح الصانع للتاريخ فسينجلي الأسى وسيزول الحزن وإن كان ليل الدجى الطويل الآتي برائحة الموت، لكن الصباح المشرق بنفحات الحرية آتٍ لا محالة.