الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هدنة الأربعين عاماً لم تعد قائمة؟

هدنة الأربعين عاماً لم تعد قائمة؟

12.05.2013
ماجد الشّيخ

تقاطع الخطوط الحمر يهدّد بتوسيع الحرب في سوريا
ماجد الشّيخ
المستقبل
الاحد 12/5/2013
في أعقاب عمليات الإغارة على مواقع في دمشق، وجهت إسرائيل رسائل طمأنة إلى النظام السوري، عبر قنوات دبلوماسية، أوضحت فيها أنها لا تنوي التدخل في الأزمة السورية، وبأن الغارتين الأخيرتين، كانتا تستهدفان صواريخ إيرانية متطورة في طريقها إلى "حزب الله" في لبنان، وبأن الحزب أقام له قواعد في سوريا، باتت مليئة بالصواريخ الإيرانية التي، حسب الإسرائيليين، "تغير موازين قوى الردع في المنطقة".
وبنشر مضمون "رسالة الطمأنة" الإسرائيلية، تكون إسرائيل قد اعترفت رسميا بالغارتين الأخيرتين على سوريا، كما أن تهديدات وزراء إسرائيليين باعتراض أي قوافل قد تنقل اسلحة من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان، "ومنعها بشكل فوري وبقوة"، تؤكد على أن "الغارتين ليستا الأخيرتين على سوريا، وبأن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارها برد فوري على أي عملية نقل أسلحة".
من جهته رأى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في إسرائيل، عاموس يدلين، ان "الاعلان السوري بالتعرض لقصف إسرائيلي والتهديد بالرد، في حال تكررت عمليات القصف، يستدعي اتخاذ الحيطة والاستعداد لاحتمال رد سوري مستقبلي، غير متوقع خلال هذه الايام في أعقاب الضربة الأخيرة". وفي تصريحات اطلقها فور الاعلان عن الغارة الإسرائيلية، وقبل التهديد السوري بالرد، قال ان "هناك عدة أسباب تجعل إسرائيل مطمئنة إلى أن سوريا لن ترد على القصف، بينها ان إسرائيل ليست القوة التي تهدد نظام الاسد بالسقوط، وعدم دخوله في حرب معها، في الوقت الذي يتحسن وضعه في سوريا". وحسب يدلين فان الاسد، يدرك تماماً ان "نقل أسلحة إلى "حزب الله"، هو أمر يخالف قرار مجلس الامن الدولي 1705، ما يعني ان العالم سيقف ضده وسيدعم إسرائيل في ضرباتها لمنع نقل هذه الاسلحة".
الرقص على حبل رفيع
إعلامياً، وعلى الصعيد الإسرائيلي، لوحظ على مدى أيام الاسبوع، من التحليلات في جميع الصحف الإسرائيلية، أن المحللين باشروا بمحاولات لإطفاء الحريق الذي قد يشتعل، والتحذير بأن سوريا لن تبتلع الإهانة مرة أخرى، ومن شأن ذلك أنْ يجر المنطقة إلى حرب إقليمية طاحنة. حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر الاثنين، النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية وجهت رسالة إلى الرئيس السوري، من أجل تهدئة التوتر في الشمال، وعدم انزلاق الأمور إلى حرب إقليمية، وقال محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، يوسي يهوشواع، إن إسرائيل تقوم بالرقص على حبل رفيع جداً، ومن غير المستبعد بتاتاً أن يتمزق الحبل.
أما إيتان هابر، الذي تبوأ في السابق منصب مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، اسحق رابين، فقال إنه من غير المستبعد أن يكون الرئيس الأسد قد فقد صبره، في الوقت الذي كان يعتقد فيه أقطاب حكومة نتانياهو، بأنه سيسكت هذه المرة أيضا؛ ولن يرد على الهجوم الإسرائيلي، لذلك يتحتم على الحكومة والمجلس السياسي والأمني المُصغر، أن يفهموا بأن الاعتداء على دولة سيادية، والتغاضي عن ذلك سيقود المنطقة إلى الأسوأ.
وكتب المحلل للشؤون الأمنية، أليكس فيشمان، أن القيادة السورية وصلت إلى الحد الأقصى من ضبط النفس، ولم يستبعد البتة بأنْ تقوم بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية عن طريق حرب شاملة مع إسرائيل، أو أن تبلع وحليفاتها الإهانة التي تلقوها من سلاح الجو الإسرائيلي، ولكن من الناحية الثالثة قال فيشمان إن محور الشر المؤلف من إيران وسوريا وحزب الله، من شأنه أن يرد على الهجوم الإسرائيلي عن طريق رفع منسوب العمليات الفدائية ضد أهداف إسرائيلية في جميع أصقاع العالم، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من الحدود الشمالية، أي اللبنانية والسورية، محذراً أنهم لن يقبلوا بأي حال من الأحوال أن يعيشوا تحت الحصار، كما هو الحال في غزة.
