الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل أخطأ في حصر رهانه على أميركا وروسيا؟ أزمة ثقة بين الإبرهيمي وفريقَي النزاع

هل أخطأ في حصر رهانه على أميركا وروسيا؟ أزمة ثقة بين الإبرهيمي وفريقَي النزاع

02.11.2013
روزانا بومنصف


النهار
الخميس 31/10/2013
حظي الموفد الاممي الى سوريا الاخضر الابرهيمي خلال جولته على دول المنطقة المؤثرة في الوضع السوري الى جانب لقائه وفودا من المعارضة السورية والنظام السوري في دمشق بانتقادات شديدة وملاحظات او توجيهات من طرفي الازمة السورية على رغم اكتساب انعقاد مؤتمر جنيف طابعا جديا اكثر من الاعتقاد الذي ساد خلال الاسابيع الماضية على رغم انه لا يزال قيد البحث وثمة اجوبة لدى اجتماع الجامعة العربية نهاية الاسبوع لتقرير الاتجاه العربي من هذا المؤتمر. وتعزو مصادر ديبلوماسية الانتقادات الشديدة للابرهيمي الى اسباب تعود لطرفي النزاع كما لثغر شابت اداء الموفد الاممي خلال الاشهر الاخيرة. اذ تكشف هذه المصادر ان الابرهيمي اخطأ في جملة امور، كان ابرزها اعتباره ان حل الازمة السورية هو رهن بالعلاقات والاتصالات التي تجرى بين الولايات المتحدة وروسيا بحيث ان التفاهم بين الجانبين يمكن ان يدفع الحل في سوريا قدما او العكس في حال لم يكن هناك تفاهم واهملت كل العناصر الاخرى المتصلة بهذه الازمة. وهو بذلك وضع كل رهاناته على هذا الجانب او المستوى من الازمة علما انه كان يعتبر في وقت من الاوقات وبعد تسلمه مهمة سلفه كوفي انان للسعي من اجل الحل في سوريا ان هناك ثلاثة مستويات للازمة السورية هي المستوى السوري- السوري المباشر نتيجة الثورة الشعبية التي انطلقت ضد النظام في آذار 2011 وتحولت الى العسكرة لاحقا، والمستوى الاقليمي نتيجة دعم قوى اقليمية الافرقاء الداخليين ميدانيا وعملانيا، ثم المستوى الدولي المتمثل في دور كل من الولايات المتحدة وروسيا والذي اسبغ الاتفاق بينهما على نزع الاسلحة الكيميائية لدى النظام اهمية على دور كل منهما ومحوريته في الوصول الى حل. الا ان الابرهيمي تراجع عن هذه النظرية ليتبنى المستوى الاخير فقط. اذ انه على رغم استئناف اتصالاته بالاطراف السورية والاقليمية فان المصادر الديبلوماسية تكشف ان علاقته بطرفي النزاع السوريين ليست جيدة. فلا ود او قدرة على التواصل بسلاسة بينه وبين افرقاء المعارضة بغالبية مكوناتها. ولا ود كذلك مع النظام الذي لم يتردد مرارا وتكرارا في ان يبعث اليه بانتقادات علنية وتوجيهات يعتبر النظام انه يتعين على الابرهيمي تبنيها كشرط من شروط استقباله او التحدث إليه.
ومن هذه الزاوية بالذات فان مساعي الابرهيمي وقدرته على اقناع افرقاء النزاع بدت ولا تزال مشكوكا فيها في ظل فقدان الثقة به من جانب السوريين فيما يجري التعويل على الولايات المتحدة وروسيا من اجل الضغط على طرفي النزاع من اجل المشاركة في جنيف - 2. وفيما يعتبر كثر ان انتقادات طرفي الازمة يمكن ان تشكل دليلا او مؤشرا على "حيادية" الوسيط، فان مصادر ديبلوماسية عليمة تخشى ان يكون عامل فقدان الثقة بينه وبين المعارضة السورية من جهة والنظام من جهة اخرى غير مساعد على تذليل العقبات بالسرعة المطلوبة وربما يتطلب تدخلات اخرى يرجح ان تبقى بعيدا من الاعلام حرصا على موقع الابرهيمي وجهوده ومظلة الامم المتحدة. كما تخشى هذه المصادر في الوقت نفسه جملة امور، خصوصا في ظل الضعف الذي تعاني منه المعارضة السورية وتشرذمها، ان لجهة حاجتها الى " تدريب" على المفاوضات نتيجة عدم خبرتها في هذا المجال مما قد يهدد بان تكون في موقع ضعف ازاء النظام وخبرته الطويلة في هذا المجال او لجهة احتمال ان يصار الى اعتماد او نبش لائحة كان وضعها كوفي انان وتقضي بتمثيل المعارضة عبر شخصيات معارضة من الداخل والخارج مما يحسم مسبقا تفوق النظام ازاء عدم القدرة على توافق هذه الشخصيات. وهذه المخاوف تنسحب لجهة ميل كثر الى تحميل المعارضة السورية مسبقا مسؤولية عدم انعقاد مؤتمر جنيف - 2 في حال رفضت المشاركة، وذلك من باب ان مشاركتها ضرورية من اجل فرض اقرار النظام على طاولة المفاوضات في حضور دول كبرى واخرى اقليمية بأن من يفاوضه هي المعارضة لنظامه وليس جماعات ارهابية او اصولية، كما دأب الرئيس السوري بشار الاسد ولا يزال على وصف المعارضة التي تطالب بتنحيه. كما يرى هؤلاء ايضا ضرورة ان توافق هذه المعارضة على حضور ايران من اجل تحميلها مسؤولية ما يجري في سوريا على نحو مباشر خصوصا انها باتت صاحبة القرار العسكري والسياسي في دمشق وليس المطالبة بابعادها عن المؤتمر باعتبار انها ما دامت هي جزءا من المشكلة فلا بد ان تكون جزءا من الحل والا استمرت المشكلة التي تديرها قائمة.