الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هدنة في سوريا

هدنة في سوريا

11.07.2013
رأي الراية

الراية
الخميس 11-7-2013
لا توحي المؤشرات القادمة من سوريا أن النظام الذي يقول إنه يُحقق إنجازاتٍ على الأرض ضدّ مُقاتلي المُعارضة في العديد من الجبهات يُمكن أن يقبل بإعلان هدنة ووقف القتال في مدينة حلب خلال شهر رمضان المبارك كما دعت إلى ذلك المعارضة السوريّة.
لقد سبق للأمين العام للأمم المتحدة باني كي مون أن أطلق دعوة مُشابهة، حيث طالب الأطراف المُتصارعة بعقد هدنة في مدينة حمص خلال شهر رمضان، وهي الدعوة التي لم يستجب لها النظام ولم يُعلق عليها بالسلب أو الإيجاب.
الشعب السوري الذي يتعرّض للقتل على يد النظام بالطائرات والصواريخ وبراميل الموت استقبل اليوم الأول من رمضان بخبر مقتل خمسة أشخاص هم طفل وأربع نساء في قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق على يد قوات النظام - كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان - حيث تفحّمت جثث القتلى نتيجة للقصف.
المعارك العنيفة استمرّت أيضًا في مدينة حمص المُحاصرة منذ شهور طويلة، حيث تردّدت أنباء عن سيطرة القوات النظاميّة على نقاط عدّة في حيي باب هود والخالدية، في حين يتحدّث الناشطون عن استمرار المعارك العنيفة وعمليات الكرّ والفرّ على كلتا الجبهتين وأن لا سيطرة حقيقية لقوات النظام على أي من الحيين.
الأخبار الواردة من حمص - حسب ناشطين وروايات شهود عيان - تتحدّث عن مأساة إنسانية حقيقية تعيشها الأحياء المُحاصرة في المدينة؛ نظرًا لنفاد الأغذية والمواد الطبيّة، حيث قضى العديد من الجرحى نحبهم بسبب عدم توفّر مواد الإسعافات الأوليّة، كما تسود حالة من الذعر بين صفوف المدنيين المتبقين في الأحياء المحاصرة "حوالي 800 عائلة، بحسب ناشطين"، و"ارتفاع معدّل الإصابات اليومي أضعافًا؛ ما أدّى إلى استهلاك ما توفّر من مواد الإسعاف الأوليّة والحقن الإسعافية.
لقد سبق أن تمّ ترتيب "هدنة" شهر رمضان من العام الماضي، إلا أن هذه الهدنة لم تصمد حتى لساعات قليلة وخرقها النظام الذي استمرّ في استهداف المدنيين في جميع المدن والبلدات السورية، وبالتالي استمرّت أعمال القتل والعنف طوال شهر رمضان المبارك ولم تتوقف لحظة واحدة.
إن ما تشهده الأحياء المُحاصرة في حمص التي تُعاني من نقص في الغذاء والدواء والمستلزمات الطبيّة مأساة إنسانية تستدعي من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بالدعوة لهدنة خلال شهر رمضان الفضيل بل ممارسة ضغوط حقيقية على النظام وحلفائه لوقف القتل وإطلاق النار والقبول بهدنة ليس في مدينة حمص المُحاصرة وحدها بل في جميع المدن والبلدات السورية؛ ليتسنّى لمنظمات الإغاثة إيصال المواد الغذائيّة والطبيّة لكل من يحتاجها.