خطوط حمر
أما صحيفة "هآرتس" فتطرقت إلى الخطوط الحمر بالنسبة لإسرائيل، متسائلة عن الخط الأحمر بالنسبة للرئيس السوري، وحسب الصحيفة، فإن نقل أسلحة معينة توصف بأنها مخلة بالتوازن هي خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء ووزير الأمن الحالي والسابق ووزراء آخرين وعددا من الضباط الكبار، حذروا من أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تم نقل أسلحة مخلة بالتوازن إلى حزب الله. وضمن هذه الأسلحة المخلة بالتوازن، جرى تصنيف الأسلحة الكيماوية وصواريخ مضادة للطائرات متطورة، وصواريخ بر - بحر، وصورايخ أخرى أرض - أرض بعيدة المدى وذات دقة عالية، يصنف بينها صاروخ (الفاتح 110)، والذي يصل مداه إلى 600 كم وهو دقيق للغاية. وزادت الصحيفة قائلةً إن طهران قلقة على مصير مخازن السلاح في سوريا بسبب تقدم قوات المعارضة، كما تخشى من ألا يكون بإمكانها نقل أسلحة إلى حزب لله لفترة طويلة عبر محور طهران - دمشق - بيروت، ولذلك فإن إيران تحاول إرسال هذه الصواريخ، في حين تحاول إسرائيل منعها. وزادت "هآرتس" قائلة إن وقوف الاستخبارات الإسرائيلية على إرسالية السلاح الأخيرة وفر لإسرائيل فرصة لتنفيذ الهجوم.
بموازاة ذلك، رأت الصحيفة أن السؤال المثير للقلق هو أين يمُر الخط الأحمر بالنسبة للرئيس الأسد، مشيرة في هذه العجالة إلى الهجوم على المفاعل النووي في دير الزور في أيلول (سبتمبر) 2007، وموضحةً أن الرئيس السوري فضل تجاهل الأمر، والادعاء لاحقاً أن إسرائيل قصفت منشأة زراعية ليست ذات أهمية.
وأضافت أنه في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي قصفت إسرائيل قافلة أسلحة تحمل صواريخ مضادة للطائرة من طراز (SA17)، لافتةً إلى أن دمشق اتهمت تل أبيب بأنها قصفت حيا مدنياً عاديا. كما أوضحت الصحيفة أن ذلك لا يعني أن النظام السوري معني بالرد على الهجوم، لافتةً إلى أنه خلافاً لتصريحات سورية سابقة، التي وصفت الهجوم بأنه إعلان حرب إسرائيلي، فإن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، تجنب إطلاق تعهدات. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب قولها، إن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس الأسد ليس معنياً بالانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، خشية أن تشكل تلك ضربة قاصمة تؤدي إلى هزيمته في حربه ضد المعارضة. أما المحلل هابر في "يديعوت أحرونوت" فقال علينا ان نسأل أنفسنا باستقامة: في ترسانة حزب الله يوجد مئات الصواريخ من طراز فاتح 110، التي قصفها الطيران الإسرائيلي، وبالتالي: هل المخاطرة بجر المنطقة إلى حرب إقليمية لا يتغلب على الإنجاز العسكري؟
هل ازدادت فرص التدخل؟
دولياً.. رجح مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن تسرع الغارات الإسرائيلية، والتهديد السوري بالرد، من اتخاذ القرار الأميركي بزيادة تدخل واشنطن في الأزمة السورية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المسؤولين قولهم ان الغارات الإسرائيلية، والتهديد بضربة انتقامية سورية، سيسرعان على الأرجح باتخاذ الإدارة الأميركية قرارها، الذي كان يتجه أساساً نحو زيادة التدخل في الأزمة السورية، المستمرة منذ أكثر من سنتين.
ورغم إشارة المسؤولين إلى ان نشر قوات أميركية في سوريا، ما زال أمراً غير مرجح، فقد أشاروا إلى ان قراراً سيتخذ، خلال أسابيع بشأن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، بغية استخدام طائرات وصواريخ أميركية لكبح قوة الرئيس السوري بشار الأسد الجوية، من خلال تدمير الطائرات والمدرجات ومواقع الصواريخ داخل سوريا.
