الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هذا ما يجب أن يفعله ائتلاف المعارضة السورية في نيويورك

هذا ما يجب أن يفعله ائتلاف المعارضة السورية في نيويورك

20.07.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
السبت 20/7/2013
بعد جموده لفترة يأتي التطور النوعي في تحركات ائتلاف المعارضة السورية بزيارة وفد رفيع المستوى منه لكل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بحسب الأخبار الأخيرة ليمثل أملاً جديداً في التوصل إلى حل مع القوى الكبرى غير المؤيدة للنظام السوري. إذ من المقرر أن يعقد الوفد بعد ستة أيام وربما أكثر لقاء مغلقاً غير رسمي مع أعضاء مجلس الأمن، وهو لقاء يفترض أن يضع النقاط على الحروف أمام المجلس من حيث اطلاعهم على حقيقة مجريات الأمور على الساحة السورية وإمكانية عقد مؤتمر جنيف 2 من عدمها. ذلك المؤتمر الذي لا توجد مؤشرات إيجابية لعقده أو نجاحه لغاية اليوم من خلال تمسك روسيا بدعم النظام السوري واستمراره، واشتراط المعارضة رحيل الرئيس بشار الأسد للمشاركة فيه.
لقاء أعضاء الائتلاف الوطني يجب أن يدرس بعناية ولا تكون الأمور عائمة، وعلى الأعضاء الذاهبين إلى نيويورك أن يحملوا معهم خطة واضحة مقنعة لمرحلة ما بعد الأسد بما في ذلك كيفية إعادة الأمن إلى البلاد، ورسم ملامح مرحلة إعادة البناء بعد الدمار الذي خلفته الآلة العسكرية للنظام، ومسألة حماية الأقليات التي حاول النظام وروسيا اللعب بها كثيراً لتبرير استمرار الأسد في الحكم، وغير ذلك من نقاط أساسية.
وعلى الرغم من ترجيح أن يكون مؤتمر جنيف 2 ليس إلا لعبة روسية لكسب الوقت ومنح النظام السوري زمناً لاستمراره إلى يوليو 2014 موعد نهاية الفترة الرئاسية لبشار الأسد، وبعدها قد تحدث ضمن توقعات الروس متغيرات لصالحه فيكمل فترة أخرى، أو يغادر باختياره - شكلياً – إلى مكان يستضيفه تاركاً الدولة تعاني ويلات ثلاث سنوات من الدمار المتواصل والقتل الهمجي. على الرغم من ذلك إلا أنه يفضل عدم ترك اللعبة تمر، فيتم إحباطها بالطريقة التي تناسب مصلحة الشعب السوري وتساعد على وقف القتل اليومي والعنف وعودة اللاجئين والمهجرين إلى مدنهم وبيوتهم.
ليس المطلوب من الائتلاف الوطني السوري تقديم تنازلات لصالح نظام أثبتت الأحداث أنه غير مؤهل للحكم، بل المطلوب التعاطي بمرونة مع القوى الكبرى المؤثرة لتحقيق معادلة زوال النظام وخلاص الشعب.