الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هروب من المسؤولية في سوريا

هروب من المسؤولية في سوريا

29.10.2013
رأي البيان


البيان
الاثنين 28/10/2013
لا تبدو العوائق التي تواجه عقد مؤتمر السلام حول سوريا من النوع الذي يمكن له أن يسمح بعقد المؤتمر، فالفترة الطويلة في التحضير والتمهيد لنزع موافقات الأطراف المعنية، سواء الداخلية أو الدول الداعمة، لم تحل دون إصرار النظام السوري والمعارضة على الإبقاء على تلك المسافة الشاسعة بين الطرفين.
هذه المسافة الناجمة عن عدم الثقة لها مبرراتها لدى الطرفين، إذ إنه ليس خافياً أنهما يخوضان حرباً لا يوجد في قاموسها أي شيء اسمه «تسوية»، وعلى هذا الأساس تسلحت الثورة السورية بعد فقدان أي أمل بأي إصلاح وتسوية توقف القتل وتحدث تحولاً في الحكم.
لكن السؤال الذي يتبادر هنا هو عمّا فعلته الأطراف الدولية المعنية بالحل في إقناع الطرفين بالجلوس على طاولة التفاوض، ذلك أن الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي فاعلة ومهمة، لكنها تحتاج إلى ثقل دولي وإرادة دول كبرى في الحل، فالسياسي الجزائري المخضرم يعمل على طرح رؤية تقرب مسافة الجلوس بين المعارضة والنظام، وأيضاً الحرص على عدم إغضاب واشنطن وموسكو، الأمر الذي يحمّل الحل أعباء ليست من أصل المشكلة.
إن دخول السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد، مجدداً، على خط إقناع الائتلاف بالحضور، وتليين بعض مواقفه من الاعتراض على حضور دولة إقليمية تدعم نظام الأسد، هي خطوة من المفروض أن تدعم جهود الإبراهيمي، لكن تقارير تحدثت عن أن كل خبراء ومستشاري وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بما فيهم فورد نفسه، نصحوه بتأجيل أو إلغاء مؤتمر «جنيف 2» لكي لا تتحمل واشنطن تبعات الفشل.
إذا كانت الإدارة الأميركية ترجح فشل المؤتمر حتى في حال عقده، فما هي الغاية من عقده إذاً؟ لا يمكن الجزم بأي إجابة، لكن الدول الكبرى لها مصالحها التي تتجاوز المأساة السورية، للأسف. يبقى الأمل والتمني في ألا يكون «جنيف 2» مجرد صيغة سياسية لتحميل السوريين مسؤولية هذه المأساة التي يبدو أنها ستمتد.