الرئيسة \  تقارير  \  هل أخطأ صانعو السياسة الأمريكية في قراءة إيران؟

هل أخطأ صانعو السياسة الأمريكية في قراءة إيران؟

08.11.2021
السياق


ترجمات - السياق
الاحد  7/11/2021
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن صانعي السياسة في أمريكا، يخطئون قراءة الإشارات الواردة من إيران، وأضافت أن على الولايات المتحدة ألا تخطئ قراءة الموقف الإيراني، قبل استئناف مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.
وبعد أشهر من التأخير، قالت الحكومة الإيرانية، إنها ستعود إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي في 29 نوفمبر. لكن بالمقابل، تفاقمت مخاوف الحكومة الأمريكية وحلفائها، من أن إيران ليست جادة في إنجاح المحادثات، لذلك يبحثون احتمالات خطة بديلة لتكثيف الضغط على الإيرانيين.
وذكرت "فورين بوليسي" في تقرير، أن "في هذه الفترة من عدم اليقين، يخطئ الكثيرون في واشنطن قراءة الإشارات الصادرة من طهران، ويعتقدون أن نبوءة ستتحقق من تلقاء نفسها، يمكن أن تقضي على الدبلوماسية القائمة".
الخوف الإيراني             
وأشار التحليل إلى مقال كتبه دينيس روس، المحلل بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، لـ"فورين بوليسي" يلقي فيه باللوم في توسيع إيران لبرنامجها النووي، على غياب الخوف.
واستشهد تقرير المجلة الأمريكية، بمقال للدبلوماسي الأمريكي المخضرم دينيس روس ‏المستشار بمعهد واشنطن، أرجع فيه توسيع إيران برنامجها النووي، إلى غياب الخوف.
وقال روس، إن الدبلوماسية يمكنها تحقيق النجاح في التوصل لاتفاق في الملف النووي، في حال استعادت واشنطن مناخ الخوف، عبر الضغط على طهران بشكل أكثر فاعلية.
وبالنسبة لروس، يمكن أن يتحقق هذا الضغط في شكل رسالة واضحة لإيران بأنها "تخاطر ببنيتها التحتية النووية، إذا جعلت التوصل لنتيجة دبلوماسية مستحيلًا"، في إشارة إلى التنويه بحرب محتملة تقضي على البرنامج النووي الإيراني.
وذهب الدبلوماسي السابق دينيس روس، الذي عمل مستشارا لرؤساء ديمقراطيين، إلى تأكيد أن "التهديد بالحرب الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى السلام مع إيران".
وكتب بمقال في "فورين بوليسي" أن "طهران لم تعد تنظر بجدية إلى واشنطن، ولإحياء الاتفاق النووي، يجب أن يكون التهديد بتصعيد عسكري على الطاولة"، معتبرًا أن ما سماها الإشارات الروتينية غير كافية.
ورأى أنه "إن أرادت الولايات المتحدة الحد من خطر اندلاع نزاع وإعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح، يتحتم على إدارة بايدن أن تبعث مجددًا لدى إيران، الخوف من رد فعل أمريكي، وتمارس ضغوطا أكثر فاعلية بكثير".
جرس إنذار
المجلة الأمريكية قالت إن روس يدق ناقوس الخطر بشأن التوسع النووي الإيراني، لكنه يتجاهل أي ذكر للسياسة الأمريكية، التي أدت إلى هذا الوضع، لافتًا إلى انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، ومواصلته حملة الضغط الأقصى من العقوبات الاقتصادية.
وتابعت، أنه حتى في ذلك الوقت، ظلت إيران ملتزمة بشروط الاتفاق عامًا إضافيًا، وبدأت فقط الحد من الامتثال لقيودها النووية، بعد أن فشلت أوروبا في الامتثال لالتزاماتها بالاتفاق في مواجهة العقوبات الثانوية الأمريكية.
