الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هذه هي "النصرة"!

هذه هي "النصرة"!

16.07.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الثلاثاء 16/7/2013
المسؤولون عن «تجذُّر» التنظيمات الإرهابية ،»النُّصرة» وغيرها، هم الذين ترددوا ولا زالوا يترددون في تقديم العوْن العسكري والمالي للجيش السوري الحر وفي مقدمة هؤلاء الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي هي في حقيقة الأمر بقيت تتخذ مواقف محيرة تجعل حتى المراقبين المحايدين يتساءلون عمَّا يضمره هؤلاء وعمَّا يريدونه فعلاً وهل أن المقصود ،كما يقال، هو التلاؤم مع المصالح الإسرائيلية وترك هذا الإقتتال يأخذ كل «أمديته» إلى أنْ لا يبقى في سوريا حجرٌ على حجرٍ وإلى أنْ لا يبقى في مدنها «دومريٌّ» واحد!!.
ويقيناً لو أنه لم تكن هناك «مؤامرة».. نعم مؤامرة إستهدفت الجيش السوري الحر منذ البدايات وشارك فيها بالإضافة إلى الولايات المتحدة ،ومن معها ويقف موقفها من الدول الأوروبية، بعض العرب المعروفين أيضاً فلما كانت هناك لا «قاعدة» ولا «نصرة» ولما بقي أيضاً هذا النظام الدموي كل هذه الفترة ولما حلَّ بسوريا كل هذا الدمار والخراب ولما وصلت الخسائر في أرواح السوريين إلى كل هذه الأرقام الفلكية ولما تحول هذا البلد العربي «المركزي» إلى ميدان لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
إن المعروف ،إلاَّ بالنسبة لمن يصرُّ على أن لا يرى ولا يسمع، أنَّ «النصرة» وغيرها من كل هذه التنظيمات الإرهابية التي تحولت إلى خنجر في خاصرة الجيش الحر وإسهداف خيرة ضباطه هي من صناعة مخابرات النظام السوري والمخابرات الإيرانية وهذا يعرفه الأميركيون معرفة أكيدة وهم يعرفون أيضاً أن كل الإرهابيين الذين تم شحنهم إلى العراق لإغراق الجيوش الأميركية في رماله المتحركة قد تم إستيرادهم من كل أصقاع الدنيا وتم إعدادهم وتسليحهم في معسكرات خاصة أشرفت عليها الأجهزة الأمنية السورية قبل إرسالهم إلى بلاد الرافدين التي شهدت أيضاً تصديراً إليها من هذه البضاعة القاتلة منْ إيران برعاية فيلق القدس وقائده الجنرال قاسم سليماني.
وكذلك فإن الأميركيين يعرفون معرفة أكيدة ومعهم معظم دول الإتحاد الأوروبي أنَّ نظام بشار الأسد ،الذي بادر إلى الصراخ والإدعاء بأنه يواجه حرباً إرهابية منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها حادثة التبشيع بأطفال درعا في آذار (مارس) 2011, قد أطلق سراح العشرات بل المئات من قادة «النصرة» ،التي هي الوجه الآخر لتنظيم «القاعدة»، الذين كانوا قد إعتُقِلوا تحت ضغط أميركا وبعض الدول الغربية ودَفْعِهم إلى إعلان «راية الجهاد» لتشويه صورة المعارضة السورية وإعطاء إدعاءات هذا النظام بأنه يحارب الإرهاب ولو شيئاً من المصداقية.
إنه لاشك في أن «النصرة» وأن ما يسمى الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق قد إستقطبتا بعض الذين لا يعرفون حقائق الأمور وبعض البسطاء الذين خدعتهم شعاراتهما «الجهادية» وأيضاً بعض المرتزقة لكن بصورة رئيسية فإنَّ التحكم بهذه التنظيمات هو للمخابرات السورية وللمخابرات الإيرانية والدليل هو إستهداف خيرة ضباط الجيش الحر وهو مسرحيات أكل القلوب والأكباد وبقر البطون التي تناقلتها معظم شاشات فضائيات الكرة الأرضية وبالطبع فإن الهدف هو تشويه صورة المعارضة السورية.
غير عمليات أكل القلوب والأكباد وبقر البطون والتشنيع ببعض الأطفال السوريين في حلب وفي غيرها وغير إستهداف خيرة ضباط الجيش السوري فإنه لم يُعرَف عن هذه التنظيمات أنها خاضت مع قوات نظام بشار الأسد ولو معركة واحدة فأنشطتها إقتصرت على «المناطق المحررة» وأن التفجيرات التي نُسبت إليها في فترات سابقة وبخاصة في دمشق العاصمة هي من ترتيب مخابرات علي المملوك وهذا يعني فعلاً أنَّ مهمتها هي تشويه المعارضة السورية وإعطاء مصداقية لإدعاءات هذا النظام بأنه لا يواجه معارضة فعلية بل يواجه منظمات إرهابية دولية.