الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هدايـا مجانية للأسـد

هدايـا مجانية للأسـد

15.12.2013
هاشم عبده هاشـم


عكاظ
السبت 14/12/2013
•• بدل أن تدعم الائتلاف السياسي السوري والجيش الحر بمواجهة النظام السوري.. وجميـع الفصائل التي صنعها هذا النظام لمساعدته على مواجهة المعارضة.. فإن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قامتا بقطـع المساعدات "غـير الفتاكة" عن الشعب السوري وتحديدا عن المعارضة الحقيقية التي تمثـلـه.. وبذلك تقدمان دعما حقيقيا إضافيا وجديدا لأعداء هذا الشعب.. بحجة منع تسرب أسلحة المعارضة إلى الفصائل المتطرفة التي ولدت من رحم النظام وبتعاون وثيـق مع كل من حزب الله.. والحرس الثوري الإيـراني كما يعلم الجميع بما فيهم الأمريكان والبريطانيون.
•• حدث هذا بعد ما تناقلته الأنباء من سيطرة ما يسمى بـ "الجبهة الإسلامية" التي تضم عدة فصائل وتكتـلات مسلحة متطرفة على مقار ومستودعات أسلحة الجيش الحر في ادلب مؤخرا.
•• فعلت هذا أمريكا وبريطانيا وهما تدركان أن الجبهات المتشددة هي من صنائع النظام لمساعدته في القضاء على المعارضة الحرة وذلك باختراقها عبر القيام بأعمال كهذه تصب في خدمة النظام وتعمل على إضعاف المقاومة الشريفة للشعب ضد هذا النظام المتجبر.. وكذلك بهدف دعم ادعاءاته بأن سوريا تـتجه إلى التطرف.. وتأكيد مقولته بأنه يواجه إرهابا ويقاومه.. وهي المقولات التي روج لها الروس والإيـرانيون وأقنعوا الولايات المتحدة والدول الغربية وأدت في النهاية إلى تراخيهم مع النظام وتحولهم من المواجهة له إلى التخلي عن المعارضة والعمل على إضعافها رغم تناقض هذا الانقلاب في المواقف مع مواقفهم التي تدعي أنها تناصر الشعوب.
•• والحقيقة إن الإنسان ليستغرب تماما.. كيف تنساق دول كبرى وراء أكاذيب من هذا النوع بدل أن تقف على حقيقة من تكون هذه الجبهات.. وكيف ولدت ومن يقف وراءها.. وما هو الغرض من قيامها.. وما هي طبيعة الأعمال التي تقوم بها وتصب ــ لا محالة ــ في مصلحة الأسد ونظامه وهي التي تملك المعلومة الصحيحة.. وفهم الأمور على حقيقـتـها؟.
•• فما يحدث في الحقيقة رغم محدودية أثـره على المعارضة من الناحية العملية.. إلا أنه يؤثـر عليها من الناحيتين السياسية والمعنوية ويقوي في نفس الوقت شوكة النظام وأدواته ويعزز قبضتهم على الأوضاع وتعطيـل جهـود الشعب السوري في الوصول إلى أهدافه.. بينما المفروض هو أن تـقف كل دول العالم المحبة للسلام أمام هذا النظام.. وضد هذه الميليشيات العسكرية التي تحارب المعارضة وتدعم موقف النظام بما تقدمه له من دعم ميداني.. وسياسي خارجي يسوق لاستـمراره في السلطة على حساب الشعب ونضاله المشروع.
•• وإلا فكيف يمكن لمؤتمر جنـيف/2 أن يحقـق السلم والاستـقرار في سوريـا إذا كانت هذه هي مواقف الدول الراعية للمؤتمر.. وإذا كانت المعارضة تُحارب حتى قبل الذهاب إلى جنيف ولا تجد تحركا عربيا داعما لها بمواجهـة هذا السلوك الدولي المخـل؟.
***
ضمير مستتر:
[•• الغباء السياسي نوعان.. غباء جاهل بالحقائق.. وغباء مرسوم.. وكلاهما يقود إلى الخسران في النهاية].