الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هدنة العيد السورية

هدنة العيد السورية

12.10.2013
رأي البيان


اليبان
الجمعة 11/10/2013
العيد يأتي على الأمة العربية والإسلامية والحال على ما هو عليه في سوريا من قتل ودمار وهروب ولجوء وفراق بين الأهل والأقارب، وعدم قدرة على اللقاء أو حتى الاتصال للتهنئة بالعيد، لكنه على كل حال عيد.
يتساءل كثير من المراقبين عن إمكانية تطبيق هدنة في سوريا خلال فترة عيد الأضحى المبارك الذي يبدأ بعد بضعة أيام، والسؤال لا يتعلق فحسب بالمدة الزمنية القصيرة التي تفصلنا عن العيد بقدر ما يخص العديد من التعقيدات التي تلف مثل تلك المبادرة أو الرغبة.
آلة القتل مستمرة في كافة أنحاء سوريا منذ عامين ونصف العام من دون توقف، ولم تهتم بالكثير من المبادرات والمناشدات العربية والدولية ولم تحترم حرمة أعياد ولا رمضان، بل على العكس كانت تزداد في هذه المناسبات إمعاناً لتكريس الخلافات الطائفية والمذهبية.
وعلينا هنا ألا ننسى تحركات العرب وقراراتهم في مجلس الجامعة، فضلاً عن الاتصالات المتكررة والبعثات وفرق التقصي التي لم تنجح في إيقاف النار، وإقناع من يتوجب إقناعه بأن عليه أن يوقف القصف والتدمير، وأن يراعي حرمة المناسبات الدينية.
وإضافة إلى ذلك، فإن غياب الرغبة الدولية، أو بالأحرى غياب رغبة بعض الأطراف الدولية، في تحقيق مثل هذه الهدنة سيكون من دون شك عاملاً سلبياً يبعد السوريين عن فترة الهدوء المنشودة، خاصة أن تلك الأطراف ما فتئت تعتبر أن ما يحصل في سوريا معركة صراع على النفوذ الدولي أو الإقليمي.
وتناسي حقيقة أكثر من مئة ألف من القتلى وأضعافهم من الجرحى، وأن هناك ملايين السوريين نازحين في الداخل ومهجرين في الخارج، بل ويعاني بعضهم حصاراً يذكر بما كان يحصل في الحرب العالمية الثانية، حتى ضربت المجاعة بعض مناطق ريف العاصمة دمشق.
إذاً، لكي تنفذ الهدنة على أرض الواقع، لا بد من توافر إرادة دولية تضغط على من يقوم بالقصف والتدمير بشكلٍ أساسي، لكي لا يدخل السوريون مجدداً في متاهات البعثات والفرق التي كان آخرها الفريق الكيماوي الذي حدثت مجزرة الغوطة الرهيبة على بعد بضعة كيلومترات من مكان تواجده، وهو ما يعني أن لا مؤشر ملموساً أو آلية حقيقية قد تراقب وقف النار المطلوب. وعليه، فإن تلك التمنيات الرغوية قد لا تجد طريقها إلى التطبيق لوجود الكثير من العقبات التي قد تدفن الهدنة في مهدها.