وقال مسؤول غربي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته انه نظراً لزيادة الثقة في الجيش السوري الحر، يفضل "فريق الأمن القومي والفريق الدبلوماسي المحيط بالرئيس" أوباما زيادة التدخل الأميركي في سوريا، ومواقفهم تزداد زخماً بالرغم من تحذيرات مستشاري الرئيس الأميركي السياسيين. وحتى النواب والسناتورات الذي كان لديهم تحفظات بشأن زيادة التدخل الأميركي في سوريا، باتوا يرون ان لا مفر من الأمر.
من جهة أخرى قال مسؤول مخابرات أميركي الأحد الماضي انه لم يتم اعطاء الولايات المتحدة أي تحذير قبل الهجمات الجوية التي وقعت في سوريا، ضد ما يصفه مسؤولون غربيون وإسرائيليون بأسلحة كانت في طريقها إلى مقاتلي حزب الله. وقال المسؤول من دون تأكيد أن إسرائيل هي التي شنت هذه الهجمات، انه تم ابلاغ الولايات المتحدة أساساً بهذه الغارات الجوية "بعد حدوثها"، وتم اخطارها في الوقت الذي كانت القنابل تنفجر فيه.
وعلى الرغم من ان هذه الغارات الجوية، أثارت مخاوف من تورط الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط في الصراع السوري، فإن إسرائيل لا تشعر عادة بأنه يتعين عليها الحصول على ضوء أخضر من واشنطن لشن مثل هذه الهجمات. وأشار مسؤولون في الماضي إلى أن إسرائيل لا ترى حاجة لابلاغ الولايات المتحدة؛ الا بمجرد بدء مهمة كهذه.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين لقناة فوكس نيوز، ان الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا، يمكن ان تزيد الضغوط على ادارة اوباما للتدخل في سوريا، لكن الحكومة الأميركية تواجه تساؤلات صعبة، بشأن كيف يمكنها المساعدة من دون أن تتسبب في تفاقم الصراع. ولهذا "نحتاج إلى تغيير جذري.. (مع) عدم نشر جنود على الأرض.. إقامة منطقة آمنة وحمايتها وتزويد الأشخاص الذين يستحقون بالأسلحة في سوريا الذين يقاتلون بوضوح من اجل الاشياء التي نؤمن بها.. في كل يوم يمر يزيد حزب الله نفوذه ويتدفق الأصوليون، إلى سوريا وتزداد الأوضاع هشاشة".
وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، قال في الاسبوع الماضي، ان واشنطن تعيد النظر في معارضتها لتسليح مقاتلي المعارضة السورية. وحذر بقوله إن تقديم أسلحة إلى القوات التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد، هو مجرد خيار من الخيارات، وينطوي على خطر أن تجد الأسلحة طريقها إلى أيدي متطرفين معادين لأميركا بين مقاتلي المعارضة. وتقول الولايات المتحدة ان لديها "ثقة بدرجات متفاوتة" في انه تم استخدام اسلحة كيماوية على نطاق محدود في سوريا، ولكنها تسعى إلى الحصول على مزيد من الادلة، لتحديد الطرف الذي استخدمها، وكيف تم استخدامها ومتى؟
التورط الغربي
"الحقيقة، هي انه بعد الغارات الإسرائيلية (على دمشق)، كلنا متورطون في الحرب" الأهلية في سوريا، هذا ما يقوله المعلق المعروف في صحيفة "اندبندنت" روبرت فيسك، فما يحدث في سوريا لم يعد شأناً داخلياً، بل حرباً بالوكالة تقوم بها إسرائيل نيابة عن الغرب، الذي يريد التخلص وبسرعة من نظام بشار الاسد.
