الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل الأجدى للائتلاف: حضور "جنيف 2" أم العكس؟

هل الأجدى للائتلاف: حضور "جنيف 2" أم العكس؟

27.10.2013
الوطن السعودية


السبت 26/10/2013
أن يؤجل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعه الذي كان مقرراً الأسبوع المقبل إلى الذي يليه لإقرار حضور مؤتمر "جنيف 2" من عدمه، فذلك ربما يمنحهم مساحة زمنية أوسع للتفكير أكثر بمصلحة الشعب السوري وعمل ما يساعد على خلاصه من الويلات التي تخيم عليه.
على الائتلاف أن يمايز بين الخيارين ويمضي بما يتناسب مع التطورات المرحلية، من غير أن يبعد احتمالات تأجيل المؤتمر بضغوط روسية لمنح النظام فرصة تحقيق مكاسب على الأرض ليقوي موقفه في المفاوضات، وفي كل الأحوال فإعلان الحضور مع حمل الشروط لطرحها هناك أمام القوى الدولية الراعية للمؤتمر قد يكون أجدى من المناداة بها عن بعد أو اشتراط الحضور بالموافقة عليها، فالأهم اليوم هو مصلحة الشعب وبعدها تحضر التفاصيل.
أما لو ثبت لمن في قوى المعارضة أن حضورهم مثل عدمه من خلال التيقن بأن الروس وضعوا القرارات والنتائج قبل انعقاد المؤتمر لتصب في صالح النظام السوري وتتعارض مع المطالب برحيل الأسد وإصلاح النظام، فلا فائدة ترجى من المؤتمر لأن الغاية تكون قد بانت وهي تقديم تنازلات للنظام كي يستمر، وتلك هي الرغبة الروسية منذ اللحظة التي ساندت فيها النظام ثم رمت بكل ثقلها لتحميه في المحافل الدولية.
لذا من الأفضل للمعارضة السورية أن تتفق وتفكر بجميع الوسائل التي تقطع الطرق على النظام ومن يدعمونه فلا تبقى هناك ذرائع بعدم توافق المعارضة وعدم أهليتها لتمثيل الشعب أو أن بديل النظام غير موجود وما إلى ذلك من حجج لم تعد خافية يروج لها النظام وأنصاره. ذلك النظام الذي مازال يتجاهل الحقائق والواقع بدليل قوله الأربعاء الماضي عبر وزارة خارجيته "إن الشعب السوري هو المعني الحصري باختيار قيادته ورسم حاضر ومستقبل سورية"، وكأن الشعب الذي تقتله وتدمر مدنه وتهجّره أسلحة النظام السوري ليس شعباً سورياً اختار وقرر وحسم الأمر يوم ثار.
إلى ذلك، على قوى المعارضة السورية مشاورة الأصدقاء الحقيقيين ممن وقفوا إلى جانب الشعب لرسم خطوط المشاركة، وهي إن تمت فلا مجال إلا أن تحمل العناوين التي ستطرحها في جنيف ملخصة بها طموحات السوريين بأنه لا دور للأسد والقتلة من رجاله في سورية الجديدة.