الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل اقتربنا من حل الأزمة السورية..؟

هل اقتربنا من حل الأزمة السورية..؟

16.08.2015
د. جورج طريف



الرأي الاردنية
السبت 15/8/2015
ما من شك في أن المواطن العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص يراقب عن كثب التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة السورية نظرا لأهمية هذه التطورات في مستقبل سوريا والمنطقة وأثرها على السلم والأمن الدوليين خصوصا بعد الاتفاق النووي بين طهران والغرب اذ أخذت تلوح في الأفق مؤشرات رافقتها تحركات ديبلوماسية عربية ودولية مكثفة لإيجاد حل للأزمة السورية، وسط حديث عن مبادرات عديدة مطروحة من قبل العديد من الدول.
ومع أنه لا يبدو ان هنالك اتفاقا ولو مبدئيا على اي من هذه المبادرات بين الأطراف المعنية بالصراع السوري العربية والاقليمية والدولية، الا أن محادثات وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران مع نظيره الايراني جواد ظريف والمبعوث الروسي يوجدانوف في الرابع من الشهر الجاري ومباحثاته مع وزير الخارجية العماني في مسقط قد اسفرت عن اعلان مبادرة ايرانية استندت الى افكار روسية واطلق عليها المبادرة الايرانية المعدلة على اعتبار أن ايران أطلقت مبادرة سابقة لم تجد أذانا صاغية لا من دول الاقليم ولا من الدول الكبرى.
ونشرت وكالة "فارس" الإيرانية، ما وصفته بتفاصيل المبادرة الإيرانية بخصوص الأزمة السورية، التي تتضمن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار،وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة تعديل الدستور السوري، بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين هذا في الوقت الذي تعد فيه طهران مقترحات ومبادرات لإعادة العلاقات بينها وبين دول المنطقة، خاصة السعودية، إلى مجاريها الطبيعية، وفق ما نقله موقع قناة العالم الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني.
اذن فالمبادرة الإيرانية تستند في جوهرها إلى أفكار روسية دعت من خلالها موسكو إلى إقامة تحالف إقليمي موسع لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يضم سوريا والسعودية والأردن وتركيا، مشيرة إلى أنها مستعدة لمساندته.
حتى الآن لم تظهر نتائج الأفكار الروسية والمبادرة الايرانية من الأطراف المعنية غير أن المملكة العربية السعودية طرحت مبادرة جديدة اشترطت فيها وقف دعمها للمعارضة السورية بانسحاب إيران ومقاتلي حزب الله من سوريا، وتنص المبادرة السعودية أيضا على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف الأمم المتحدة.
وضمن التحركات الدبلوماسية أيضا أكدت مصادر إعلامية أن وزير الخارجية السوري، طرح خلال محادثات أجراها في مسقط اقتراحا سوريا لحل الأزمة وسط حديث عن احتمالات استضافة مسقط لمحادثات بشأن هذه المسألة، كما تشهد موسكو هذه الايام تحركا سعوديا سوريا للبحث في هذه المبادرات.. فهل نحن أمام مبادرة ايرانية سعودية مشتركة مستندة لأفكار روسية بمباركة اممية وأمريكية..؟ وهل نحن امام امكانية ايجاد حل للأزمة السورية..؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.