فيسك يقول ان إسرائيل دائما ما تضع نفسها إلى جانب الغرب، وتعتبر نفسها جزءا منه، ما يثبت ان الجميع (أميركا والإتحاد الأوروبي) متورطون في الحرب. وتساءل فيسك عن مبررات الغارات الإسرائيلية التي تقول إسرائيل انها تريد منع وقوع الاسلحة الكيماوية أو صواريخ أرض - أرض في أيدي الجماعات الخطأ. وقال لماذا تقوم الحكومة السورية، وفي هذا الوقت بالذات بارسال صواريخ الفاتح - 110 إلى حزب الله، كما يقول الأميركيون، والذين أكدوا قبل أشهر عدة أن النظام استخدمها ضد قوات المعارضة؟
ويطرح فيسك سؤالاً آخر عن قدرات الجيش السوري الذي يتميز على المعارضة بقدرته على استخدام طائرات الميغ ضدها، فلماذا لم يرد على الطائرات الإسرائيلية؟
حرب إقليمية بالوكالة
ورأى فواز جرجس من جامعة لندن - كلية لندن للاقتصاد، ان الهجمات الإسرائيلية تثبت ان الحرب في سوريا، اصبحت حربا اقليمية وبالوكالة. وقال في تعليق له نشرته "ديلي تلغراف" ان التدخل الإسرائيلي، يظهر كيف تطورت الحرب من انتفاضة سياسية إلى حرب داخلية عسكرية، والآن إلى حرب اقليمية بالوكالة على الارض السورية.
ويضيف الكاتب أن النزاع في سوريا لم ينتشر تأثيره إلى جيران سوريا، الأردن ولبنان والعراق وتركيا، ولكنه أصبح ساحة نزاع بين إيران وإسرائيل. وحذر من ان يتحول هذا النزاع المعقد، إلى معركة تورط حلفاء كل طرف: إيران وحزب الله من جهة، وإسرائيل والحلفاء الاقليميين والدول الغربية من جهة اخرى. ويعتقد الكاتب ان دخول إسرائيل على الحرب يؤثر على دينامية الصراع السياسي بطريقتين، فهي من جهة ستضع المعارضة في موقع الدفاع عن النفس، حيث ستظهرهم انهم وإسرائيل يتعاونان بطريقة غير مباشرة على الاطاحة بالنظام، اما الطريقة الاخرى فستعزز رؤية النظام حول النزاع من أنه ليس داخلياً، بل مدفوعاً بأجندة خارجية تهدف إلى تعزيز موقف إسرائيل في المنطقة كقوة اقليمية لا تنافس.
حرب مضافة
وفي دفاع عن الغارات الإسرائيلية، قالت "ديلي تلغراف" في افتتاحيتها، ان إسرائيل على خلاف الدول الغربية، لا يمكنها البقاء بعيدة عن النزاع، لا سيما وأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت قافلة عسكرية ومركزا للبحث العلمي قرب دمشق، علما ان إسرائيل كالعادة لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن الغارات، مثلما فعلت في عام 2007 عندما دمرت المنشآت النووية السورية. ولا تعتقد الصحيفة ان يقوم نظام الاسد بالانتقام، على الرغم من انه وصف الهجمات "باعلان حرب"، لأنه "وإن امتلك الطيران الجوي المتقدم، والذي يستخدمه ضد شعبه، فسيكون واهماً إن أضاف إلى أزمته الوجودية حرباً على إسرائيل". ومع ذلك فالعالم سيضطر في القريب العاجل التعامل مع الاثار التراجيدية الناجمة عن عدم مواجهة النظام السوري. وهي ظاهرة في استمرار تدفق الاف اللاجئين السوريين لدول الجوار، واحتجاج لبنان على خرق الطيران الإسرائيلي لسيادته "ولكن لإسرائيل الحق لعمل ما تراه ضرورياً، للدفاع عن مصالحها القومية، ان شعرت بأنها مهددة بسبب النزاع".
أخيراً.. ما كان مخفيا خرج للعلن؛ هذا ما أشارت اليه صحيفة "الغارديان"، حيث قالت ان ما ظل محلا للتكهنات، أصبح في مدار أسبوع حقيقة، فقد اعترف حسن نصر الله بوجود مقاتلين من حزبه في سوريا، وحذر من أن أي اعتداء على مقام السيدة زينب، ستكون له آثار غير حميدة، وبالسياق ذاته أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مخازن إيرانية للاسلحة قرب دمشق. وقد أدت هذه التطورات إلى تقاطع الخطوط الحمراء على خريطة المنطقة، بشكل يهدد بتوسيع الحرب في سوريا. وذلك على الرغم من تقدير إسرائيلي يراهن على عدم مقامرة النظام السوري وحزب الله برد عسكري، لان الحزب ليس مهيأ بعد لحرب ثانية. ولكن في الشرق الاوسط من السهل معرفة بداية الامور اكثر من معرفة إلى اين تنتهي. فإسرائيل بعملها الخطير هو قريب من الاعلان عن ان حدودها الشمالية لم تعد هادئة، فهدنة الاربعين عاما التي ظلت مع جار معاد، ولكنه راض؛ لم تعد قائمة.