الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هذا ما أراده حزب الله!

هذا ما أراده حزب الله!

12.06.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الاربعاء 12/6/2013
لم يكن مقبولاً أنْ تصمت الدولة اللبنانية وأنْ يصمت العالم على رفض حزب الله (اللبناني) تسليم ثلاثة من أعضائه على مستوى القيادة للعدالة الدولية بتهمة اغتيال أو المشاركة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري فهذا هو ما جعل حسن نصر الله ، الذي أزاح كل من سبقوه ليصبح «الزعيم الأوحد» لهذا الحزب وللطائفة الشيعية اللبنانية، يرد على الأوروبيين الذين اتخذوا قراراً باعتبار الجناح العسكري لحزبه منظمة إرهابية، بالقول :»لينقعوا هذا القرار ويشربوا ماءه»!!
قبل يومين أعدم «بلطجية» حزب الله وبدمٍ بارد مسؤول الهيئة الطلابية في «حزب الإنتماء اللبناني» ، حزب أحمد الأسعد نجل كامل الأسعد الذي شغل موقع رئيس برلمان لبنان لسنوات طويلة، الشاب هاشم السلمان الشيعي من بلدة عدلون الجنوبية وذنبه أنه قاد مجموعة من زملائه للإعتصام أمام السفارة الإيرانية في بيروت اعتراضاً على مشاركة حزب نصر الله ، باسم الشيعة اللبنانيين في حرب بشار الأسد على الشعب السوري.
والمشكلة التي ستضفي على لبنان المزيد من اجواء الإحتقان والتوتر لا تكمن فقط في قتل هذا الشاب الشيعي وجرح عدد من زملائه بل في رفض حزب الله تسليم الجناة من أعضاء حزبه إلى العدالة اللبنانية وذلك مع أن هذه الجريمة البشعة قد أُرتكبت في وضح النهار وأمام سمع ومرأى عددٍ كبيرٍ من اللبنانيين وبحضور وحدات من الجيش اللبناني ومن القوى الأمنية وبوجود العديد من الإعلاميين والكاميرات الإعلامية التي سجلت كل ما جرى بتفاصيله الدقيقة.
وبالطبع وكالعادة فإن حسن نصر الله ، الذي دأب على التصرف كرئيس عصابة وليس كرئيس حزب سياسي تحكمه القوانين والأنظمة المعمول بها في الدولة اللبنانية، قد رفض تسليم القتلة، الذين كانوا يرتدون القمصان السود على اعتبار أنهم أعضاء في ميليشيات حزب الله، بل ورفض الإعتراف بعلاقتهم بهذا الحزب الذي أصبح بدعم من إيران ومن نظام حافظ الأسد ونظام ولده بشار يشكل دولة ليس داخل الدولة اللبنانية وإنما فوق الدولة اللبنانية.
وهنا فإنَّ ما يجب أن يفهم من هذه الجريمة البشعة والطريقة التي أُرتكبت بها هو أن حسن نصر الله الذي ألغى وأزال كل الزعامات الشيعية في لبنان ، الدينية والسياسية، والذي اختطف هذه الطائفة الكريمة وحوّلها إلى مجرد جالية إيرانية لا علاقة لها بباقي مكونات الشعب اللبناني ، لا قيماً ولا توجهات ولا هموماً ولا لباساً ولا عادات وتقاليد، قد أرسل مجموعة القتل هذه من ميليشيات حزبه ليرتكبوا جريمة قتل الشاب الشيعي هاشم السلمان وجرح عدد من زملائه والهدف هو منع أبناء هذه الطائفة الكريمة صاحبة التاريخ الوطني والقومي المجيد والناصع من أن يعبِّروا عن رفضهم لمشاركة حزب الله باسم طائفتهم في الحرب المذهبية القذرة التي يخوضها بشار الأسد ضد الشعب السوري وتحديداً ضد «أهل السنة» والتي أشعلت فتنة بين المسلمين سيحتاج إخماد نيرانها إلى سنوات مضنية طويلة.
لقد تجاوز حسن نصر الله بما بقي يفعله ، إن في داخل لبنان وإن في خارجه، كل الحدود وإنه بإرسال قطعان حزبه إلى سوريا لقتال «السنة» بدوافع طائفية باتت واضحة وضوحاً كاملاً ، إلاَّ لـ»العملاء» وللمصابين بعمى البصر والبصيرة، قد عرَّض أبناء الطائفة الشيعية اللبنانية المنتشرين في أربع رياح الأرض وفي العديد من الدول العربية والإسلامية بحثاً عن الرزق ولقمة العيش لردات فعلٍ مرتجلة وغير منضبطة تحت ضغط كل هذا الذي يجري في سوريا والذي أعطاه التدخل الإيراني وتدخل حزب الله وما يسمى عصائب الحق وتدخل الحوثيين اليمنيين طابعاً مذهبياً مقيتاً ستكون له عواقب وخيمة كثيرة.