واعتبرت "فورين بوليسي"، أن استمرار الضغط الأقصى الذي اتبعه ترامب مع إيران، كان فشلًا على جميع الجبهات، ومن ثم فإن عودة بايدن إلى التهديدات وزيادة الضغط في هذه المرحلة، قاتلتان للدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الإدارة حريصة على ألا تبدو ضعيفة أو لينة مع إيران، لكن بفعلها ذلك ترسل إشارات خاطئة.
 بناء الثقة
وبدلاً من استمرار عمليات الضغط المتزايد، التي خلقت هذه الفوضى الحالية، دعت "فورين بوليسي"، إلى استعادة إجراءات بناء الثقة الأمريكية في هذه المرحلة مع إيران، مشيرة إلى أن إدارة بايدن لو لجأت لذلك، ستزيد الحيز السياسي في طهران، لأولئك الذين يريدون صفقة ويجادلون بأن هناك فرقًا بين سياسات إدارتي ترامب وبايدن.
وأضافت، أنه بينما يعتقد الكثيرون في واشنطن، أن إيران أجلت المفاوضات كذريعة لدفع برنامجها النووي وقضاء خطة العمل الشاملة المشتركة ببطء، فإن هناك سببًا كافيًا للاعتقاد بأن استراتيجية الرئيس الإيراني الجديد المحافظ، إبراهيم رئيسي، لها علاقة أكبر بالسياسة الداخلية الإيرانية، موضحة أن رئيسي لم يستبعد خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنه يسعى إلى الظهور بمظهر أكثر دهاءً وأقل حماسًا من سلفه المعتدل حسن روحاني.
ورأت "فورين بوليسي"، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من خلال التراجع عن الصفقة، حتى عندما كانت إيران تمتثل وفرض "أقصى ضغط" لإجبارها على الاستسلام لمطالب الولايات المتحدة الأوسع نطاقاً، فقد أذل المعتدلون الإيرانيون الذين راهنوا على الثقة في الغرب.
وأشارت إلى أنه في حين فشل نهج ترامب في تغيير السياسات الخارجية لإيران، وأدى إلى نتائج عكسية من الناحية الاستراتيجية، بالتسبب في توسيع طهران بتوسيع برنامجها النووي، إلا أنه أدى أيضًا إلى تمكين المتشددين المناهضين لخطة العمل الشاملة المشتركة في إيران.
وأضافت المجلة: "ينبغي ألا يكون مفاجئًا أن رئيسي يلعب الآن بشراسة في الملف النووي مقارنةً بروحاني"، مشيرة إلى أنه بينما دافع روحاني عن صفقة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، كانت في متناول اليد في أسابيعه الأخيرة من منصبه، كان من المتوقع أن تبذل إدارة رئيسي قصارى جهدها لتبدو أكثر تشددًا.
ونشرت "فورين بوليسي" تصريحات لكيلسي دافنبورت مديرة جمعية الحد من الأسلحة، بأنه يتحتم على إدارة بايدن السير على حبل مشدود، بإثباتها لإيران أنها ستجني منافع من رفع العقوبات في حال إعادة إحياء الاتفاق، من دون الرضوخ للضغوط الإيرانية.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن الولايات المتحدة صعدت النبرة مؤخرًا ضد إيران بشكل لافت، إذ حذر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن منتصف أكتوبر من أن بلاده مستعدة للنظر في "كل الخيارات" في مواجهة مثل هذا الاحتمال، في تهديد ضمني بالخيار العسكري، بينما لوَّح نظيره الإسرائيلي يائير لبيد صراحة باستخدام القوة، خلال مؤتمر صحفي مشترك.
وردًا على هذه اللهجة الحادة، حذرت دافنبورت، من أن التهديدات العسكرية قد تنقلب ضد واشنطن، إذ إنها تدفع إيران إلى السعي لصنع قنبلة نووية دفاعاً عن نفسها، وأقرت الخبيرة بأن المشكلة أن "الولايات المتحدة لا تملك أي خيار جيد" غير العودة إلى اتفاق فيينا.