هل تشبه سوريا كوسوفو في أي شيء؟

فورين بوليسي 28/8/2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
مع قيام الرئيس أوباما بدراسة توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا – وكيفية توليفها مع القانون الدولي- فإن مستشاريه يعيدون دراسة حرب الناتو الجوية عام 1999 في كوسوفو كسابقة لهذه الحالة.
هنالك مشكلة صغيرة فقط, وهي أن حرب كوسوفو لم تكن تشبه الصراع في سوريا.
وفقا لنيويورك تايمز, فإن المستشارين في البيت الأبيض يدرسون حملة كوسوفو لتحديد ما إذا كانت الاستراتيجيات التي استخدمت للالتفاف على مجلس الأمن الدولي – وخصوصا روسيا التي تتمتع بحق النقض الفيتو – يمكن أن تطبق الآن, وذلك مع قيام الولايات المتحدة بدراسة إمكانية التدخل العسكري في صراع دموي في الخارج.
ولكن القياس مع كوسوفو مليء بالشراك الخفية بالنسبة للولايات المتحدة – خصوصا فيما يتعلق برغبة أوباما بعدم نشر قوات برية على الأرض.
في الواجهة, فإن تسلسل الأحداث في كوسوفو يبدو مماثلا بصورة كبيرة للتسلسل في سوريا. فالحالتان فيهما شخصيات شريرة, سلوبودان ميلوسوفيتش وبشار الأسد. خلال نهاية التسعينات, اتهم الصرب التابعون لميلوسوفيتش بارتكاب جرائم ممنهجة ضد الإنسانية – بما فيها ارتكاب المذابح والتهجير القصري- ضد ألبان كوسوفو. وحاليا, يزعم أن أجهزة الأمن التابعة للأسد استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد أحياء موالية للمعارضة, معظم سكانها من السنة. في الماضي و الحاضر لاحظت القوى الغربية العنف, وأدانته كليا, كما شعرت بالغضب الشديد بينما كان العنف يتصاعد. رغبة الغرب في أن يقوم بشيء ما – رغم عدم وضوح ماهيته – أمر ساد في كلا الحالتين.
ولكن انطلاقا من هذه النقطة, بدأت حرب كوسوفو تبتعد عن الحديث الجاري حاليا عن التدخل في سوريا. أولا, التدخل في كوسوفو كان له أهداف أكثر طموحا بكثير من التدخل الذي يجري التحضير له في سوريا. الناتو من جانبه دخل الصراع ونصب عينيه خمسة أهداف أساسية واضحة وهي, وضع حد للقتال والقتل في كوسوفو وانسحاب الصرب من المنطقة ونشر قوات لحفظ السلام وعودة اللاجئين والمساعدات الإنسانية والوصول إلى إطار عمل سياسي في كوسوفو يقوم على اتفاقية سابقة ترمي إلى تحقيق مزيد من الحكم الذاتي في الإقليم. في سوريا, ذهبت الإدارة بعيدا جدا في التأكيد على الطبيعة المحدودة للضربة العسكرية المزمعة – وشددت على أنه لن يكون هناك أي قوات على الأرض وأن أي عمل عسكري سوف يكون محصورا في الرد على استخدام السلاح الكيماوي. في كوسوفو, وعلى النقيض من ذلك, شن الناتو حملة كانت تهدف إلى إطلاق سراح كوسوفو من قبضة الصرب.
يوم الاثنين, عرض وزير الخارجية جون كيري سبب توجه الولايات المتحدة لشن ضربة عسكرية في سوريا, حيث ظهر بقوة أن هناك رغبة في وقف استخدام السلاح الكيماوي – وليس أبعد من ذلك. ولكن بعد وقت وجيز على ما قاله كيري, ذهب المتحدث باسم البيت الأبيض جيه كارني أبعد من منصة البيت الأبيض حين قال " أن الهدف النهائي هو إسقاط الأسد للوصول إلى مستقبل أفضل للشعب السوري". ما إن تبدأ الضربات في سوريا, فإن الرغبة في تحقيق هدف سياسي أوسع يتعلق بإسقاط الأسد قد تكون أمرا لا يمكن مقاومته. وهنا, فإن نموذج كوسوفو سوف يقود الولايات المتحدة نحو طريق آخر مكلف والتزام عسكري طويل.
