الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل أوكرانيا من بنات السيدة.. وسورية ومثيلاتها من بنات الجارية؟!

هل أوكرانيا من بنات السيدة.. وسورية ومثيلاتها من بنات الجارية؟!

25.02.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 24/2/2014
إن الذي يقرأ حالة كل من المشهد الأوكراني الذي انتهى حراكه لصالح المعارضة وأخرجت رئيستها طليقة من السجن وأسقط الرئيس لتبدأ عهد استمرار قطف ثمارها كما تريد أو يريد الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وتخسر روسيا رهانها على أوكرانيا رغم عملها الدؤوب، خصوصا اجتماعها الطارئ مؤخرا بعد تردي الأوضاع وسقوط ما بين 20 إلى 30 قتيلا في الصراع على السلطة، وإن الذي يقرأ حالة المشهد السوري الذي مازال ملطخا بالدماء والأشلاء بما يذهل عقول البشر، الذين يملكون أدنى حد من التأثر فالهولوكوست الأسدي الصهيوني المؤيد من معظم المجتمع الدولي لإخماد ثورة الشعب السوري والوقوف ضد تطلعاته المشروعة وإنصافه من عصابة الإجرام والاستبداد والقتل بالأسلحة التقليدية بل الكيماوية حتى فاق عدد الشهداء مائتي ألف ودمرت معظم مرافق البلاد وأحرقت خلال ثلاث سنوات دمويات.. دون أي حل ينهي أو يخفف المأساة.. ثم يطلع في السياق نفسه عما جرى ويدور في إفريقيا الوسطى للمسلمين هناك من مجازر شنيعة ومثلها في بورما وما يحدث للمسلمين السنة تحديدا في العراق ومصر وجزء من اليمن على أيدي الرافعين الضوء الأخضر عموما من أطراف في المجتمع الدولي والإقليمي، فإنه يخرج في أرجح التحليل بأمرين اثنين: أولهما: إن المنظومة اليهودية في العالم تبسط هيمنتها بشكل أو بآخر، وعلى مستويات مختلفة، فوجود إسرائيل وجبهتها مع الحدود السورية ووضعها خنجرا في قلب الوطن العربي، وكذلك وجودها مع الجبهة المصرية هو السبب الأقوى لتطويل الصراع في سورية ثم بعدها في مصر لمزيد من الضحايا والدمار، وفي هذا مكسب للصهاينة دون أن تراق لهم قطرة دم واحدة لأي حرب مع سورية أو مصر في حال حدوثها مع إضعاف جبهتيهما! وما موقف "توني بليير" فيما يخص تأييد السيسي في مصر إلا لهذا الهدف، وأن ضمان أمن إسرائيل هو خط أحمر، وهذا يدل أن هؤلاء الحكام فينا ما نصِّبوا على الكراسي إلا لتحقيق هذه الغاية ثمنا لها، فالحقيقة أن الواقع أظهر دليلا، فما يجري في الشام ومصر من سحق معظم الشعب المعارض وباستمرار بينما الغزل يصبح مبينا مع الصهاينة وعدم مسّهم بأي أذى يبين هذه المفارقة التي لا تعطي أي وطنية لحكام غدوا خداما وعبيدا لصهيون والغرب والشرق الظالمين الذين لم يقوموا بأي اعتراض فعلي وحل جدي للقضية السورية بل جعلوها مأساة ملهاة، ثم حلحلة أزمة مصر المريرة بينما أوكرانيا ليست دولة حدودية لإسرائيل، وحتى لو كانت كذلك ولا تهدد أمنها فليس ثمة خطب ومشكلة كما في حالة الأردن ومصر حاليا، وليس غريبا أن تكون صفقة تثبيت أوكرانيا مع الغرب لإبقاء سورية وحدها في رهان المصالح وتلبية لأهداف الصهاينة الذين أكد حاخاماتهم ومسؤولوهم العسكريون والسياسيون وعلى رأسهم نتنياهو على تفضيل استمرار الأسد في السلطة وقال: إنه لا يوجد بديل أمين سواه وهو كأبيه مفضل لدينا بينما قيادات المعارضة حاليا غير مأمونة وكلها تكن العداء لإسرائيل.
ثانيهما: لعل الملاحظ المؤكد أن الذين يقع عليهم الظلم الضخم والمآسي المروعة هم من المسلمين السنة تحديدا لأن الشيعة - كما هو معروف - قد اتفقوا مع المعادين لنا من دول معينة ومراكز تابعة لها على ذلك بذريعة مكافحة الإرهاب وتعميمه كذبا ونفاقا ومن خلال ذلك تم ويتم ضرب السنة المظلوم معظمهم أصلا في مختلف البلاد المتعددة الطوائف غالبا كسورية ولبنان والعراق الذي يذبح فيه المالكي أبناء السنة ومازال يعتقل ويظلم شبابهم ونساءهم بحجة هذا الإرهاب وقس على ذلك ما يجري في بورما للمسلمين من الروهينكيا وما يجري للمسلمين في إفريقيا الوسطى اليوم حيث الجثث في الشوارع والاعتداءات بالسواطير عليهم مع تعدد هذه المشاهد في أوقات متقاربة، ولو كان هؤلاء المظلومون من اليهود أو النصارى لما سكتت الأمم المتحدة ساعة واحدة ولو كان أهل سورية لا سمح الله أيضا من هؤلاء وحدهم لكان الأمر مشابها وقس على ذلك كذلك مما يبرهن على الحقد الدفين لهؤلاء على المسلمين وإن ادعوا أنهم غير ذلك، ويشير إلى خيانة بعض حكامنا الذين يعملون لمصالح الأعداء وأنه لابد أن يحاسبوا فمن أمن العقاب أساء الأدب، ولكن كما قال الحسن البصري - رحمه الله- إن الله أنزل القصاص حياة لعباده ولكن كيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ فالحكم هو الخصم نفسه، كما قال عمر أبو ريشة:
هل يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم