الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل اكتمل المشروع الطائفي في المنطقة ؟

هل اكتمل المشروع الطائفي في المنطقة ؟

01.07.2013
رجا الطلب

الرأي الاردنية
الاثنين 1/7/2013
من اخطر النتائج للازمة السورية الدامية على المدى الاستراتيجي ليست الأسلحة الكيماوية ومخاطرها، وليس موت الديمقراطية او غيابها، وليس النزوح واللجوء والتشرد على أهمية وخطورة تلك الملفات وضرورة معالجتها بالقدر الممكن والمستطاع وبوقت قياسي، لكن الخطر الحقيقي الناجم عن الأزمة السورية هو هدم الدولة السورية وتقسيم الوطن السوري.. والخطر الثاني هو تحويل سوريا وما يجري فيها من تطورات الى الحلقة الأخيرة والحاسمة في اخذ العالم العربي والإسلامي نحو مواجهة طائفية دموية بين المذهب السني والشيعي، فبعد أن كان المشروع قد بدأ في منتصف السبعينيات من القرن الماضي في لبنان على أساس مسلم - مسيحي وتمت السيطرة عليه بفعل عوامل خارجية عديدة وبحكم أن حربا من هذا النوع لن تبقى مشتعلة لان المكون المسيحي في لبنان لا يشكل اغلبية وكذلك في العالم العربي، جرى لتفكير في البديل المناسب وكان الحرب الطائفية داخل الدين الإسلامي بين المذهبين الأساسيين السني والشيعي، وقد غذى انتصار ثورة الخميني في إيران هذه المواجهة التي كانت بدايتها في الحرب العراقية-الايرانية، ثم زادت ضراوتها بشكل جنوني في العراق بعد الاحتلال الاميركي له، واليوم انتقل مشهد القتل والمواجهة الى مصر وعاد الى لبنان بدموية واستعر في البحرين وهو مرشح لان يصل الى كل زاوية يتواجد فيها ابناء المذهبين، وهو امر يهدد العالم الاسلامي على مستوى الاستقرار السياسي ويخلق داخل الفكر الديني مزيدا من التشوهات والخرافات في موضوع السنة والشيعة وبالتالي مزيدا من الحقد والاحتقان المرعبين.
على الصعيد الديني اقصد على صعيد الاسلام لا يوجد اي فرق بين المذهبين والفرق الجوهري وتقريبا الوحيد هو تشيع الاخوة الشيعة الى الامام علي في مسالة الخلافة، وهي قضية سياسية بالدرجة الأساس وليست دينية، وبقى الامر على هذه الدرجة من الوضوح في التباعد المتوافق عليه دون عداء تجاه موضوع الامامة الى ان جاء أبو المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي او الملقب باسماعيل الصفوي عام 1501 ميلادي وادخل ايران السنية وجنوب العراق السني وقتذاك بالحديد والنار الى المذهب الاثنا عشري واضاف اليه الكثير من الخرافات والخزعبلات من ابرزها شتم الخلفاء الراشدين وشتم السيدة عائشة، والمسيرات في المناسبات الدينية وضرب الاجساد والرؤوس بالسلاسل حزنا على مقتل الامام الحسين رضى الله عنه واضافة عبارة « علي ولي الله « الى الاذان وغيرها من الممارسات التى اضحت اليوم وبكل اسف مادة دسمة لصناعة الحقد بين ابناء الدين الواحد.
وقد نجحت ايران الخميني في اضافة نقطة خلافية اخرى لما سبق وهي ولاية الفقية التى حاربها ائمة الشيعة الجعفرية العرب من امثال محمد صادق الصدر ومحمد باقر الصدر رحمهما الله وغيرهما ومنهم الان اية الله السيستاني في النجف الذي لا يؤمن بها.
كما تطرق العلامة العراقي علي الوردي في كتابه الشهير «لمحات اجتماعية» الى طبيعة التمايز بين الشيعة الجعفرية العربية والشيعة الصفوية الايرانية وكذلك رجل الديني الايراني علي شريعتي في كتابه (التشيع العلوي والتشيع الصفوي).
ايران هي المستفيد الاول مما يجرى من مواجهات طائفية في باكستان ولبنان والعراق ولبنان وسوريا والخليج وحتى في شوارع لندن كما شاهدنا مؤخرا، ومن الخطورة ان يبقى الامر على هذا الوضع دون تدخل سريع من علماء الامة العقلاء من ابناء المذهبين لتحريم هذا النحر والانتحار الذي يمارس الان بحق اخواننا من الشيعة بفعل فتاوى مجنونة تكفيرية يطلقها بعض رجال الدين المتطرفين من المحسوبين على اهل السنة او الفتاوى والاحكام السيئة والمسيئة التى يطلقها بعض رجال الدين الصفويين بحق الخلفاء الراشدين او الصحابة والتى تغذي نار الفتنة، وهي الفتنة التي تغذيها ايران وعلى الجهتين.