الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل اقتربت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية؟ 

هل اقتربت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية؟ 

02.03.2021
علي حماده


 النهار العربي 
الاثنين 1/3/2021 
تتواصل الحرب المنخفضة الوتيرة بين إسرائيل وإيران من دون توقف. فبعد الضربات الأميركية الأخيرة التي أمر الرئيس جو بايدن على مواقع تابعة لمليشيات تابعة ل"الحرس الثوري " الإيراني على الحدود بين العراق و سوريا، و تسبب بمقتل اكثر من اثنين  وعشرين عنصراً من "كتائب حزب الله" العراقي، و قوى أخرى، شهدت منطقة دير الزور امس الاحد هجوما "غامضاً" من مسيّرات ضد اهداف مماثلة للقصف الأميركي الأخير، رجحت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت ان تكون إسرائيل من شنت الهجوم على الأهداف، في اطار متابعة جهدها في منع ايران من التمركز المريح في سوريا، و تهريب مكونات صواريخ باليستية دقيقة الى الداخل السوري، و الى "حزب الله" في لبنان. 
وترى المصارد عينها التي تحدثت الى "النهار العربي" أن الهجوم الإسرائيلي الغامض صبيحة يوم الاحد أتى مباشرة بعدما اتهمت إسرائيل ايران بإستهداف السفينة "إم في هيليوس راي " المملوكة من رجل اعمال إسرائيلي في خليج عمان، و بعدما اعترفت صحيفة "كيهان" الإيرانية المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي بأن الهجوم "هو انتقام للمقاومة من الهجمات والجرائم الإسرائيلية في المنطقة"، وعقب سيل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأة ايران، و قوله مؤخراً، انه طالما بقي في رئاسة الحكومة فلن يسمح لإسرائيل بإمتلاك سلاح نووي. كما يضاف الى تصريحات نتنياهو، وتصريحات أخرى لكل من وزير الدفاع بني غانتس، و عدد من الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي، فضلا عن صدور أوامر من مكتب رئيس الوزراء بتشكيل لجان مشتركة بين الجيش و "الموساد " لمتابعة تحصيل معلومات عن البرنامج النووي الإيراني، و الخروقات الإيرانية الأخيرة للاتفاق النووي، و تزخيم بنك الأهداف في الداخل الإيراني بهدف التحضير لسلسلة ضربات، و استهدافات للبرنامج النووي العسكري السري الذي لم يتوقف يوما في ايرا ، بالرغم من توقيع ايران على الاتفاق النووي مع مجموعة ٥الاثنين 1/3/2021١ الدولية في تموز ( يوليو ) ٢٠١٥. 
 وحسب الصادر الدبلوماسية الغربية المشار اليها آنفا، فإن إسرائيل ستواصل توجيه ضربات في الداخل السوري، بدءا من خطوط التماس الجنوبية، وصولا الى الحدود المشتركة مع العراق، حيث تسيطر المليشيات التابعة لإيران بالكامل على مساحات واسعة على جانبي الحدود عند معبر البوكمال، و منطقة دير الزور، و تنتشر فيها قواعد، وصوامع لصواريخ مخبأة تحت الأرض، تعتبر منطلقاً لتوزيع المكونات الحساسة لصنع  وتركيب الصواريخ الدقيقة و تسليمها الى مليشيات منتشرة في الجنوب السوري المحاذي لهضبة الجولان، إضافة الى مليشيا "حزب الله" المسيطرة امنيا و عسكريا على الداخل اللبناني. و قد اشارت تصريحات عسكرية إسرائيلية الى ان احتمالات ارتفاع عدد الصواريخ الدقيقة الموجودة حالياً بحوزة "حزب الله" سيكون إشارة الى انه حان وقت ضرب البنية التحتية الإيرانية في لبنان التي تتمثل بسلاح "حزب الله". 
يحصل كل ذلك وسط تباطؤ كل من الولايات المتحدة و ايران في التوجه الى طاولة المفاوضات حول البرنامج النووي، حيث لا توجد أي إشارة الى قبول الطرفين مقترحا روسيا يقضي بتنازلات متوازية بين اميركا وايران، ترفع بموجبها اميركا العقوبات توازيا مع عودة ايران الى الالتزام بمندرجات الاتفاق النووي. اكثر من ذلك يمكن التوقف عند خبر نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال " قبل أيام نقلا عن مسوؤلين غربيين كبار مفاده "ان ايران رفضت عرضا اوروبيا اميركياً لاجراء مفاوضات مباشرة حول الاتفاق النووي، و رفضت العرض ان تبدأ المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة. 
وقد فسرت تغريدة للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلفية الرفض، حيث جاء فيها: "الغربيون يقولون إنهم يعارضون الأسلحة النووية. انهم يكذبون ، هذه ليست قضيتهم. انهم يعارضون حتى حيازتنا على الأسلحة التقليدية. يريدون اخذ مقومات القوة من ايران، وإلا فإن مبدأحاجة البلاد الى التخصيب هو امر مسلم به". 
كل ما تقدم يمكن أن يفيد بأن التوتر سيستمر بين إسرائيل و ايران حول التمركز الإيراني في سوريا، و رفع مستوى تسليح "حزب الله" في لبنان، كما سيستمر بين الولايات المتحدة وايران على خلفية التجاذبات حول من يبدأ بالتنازل للآخر، و كيف. في الوقت الذي يرجح ان ان يكون وقتاً مستقطعاً في انتظار الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي ينتظر ان يفوز بها المعسكر المحافظ، فتكون العودة الى التفاوض مع حكومة جديدة قادرة على اتخاذ قرار، على عكس حكومة حسن روحاني التي صارت في مرحلة انتقالية. 
لكن السؤال الأهم سيكون: هل تسبق الحرب الإسرائيلية بدعم عربي ضد ‘يران الانتخابات الرئاسية الإيرانية والمفاوضات الأميركية – الإيرانية؟ ان الصورة ستتضح بسرعة بعد الانتخابات الإسرائيلية في نهاية هذا الشهر، وخصوصا ان حظوظ بنيامين نتنياهو تبدو افضل من السابق في البقاء في منصبه.