الديناميكيات التي قد تؤدي إلى مثل هذه النتيجة متحققة فعلا. مع وجود خيارات عسكرية محدودة على الطاولة, فإن مخططي السياسة الخارجية في واشنطن أصبحوا يفكرون لماذا قد يؤدي تدخل عسكري محدود في الفشل في الوصول إلى النتيجة التي تريدها الولايات المتحدة. مايكل أوهانلون الزميل في معهد بروكنغز أخبر مجلة بوليتيكو, في إشارة إلى إمكانية الوصول إلى تسوية تفاوضية أن " التدخل العسكري المحدود لن يؤدي إلى الوصول إلى أي نتيجة". ما عدا الانفجارات التي سوف تبثها السي إن إن على الهواء مباشرة من دمشق.
اليوم, حملة الناتو في كوسوفو تستذكر على أنها حرب جوية أدت إلى تدمير ميلوسوفيتش من خلال استخدام الأسلحة الدقيقة والذكاء العسكري, ولكن هذا التصور يغفل حقيقة أن التهديد بإمكانية حصول اجتياح بري لعب دورا رئيسا في إجبار ميلوسوفيتش على الحضور إلى طاولة المفاوضات. اعتقد الناتو أن التدخل في كوسوفا سوف يكون قصيرا وأن الصرب سوف ينهاروا بسرعة, ولكن الصرب أظهروا مرونة كبيرة في مواجهة قصف الناتو المكثف. لقد استغرق الأمر 78 يوما من القصف المستمر ليساق ميلوسوفيتش إلى طاولة المفاوضات. ولكن هذه المحادثات لم تحصل إلا بعد المناوشات مع جيش تحرير كوسوفو الذي أجبر خصومه على العمل بصورة مكشوفة مما سمح لقوات الناتو الجوية بإحداث خسائر فادحة في صفوف الصرب. في الوقت ذاته, منح الناتو الإذن للجنرال الأمريكي ويسلي كلارك بتوسيع الطرق الألبانية التي تقود نحو كوسوفو, وهي الخطوة التي أرسلت رسالة واضحة إلى ميلوسوفيتش وهي أن الناتو كان يعد العدة لغزو بري.
في حين لعبت الضربات الجوية دورا رئيسا في إلحاق الهزيمة بالصرب, إلا أن الناتو أخفق في تحقيق النصر في حرب كوسوفو من خلال القوة الجوية لوحدها. لقد أسفر التدخل عن انتشار بري بعدما أصبحت كوسوفو تحت حماية الأمم المتحدة تقريبا. ومن المعروف أن قوات حفظ السلام المعروفة باسم "كفور" لا زالت موجودة هناك. مكلفة بحفظ السلام الهش ما بين صربيا وكوسوفو يصل تعداد القوة إلى ما يقرب من 5500 فرد تتضمن كتيبة فيها 800 جندي أمريكي. هذه حقيقة على مخططي الحرب في البيت الأبيض أن يبقوها في أذهانهم, خصوصا بالنظر إلى حقيقة أن تدخل الجيش الأمريكي في سوريا لا يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة.
ومع عدم قيام الولايات البيت الأبيض بدراسة ما إذا كانت سوف تضرب سوريا ولكن كيف, فإن استحضار كوسوفو كسابقة لأوباما ومساعديه أمر جلي. إنقاذ حياة الأشخاص حتى لو أدى إلى زيادة العنف على المدى القريب, تجعل من استذكار حرب كوسوفو استذكارا نبيلا, وكان ذلك وقت أن تصرف الغرب وفقا لمبادئه وحاول الحيلولة دون اندلاع عنف جماعي. إنها نفس المشاعر التي تردد صداها لدى إدارة أوباما في الأيام القليلة الماضية, وذلك مع حديث كيري حول "القذارة الأخلاقية" لاستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية.
ولكن إذا أراد أوباما الوفاء بتلك المبادئ – كما فعل الناتو جزئيا على الأقل في كوسوفو – فقد ينتهي الأمر به إلى القيام بما هو أكثر من مجرد إطلاق بعض الصواريخ.

Is Syria Anything Like Kosovo?
Posted By Elias Groll Wednesday, August 28, 2013 - 8:00 AM
As President Obama considers military strikes against Syria -- and how to square them with international law -- his advisors are reportedly looking at the 1999 NATO air war in Kosovo as a precedent.
There's only one minor problem: The Kosovo war was nothing like the Syrian conflict.
According to the New York Times, White House aides are now studying the Kosovo campaign to determine whether the strategies used then to circumvent the U.N. Security Council -- and particularly Russia, a veto-wielding member -- might be applicable today, as the United States once again weighs military intervention in a bloody struggle overseas.
