الرئيسة \  مشاركات  \  هذا الأسد ما يزال يقتل الأطفال و ما يزال يرتكب المجازر

هذا الأسد ما يزال يقتل الأطفال و ما يزال يرتكب المجازر

05.05.2013
رضا سالم الصامت


النظام السوري ما يزال مدعوما على حساب الشعب من روسيا و ايران ، فحتى حزب الله يقاتل الى جانب هذا النظام و لا حياة لمن تنادي و مع ذلك فالثورة السورية، ماضية الى الأمام تحقق الانتصار تلو الانتصار ، رغم أن البعض يرى تنافسًا جديًا بين ضرورة الحل السياسي وبين المزيد من إراقة الدماء، في حين تصرّ المعارضة على تنحي بشار الاسد كمدخل للحل السوي للأزمة السورية التي أتت على الأخضر و اليابس
ففي سوريا أصبح بشار كالغول يصول و يجول ، و يقتل الشعب السوري الأبي الذي خرج في احتجاجات سلمية يطالب بالتغيير و الإصلاح و ما كان هذا الشعب المؤمن، يظن أنه سيجابه بالعتاد العسكري الرهيب ، الذي لو فلح الأسد لاسترجع به هضبة الجولان المحتلة بدلا من قتل شعبه و تمزيق بلد عظيم في تاريخه و حضارته و ثقافته . ... و هو الذي وعد بالإصلاح، و خالف وعده
لم يكفيه تدمير سوريا بقصف يومي لمدن و قرى بأكملها و يتم أطفالا و قتل نساء و رجالا و اعتقل المئات من أبناء سوريا الشرفاء
إن هذا النظام المتعجرف حكم سوريا بالحديد و النار و القمع في ظل خروقات وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ـ
فحتى المجتمع الدولي ضاق ذرعا لتصرفات بشار ،و إن قرار الجامعة العربية جاء ليزيد في عزلة بشار و أتباعه و نظامه و شبيحته لكن ليعلم بشار و مؤيديه أن شعب سوريا اختار الموت لأنه رفض و يرفض الذل و الهوان و حياة الاستبداد و القمع ، و لم يعد يرهبه الرصاص و الدبابات و القنابل ، هذا الشعب الحر يريد الحرية و الكرامة ليبني سوريا جديدة تنعم بالحرية و الديمقراطية
الشعب السوري يُقتل وتُسفك دماؤه ، و لا حياة لمن تنادي ، و الأزمة مستفحلة و حلها قد يصعب و أعمال القتل تتواصل و الأزمة تتفاقم كحرب داخلية طويلة الأمد، و سوف تكون كارثيةً ، رغم الصعوبات الجمّة التي تعترض طريق السوريين نحو الانتصار و المجد و الحرّية و الكرامة الإنسانية.
فمنذ اندلاع ثورة سوريا قبل عامين و أكثر، لم يصل النظام إلى مبتغاه رغم كل المجازر و أحداث العنف ، و لم يصل المجتمع الدولي إلى حل يوقف هذا النزيف الدموي و بالتالي فشل فشلا ذريعا في تطويق الأزمة و الآن امريكا تريد تسليح الجيش الحر بأسلحة قد تبدو بسيطة امام ما يملكه النظام من اسلحة متطورة و محظورة دوليا
فهذا النظام الفاسد صد جماهير شعبه عندما خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات سلمية لا يطالبون شيئا غير التغيير ، فواجهتهم الآلة العسكرية بكل قوة فحصدت أرواحا برئية و قتلتهم و شردتهم و عذبتهم و اتخذوا ذريعة لهجماتهم على هؤلاء المواطنين العزل من اطفال المدارس الابتدائية بكونهم جماعات إرهابية و تلك هي الأكذوبة ، التي فتحت على النظام أبواب جهنم ، مما جعله يمارس بحقد دفين سياسات تتعارض و مصلحة الشعب السوري الأبي و النتيجة تردي الأوضاع المعيشية و الاجتماعية و حتى الاقتصادية و دمار سوريا بالكامل
النظام لم يتوانى بقتل المزيد و ارتكاب المجازر الشنيعة في حق الأطفال و النساء و الشيوخ و كأن هؤلاء الأطفال هم أيضا من الارهابيين كما يدعي نظام بشار و شبيحته الحقيرة ، و لعل ما يدهش العالم و ان المجازر التي ترتكب أمام أعين العالم لا تحرك ساكنا والأسد يتلذذ في تقتيل أطفال سوريا ، لأنه فقد إنسانيته و لم يعد يهمه غير البقاء على كرسي الرئاسة ، غير عابئا بقرارات الأمم المتحدة و تصاريح كبار المسؤولين ، رغم أنه فقد الشرعية من زمان و عليه أن يستعد الى المحاكمة الدولية
فالشعب السوري لم يعد يحتمل و لكن لا ننسى أنه لم يعد يتراجع الى الوراء رغم كل هذه التضحيات ، و بعد كل ما جرى و يجري و الدماء سالت و تسيل في كل منطقة و في كل شارع و نهج من سوريا ، ان المعارضة يجب أن يتم تسليحها بالاسلحة المناسبة و هذا من شأنه أن يقصر في عمر النظام، لأن النظام لم يراعي اخلاقيا و لا انسانيا ما يحدث من مجازر بشعة للغاية . و هكذا فان هذا الأسد ، ما يزال يقتل الأطفال و ما يزال يرتكب المجازر! –
رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي متعاون