الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل القوات البرية ضرورية في سورية والعراق؟

هل القوات البرية ضرورية في سورية والعراق؟

12.12.2015
هاشم عبده هاشـم



الرياض
الخميس 10/12/2015
    •• لدي مخاوف – شخصية – كبيرة.. وعدم طمأنينة إلى دعوة وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" الدول العربية للمشاركة بقوات برية وخوض معركة مباشرة مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سورية والعراق بدعوى أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف أو يدعي الروس شنها لم تعد كافية لاستئصال الإرهاب.
•• ولست أدري أين كانت الإدارة الأميركية والاستخبارات الأميركية طوال هذا الوقت من الضربات الجوية.. ولماذا لم يكن الامر بهذا الوضوح منذ البداية ؟!
•• ثم.. لماذا الدول العربية وحدها التي يطالبها كيري بالتواجد على الأرض.. وهو يعلم تماماً أن الإرهاب لم ولن يتوقف على المنطقة العربية.. وإنما هو موجود في كل مكان من هذا العالم بما فيها أوروبا وأميركا..؟
•• وإذا كانت هناك حاجة حقيقية لقوات على الأرض فليشترك الجميع فيها.. وليتحمل الكل نتائج هذه المواجهات سواء بسواء..
•• وما أخشاه هو أن تُستدرج دولنا وشعوبنا مرة أخرى في أفغانستان ثانية ونحن الذين ما زلنا نعاني حتى الآن من تلك الكارثة وما ترتب عليها وما دفعناه من أثمانٍ غالية فيها.
•• وحتى روسيا التي دخلت إلى سورية بقضها وقضيضها لا تبدو أنها متحمسة للزج بقوات برية في المستنقع الإرهابي الفظيع في كل من سورية والعراق بفعل السياسات "الحمقاء" التي كان يمارسها الرئيس بشار الأسد ومن بعده نوري المالكي في العراق.. وهي السياسات التي قامت على استخدام الإرهاب كأداة من أدوات الضغط على الشعبين، والتهديد لدول الجوار والمنطقة تحقيقاً لطموحات "جنونية" في تصدر المشهد وقيادة المنطقة وابتزاز دول العالم أيضاً..
••إن التلكؤ الأميركي في التعامل مع الوضع السوري والعراقي بجدية.. ثم بالفرجة على التوسع الروسي في سورية اليوم وفي العراق غداً بالتعاون مع إيران دون حراك من قبل واشنطن لهو شيء مريب وغير مطمئن.. وإن أعطى تفسيراً واحداً هو أن الروس والاميركان وغيرهما متفقون على هدف واحد هو خلخلة المنطقة من الداخل وتقسيم دولها وتفتيتها بهدف اضعافها واسقاطها دولة بعد أخرى..
•• ولا أعتقد أن دولنا وشعوبنا غائبة عن إدراك هذه الحقائق لا سيما في ظل الغموض واتساع رقعة التناقضات في المواقف والتصريحات الغربية لبعض الأصدقاء الذين كنا وما زلنا نعلق عليهم الأمل في وضع يدهم في يدنا واختصار الطريق نحو الاستقرار.. بمزيد من المواقف والسياسات والأعمال الجادة لإزالة الأسباب الحقيقية التي أوجدت هذا الإرهاب بدءاً بإقصاء "الأسد" عن السلطة ورحيل الجميع من سورية والعراق وترك الشعوب تقرر مصير أوطانها بعيداً عن أطماع الكبار وأجنداتهم.