الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هزيمة حزب الله الشنيعة في بر الشام

هزيمة حزب الله الشنيعة في بر الشام

22.05.2013
داود البصري

داود البصري
الشرق القطرية
الاربعاء 22/5/2013
لاشك أن المعارك الشرسة الأخيرة في (القصير) بريف حمص والتي شارك مرتزقة و(شبيحة) النظام السوري في إدارة حلقاتها، وقيادة محاورها، تشكل انعطافة حقيقية في السجل العسكري والميداني لبطولات رجال الثورة السورية الذين كشفت مقدرتهم القتالية الفذة رغم نقص عدتهم وعتادهم أمام طوابير العملاء والمرتزقة المدججة بالسلاح والمستندين لخطاب أيديولوجي غوغائي وخرافي لا يصمد أبداً أمام الإرادة الصلبة والموقف الإيماني الشجاع لمقاتلي الجيش السوري الحر الذين يذيقون قوافل وكتائب المرتزقة من حزب حسن نصر الله أو القومي السوري أو البعث اللبناني أو عصابة أحمد جبريل كل كؤوس الهزيمة المرة التي ستسحقهم وتجعل أقدام أبطال الشام تدوس على رؤوس العملاء العفنة الذين ينتظرون مصارعهم ونهايتهم، ولا شك أيضا بأن عصابة حسن نصر الله الإيرانية وهي تقاتل فوق الأرض السورية المقدسة دفاعا لا عن العقيدة بل عن نظام فاشي مجرم وإرهابي قد تساقطت جميع أوراقها الدعائية وخطاباتها الطائفية وأثبتت على الملأ بأنهم مجرد جموع من المرتزقة و(الشبيحة) الذين يحركهم الولي الإيراني الفقيه ومؤسساته الأمنية والعسكرية بإشارة من أصبعه!، وإن مقاومتهم المزعومة لإسرائيل قد فضحت بالكامل وتعرت حتى من ورقة التوت بعد (استبسالهم) في قتل وقتال السورين الأحرار والتخلي الكامل عن (واجبهم الجهادي) المزعوم والذي هو مجرد غطاء للارتزاق والتبعية!.
 لقد قدم حزب حسن نصر الله بإرهابه ومشاركته في قمع السوريين نموذجا سيئا ومقرفا ومثيرا للخيبة، وأساء أيما إساءة للطائفة الشيعية الكريمة التي ورطها الحزب في معركة ليست معركتها أصلا، ولا تعبر عن مصالحها، ولا تليق بها من الأساس، فالصراع ضد الظلم والظالمين هو أساس وجوهر العقيدة المبدئية الشيعية، ونصرة المظلوم وتبني مبدأ (انتصار الدم على السيف) هو الإيقونة الدائمة التي يعتز بها الشيعة عبر تاريخهم الطويل، والانحياز للإنسان هو الهدف والنتيجة، ولكن ممارسات وأساليب وتوجهات حسن نصر الله قد وجهت طعنة نجلاء لكل ذلك التراكم الكبير من تقديس الحرية والدفاع عن المظلومين، وبرغم أن قيادات فكرية ميدانية شيعية كبرى أخرى ومؤثرة قد خالفت بمواقفها الشجاعة رأي ونظرية حزب نصر الله بل وأدانتها بالكامل مثل السيد علي الأمين، والشيخ صبحي الطفيلي وعدد من القيادات الشيعية الأخرى في العراق كالسيد الصرخي وغيرهم، إلا أن الضرر الكبير الذي تسبب به نصر الله للشيعة هو كبير ومضاعف ويعبر عن خيبة أمل حقيقية، لأنه يتجاوز الإشكاليات والمواقف الطائفية ويتوسع ليشمل مصادرة القرار اللبناني وتوريط لبنان وشعبه في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبما يستهلك اقتصاد لبنان المهدم أصلا، ويدمر مصالح اللبنانيين في كل مكان بعد أن صادر حزب الله القرار اللبناني وتحول ليكون البديل عن الدولة في لبنان وليمارس الإرهاب على راحته دون الاستناد لمرجعية وطنية لبنانية، بل للمرجعيات الإيرانية المعروفة، وهي حالة خيانية صرفة لا يوجد توصيف آخر لها، بكل تأكيد الشيعة في لبنان لا يسرهم أبداً توالي قوافل الجثث الصريعة لشبابهم في البر السوري، وبالتالي فهم معنيون أكثر من غيرهم في إيقاف تلك المهزلة والعبث الدموي والضغط على قيادة حزب الله للكف عن المتاجرة بدماء الشباب اللبناني في مغامرة خاسرة أصلا، فهزيمة ثوار الشام أمر مستحيل التحقق لسبب بسيط وهو أن أولئك الرجال الأحرار في الشام يقاتلون في أرضهم من أجل رفعة شعبهم والدفاع عن دماء أبنائهم ولمقاومة الفاشية والإرهاب وحكم الإجرام، وهم بالتالي أصحاب قضية عادلة تستحق التضحية والجود بالنفس ومقارعة المعتدي حتى النفس الأخير، بينما يقاتل مرتزقة النظام السوري لأهداف مصلحية أو تلبية لطلب المرجعيات الإيرانية التي تساهم في خلق فتنة طائفية كبرى على المستوى الإسلامي العام، جثث حزب الله ستكون أبرز مشاهد الثورة السورية المنتصرة، فحزب الله مهما بلغ من الجاهزية القتالية فإنه لن يصل أبداً لمستوى جيش النظام الذي فشل في إجهاض الثورة المنتشرة رغم كل أسلحة الصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي المزعوم!!.. مغامرة حزب حسن نصر الله الدموية في لبنان سترتد وبالا عليه، وستعجل بهزيمة النظام السوري وبحتمية انتصار الثورة السورية الحرة، ولكنها في الوقت نفسه للأسف مؤشر لفتنة هوجاء يسعى لها قادة ذلك الحزب العصابي المنفلت الذي يواجه اليوم نهايته الحتمية على أيدي أبطال الشام الأحرار، ولن يهزم الأحرار أبداً والمرتزقة إلى سعير وبؤس شديد.