But the Kosovo analogy is riddled with pitfalls for the United States -- especially in terms of Obama's desire to prevent the deployment of ground troops.
On its face, the chain of events in Kosovo appears alluringly similar to those in Syria. The two stories even come with respective villains: Slobodan Milosevic and Bashar al-Assad. During the late 1990s, Milosevic's Serbs stood accused of systematic crimes against humanity -- including massacres and forced displacement -- perpetrated against Kosovo's Albanians. Now, Assad's security forces are alleged to have used chemical weapons against a stronghold belonging to the rebels, most of whom are Sunnis. Then, as now, Western powers observed the violence, condemned it wholesale, and dithered while it escalated. A Western desire to do something -- though exactly what is unclear -- runs through both cases.
But from there, the Kosovo campaign begins to diverge from today's talk of intervention in Syria. First, the intervention in Kosovo was far more ambitious than anything likely to be launched in Syria. NATO entered the conflict with five primary objectives: the end of combat and killings in Kosovo; Serb military withdrawal from the region; the deployment of peacekeepers; the return of refugees and humanitarian aid; and a political framework for Kosovo based on a previous agreement aimed at greater autonomy for the province. In Syria, the administration has gone to great lengths to emphasize the limited nature of potential military strikes -- stressing that there will be no "boots on the ground" and that any action is strictly in retaliation for chemical weapons use. In Kosovo, by contrast, NATO launched a campaign that essentially aimed to release Kosovo from the grip of the Serbs.
On Monday, Secretary of State John Kerry presented the White House's case for a military strike in Syria, which appeared to rest firmly on the desire to halt the use of chemical weapons -- and not much else. But shortly after Kerry's remarks, White House Press Secretary Jay Carney went behind the White House podium to explain "that ultimately Assad has to step aside to allow for a better future for the Syrian people." Once strikes begin in Syria, the desire to implement the broader political goal of Assad's removal -- so long stymied by Russia's diplomatic maneuvering -- may prove irresistible. Here, the Kosovo example will only lead the United States down the road of another costly, lengthy military commitment.
The dynamics that might produce such an outcome have already materialized. With limited military options on the table, Washington's foreign policy mandarins are forcefully making the case for why a small-scale intervention will fail to produce the outcome the United States seeks. "Limited military involvement isn't going to produce an outcome," Brookings Institution senior fellow Michael O'Hanlon told Politico, referring to the possibility of a negotiated settlement. Expect a lot more of that once the CNN live-feed of explosions in Damascus goes on air.

Today, NATO's campaign in Kosovo is remembered as an air war that crushed Milosevic's resolve through precision weapons and military smarts, but that interpretation overlooks the crucial fact that the threat of a bona fide invasion played a key role in bringing Milosevic to the negotiating table. NATO thought that the Kosovo intervention would be short and that the Serbs would quickly crumble, but Serbia showed remarkable resilience in the face of intense NATO bombing. It took 78 days of sustained bombing to cow Milosevic into talks. But those talks only occurred after skirmishes with the Kosovo Liberation Army forced their opponents to operate in the open, which allowed NATO's air forces to inflict heavy losses on the Serbs. At the same time, NATO gave permission to U.S. Gen. Wesley Clark to widen Albanian roads leading to Kosovo -- a move that sent Milosevic a clear message: NATO was preparing a ground invasion.
While the bombing played a key role in defeating the Serbs, NATO failed to win the Kosovo War through air power alone. The intervention resulted in a ground deployment under which Kosovo became more or less a U.N. protectorate. The peacekeeping force is known as KFOR -- short for Kosovo Force -- and it remains there to this day. Tasked with maintaining the fragile peace between Serbia and Kosovo, the force numbers some 5,500 troops and includes a contingent of 800 American soldiers. It's a reality the White House's war planners should keep in mind, especially given the fact that a Syrian military intervention remains deeply unpopular in the United States.
As the White House considers not so much whether it will strike Syria but how, Kosovo's appeal as a precedent for Obama and his advisors is clear. Credited with saving lives even if it increased violence in the short term, the Kosovo War is remembered as a noble intervention -- a time when the West acted on its principles and tried to prevent mass violence. It's a sentiment the Obama administration has echoed in recent days, as when Kerry spoke of the "moral obscenity" of Assad's chemical weapons use.
But if Obama wants to deliver on those principles -- as NATO at least partially did in Kosovo -- he may end up having to do a lot more than fire some missiles.
http://blog.foreignpolicy.com/posts/2013/08/28/is_syria_anything_like_kosovo