هل تجاوز الاسد كل الخطوط الحمر؟

القدس العربي
الجمعة 30/8/2013
قبل أكثر من عام حذر المجتمع الدولي نظام الأسد من استخدام الكيماوي ضد معارضيه وقالوا له الكيماوي خط أحمر، وكان هذا القول بمثابة إعطاء الأسد الضوء الأخضر للاستمرار بقمع معارضيه بكل الوسائل الممكنة له، وأن لا يبالي بما يقولون له في الأعلام طالما هو لم يستعمل الكيماوي بشكل واسع وواضح وهذا ما حدث فعلا فالأسد استعمل الكيماوي في أكثر من موقع ضد المعارضة، ولكنه كان محدودا ولم يظهر بشكل واضح للعالم أي لم يحدث ضجيجا كما حصل اليوم في الغوطة، ولهذا سكت عنه المجتمع الدولي سابقا، واليوم هناك مماطلة كبيرة من العالم لتمرير هذا الحدث من غير توجيه أي عقوبة أو ضربة له، ولتمويه الأمر وإخفاء آثار الجريمة المروعة قام الأسد بعرقلة وصول المفتشين الدوليين إلى مسرح الجريمة عدة أيام، وعلى كل تقدير فالغرب لا يخفى عليه استعمال النظام للسلاح المحرم دوليا، والسؤال لماذا يتجاهل الغرب كل هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام السوري ومن والاه من الخارج كالنظام الإيراني وحزب الله اللبناني وغيرهما وقد تدخلوا بشكل مباشر وعلني في الأحداث الجارية في سورية فلماذا كل هذا الصمت والسكوت عن الجرائم والتدخل الخارجي المباشر؟ والسكوت لا يفسره ويبرره إلا شيء واحد وهو قبول المجتمع الدولي ورضاه بكل ما يحدث للشعب السوري على يد أجرم واخطر أنظمة عرفها العصر الحديث، وهل يعقل أن الغرب يجهل أو يغفل عن تجاوز الأسد للخطوط الحمراء التي حذره منها؟ أم أن الأسد لم يتجاوزها لا من فوقها ولا من تحتها ولكنه ثقبها واخترقها وبذلك هو لم يتجاوزها بعبورها فلا يستحق المعاقبة ولا اللوم على فعله، وتبقى الخطوط الحمراء حمراء للأسد ولا يحق له أن يتجاوزها وله أن يفعل ويستعمل ما شاء من وسائل القتل والدمار ما دام لم يعبر الخطوط الحمراء عبورا لا من فوقها ولا من تحتها، فهل يعقل هذا التبرير يا دعاة الحرية والديمقراطية؟ وهل الجرائم الإنسانية لا تكون عندكم جرائم ضد الإنسانية ما لم تستعمل فيها الأسلحة الجرثومية والنووية والكيماوية والانشطارية بكل أنواعها وأشكالها وبشكل علني وواضح وأن تستعمل في النهار لا في الليل خشيت أن لا يراها المجتمع الدولي ليلا؟ ولكن: وَليْسَ يَصحُ فِي الأَذْهانِ شَيءٌ.. إِذَا احْتَاجَ النَّهارُ إلى دَلِيْلِ