الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هذا ما سعت إليه إيران في سوريا

هذا ما سعت إليه إيران في سوريا

21.09.2015
مهره سعيد المهيري



الاتحاد
الاحد 20/9/2015
دولة الإمارات العربية المتحدة بمواقفها الداعمة لضحايا الحروب واللاجئين، تتربع على ذروة العطاء الإنساني وفق سياسة راسخة، غرس جذورها زايد الحكيم، ومضت على خطاها القيادة الرشيدة للدولة، فامتدت يد الخير إلى الأشقاء في كل مكان، من دون النظر إلى لون أو جنس أو عقيدة، حتى بذرت الإمارات في أرض المحتاجين للمساعدات الإنسانية مليارات الدولارات، إيماناً بدورها الحيوي في رسم البسمة على شفاه الذين فقدوا أوطانهم، وشردتهم الحروب والمآسي التي نتجت عن الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا تحديداً.
إن الإمارات كانت وستظل رمزاً للعطاء الإنساني، وصاحبة رسالة سامية - تحمل قيماً ومبادئ نبيلة تنادي بها قيادتنا الرشيدة، وتعمل من أجلها - تتمثل في أن الإمارات ستبقى عوناً لجميع الأشقاء والأصدقاء في جميع الأحوال والظروف.
إن العطاء الإماراتي غير المحدود لدعم اللاجئين وضحايا الحروب ينبثق من طبيعة هذا البلد ومؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن بعده القيادة الرشيدة الكريمة. الإمارات من أوائل الدول التي دعمت اللاجئين في الأردن منذ بداية الأزمة السورية، فقد أنشأت المخيمات وبنت المدارس والعيادات، ومن هذه المبادرات إنشاء المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين الذي افتتحته الإمارات في بداية عام 2013 في منطقة «مريجيب الفهود» بالقرب من مدينة الزرقاء، والذي أقيم بتكلفة وصلت قيمتها إلى 37 مليون درهم «10 ملايين دولار أميركي» ويضم المخيم حالياً نحو أربعة آلاف لاجئ سوري.
ويوفر المخيم الخدمات الأساسية للاجئين بالإضافة إلى الملاعب وقاعة تليفزيون للأطفال وأخرى للنساء، ومركزا طبيا يضم عيادات متخصصة ومنطقة تجارية، إلى جانب تنظيم مجموعة من البرامج والفعاليات والمبادرات الإنسانية. كما تمّ افتتاح المدارس بالتنسيق مع منظمة «اليونيسيف»، التي عملت مع إدارة المخيم لاستكمال جميع المتطلبات، وتخصيص المناهج الدراسية.
ويسود المخيم حالة من الأمن والهدوء الناجمة عن التخطيط الإستراتيجي لإدارة المخيم بقيادة «فريق الإغاثة الإماراتي الموحد في الأردن»، الذي لم يكتفِ بتوفير الخدمات والمرافق المتعددة التي تلبي احتياجات اللاجئين فحسب، بل عمد على إشراكهم فيها في محاولة لخلق لاجئ منتج يعيل نفسه، ويسعى للتخلص من الضغوط عن طريق الاختلاط بالآخرين والعمل على مساعدتهم.
وتحرص الإمارات على تقديم كل سبل الدعم والعون للأشقاء السوريين في محنتهم المأساوية الذين تشردوا ونزحوا من بلدهم، حيث تقوم المؤسسات الإنسانية والجهات المانحة الإماراتية بدور فاعل، وترسم خارطة طريق واضحة للاستجابة للأزمة وتلبية احتياجات المنكوبين، وهي الخارطة التي حصدت إشادات عالمية من الدول الفاعلة والمنظمات الإنسانية الدولية، حيث هدفت جهودها المتنامية لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الأزمة السورية في مختلف أماكن تواجدهم.
فقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2012 حتى نهاية العام الماضي، 1.4 مليار درهم، (أي نحو 365 مليون دولار) مساعدات إنسانية للمتضررين السوريين لمواجهة أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية في التاريخ المعاصر للتخفيف من معاناة الأشقاء في سوريا التي يعيشونها بعد دخول هذه الكارثة الإنسانية عامها الخامس. فجاءت الاتهامات الساقطة من الإعلام المغرض حول رفض الإمارات للسوريين، وهو اتهام مرفوض رفضاً قاطعاً حيث يعيش بين جنبات وطننا الكثير من الإخوة السوريين بكل سلام وأمان يعملون وينتجون ويشاركوننا في بناء أوطاننا.
لا تحتاج الإمارات إلى تلقي دروس في العطاء، فمشاريعها الإنسانية وصلت إلى كل ذي حاجة.. ما نحتاجه الآن هو مراجعة نتائج سياسة الثورات العربية تجاه المواطن العربي أولاً، وطرح التساؤلات الصحيحة.
ألم يحن الوقت لتوجيه الاتهامات إلى نتائج تدخل إيران ودعمها للفتن والتفرقة العربية؟ أليست هي ومن يعاونها السبب فيما آلت إليه سوريا اليوم؟ أليست هي السبب في تشريد المواطن السوري؟ وهل سنقضي وقتاً أطول في خلق مشكلات واتهامات للدول الخليجية والعربية دون أن نضع يدنا على مكان الجرح؟ أليس هذا ما سعت إليه إيران؟ هل ننتظر أيها الوطن العربي أن تتحول اليمن وشعبها إلى سوريا أخرى؟
لقد كانت دمشق عاصمة الحضارات، والتي علّمت الأندلس حضارة البناء والعمران، كان العالم العربي يسبق جميع دول آسيا، وكان مشاهير أوروبا يمضون الشتاء في دمشق، وحديثهم يطول عن أحياء دمشق العريقة. أقل ما يمكن قوله هو: شكراً لدول الخليج لتداركها خطورة الوضع، وبذل كل ما في وسعها من أجل المحافظة على ما تبقى من الوطن العربي..
ـ ـ ـ ــ
مهره سعيد المهيري
كاتبة إماراتية