الرئيسة \  تقارير  \  هل تغيّر أبحاث "رافائيل" مستقبل الغواصات والحروب الجويّة والشبكيّة؟

هل تغيّر أبحاث "رافائيل" مستقبل الغواصات والحروب الجويّة والشبكيّة؟

29.01.2022
النهار العربي


النهار العربي
الخميس 27-1-2022
كشف مسؤول في مجال البحوث الكمية في شركة "رفائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية لصحيفة "جيروزاليم بوست" معلومات حصرية لما يمكن أن يؤول إليه مستقبل الصناعات الدفاعية.
وقالت الصحيفة إن سباق "الحوسبة الكمية" الذي سيعيد ترتيب ديناميكيات القوى العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية في العالم، قد احتل مساحة واسعة في عناوين الأخبار بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
وتنتج العديد من الجيوش وشركات الدفاع بالفعل في بعض الحالات، وعلى وشك الإنتاج في حالات أخرى، تقنيات دفاعية عملية وهامة باستخدام أجهزة الاستشعار الكمية.
وأضافت الصحيفة: "لا تستطيع شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة مناقشة معظم نقاط تركيزها التشغيلية المسجلة، ولكن يمكنها التأكيد على اهتمامها بأجهزة الاستشعار الكمية للملاحة في البيئات التي تفتقد إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، باعتبارها اللبنة الأساسية لوحدات قياس القصور الذاتي المستخدمة على نطاق واسع في صناعات متعددة".
وبحسب الصحيفة، فإن "هذه المستشعرات ستلعب دوراً بارزاً في مجال تطوير الملاحة والكشف عن الغواصات والطائرات والطائرات من دون طيار وحتى مجموعات الكوماندوس الصغيرة خلال الغارات السرية، إذ يمكن اعتبار الحوسبة الكمية وأجهزة الاستشعار الكمية أبناء عمومة في ثورة فيزياء الكم، ولن تكون أقل أهمية من سباق الفضاء".
وقال رئيس "مركز رافائيل الكمي للتكنولوجيا" ران إنّ "تكنولوجيا الاستشعار الكمي قد تكون على بعد عامين أو أقل من نشرها من قبل الجيش في مكان ما. لكن الحوسبة الكمية قد تحتاج إلى خمس أو عشر سنوات أو أكثر من استحداث تطبيقات عملية على أرض الواقع خارج قطاع التمويل".
وأضاف ران: "يركز مركز الكم لدينا على محاولة تطوير أجهزة استشعار الكم وتكنولوجيا الكم التي من شأنها تعزيز أجهزة الاستشعار الكلاسيكية، وعلى وجه الخصوص، فإن رافائيل تركز على أجهزة الاستشعار الدفاعية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين والولايات المتحدة تقودان الطريق في مجال أجهزة الاستشعار الكمية، لكن إنكلترا وفرنسا وإسرائيل منخرطون أيضاً بكل قوة.
ومن دون الإشارة إلى دولة معينة، قال إنّ التطورات الجديدة في أجهزة الاستشعار الكمية لأنظمة الملاحة الخاصة بالغواصات والسفن البحرية الأخرى قد توقفت منذ عامين.
 وبحسب الصحيفة، قالت شركة "جيومتركس"، وهي إحدى الشركات الأميركية التي تنتج مقاييس المغناطيسية الكمية، إنّ بإمكانها أن توفر بالفعل قدرات للمراقبة والدفاع عن الموانئ.
وتعمل صناعات الفضاء الإسرائيلية أيضاً على مقاييس المغناطيسية الكمية، وقال ران إنّ "سلاح الجو الأميركي أظهر قياساً مغناطيسياً كمياً قد لا يستغرق سوى بضع سنوات للبدء بتشغيله".
وأضاف أنّ "العرض التكنولوجي لجهاز استشعار الجاذبية الكمية لطائرة من دون طيار كبيرة الحجم هو قيد التنفيذ، ومن المحتمل أن يحدث في غضون عامين دون الاستعانة بجيش معين"، مشيراً إلى أن القدرة الكاملة على الملاحة باستخدام مثل هذا المستشعر الكمي تستغرق حوالى 7 إلى 10 سنوات بالنسبة للطائرات من دون طيار والطائرات الصغيرة.
وتابع قائلاً: "يمكن اكتشاف غواصة من خلال الاستشعار المغناطيسي للأجسام المعدنية الكبيرة، وإذا كان لديك مستشعر مغناطيسي حساس للغاية، يمكن استشعار جسم معدني بعيد جداً، وحينها فأنت بحاجة إلى التحقق من ذلك، وهو أمر صعب للغاية نظراً لوجود الكثير من التداخل المغناطيسي (الذي يتسبب في نتائج إيجابية خاطئة) مثل العواصف المغناطيسية، وتحتاج قدرة لتمييز ذلك".
  وقال إنّه في غضون 10 إلى 15 عاماً، قد تكون هناك أجهزة استشعار كمية مصغرة ورخيصة مع قدرات ملاحية كاملة للجنود من مختلف الجيوش لاستخدامها خلال غارات الكوماندوز.
وأوضح ران أن التطبيق الدفاعي الأكثر إلحاحاً لأجهزة الاستشعار الكمية التي قد ينتجها اللاعبون في مؤسسة الدفاع في محاربة "حماس" و"حزب الله" هو جعل المركبات الذكية المتصلة بالشبكة التابعة للجيش الإسرائيلي قادرة بالدليل القاطع على الاختراق والتشويش.
 وأشارت الصحيفة إلى العدد المتزايد من المركبات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي التي تعمل باستخدام تقنيات الذكاء الشبكي والاصطناعي من الملاحة إلى الاستهداف.
وبحسب الصحيفة، تشير المصادر إلى أن الجيوش التي تستخدم مثل هذه التقنيات يمكن أن تكون عرضة لأنواع معينة من التشويش الكلاسيكي في ظل غياب تطوير أجهزة الاستشعار الكمية.
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أنّ "الولايات المتحدة والجيوش الغربية الأخرى والجيش الإسرائيلي قاموا، وفقاً لمصادر أجنبية، بنشر مثل هذا التشويش ضد الخصوم لسنوات، ولم يلحق بالركب مؤخراً إلا بعض هؤلاء الخصوم الأقل تقدماً أو من المتوقع أن يلحقوا بالركب في مناطق معينة".
ومع ذلك، إذا كان لدى الجيش الإسرائيلي أجهزة استشعار كمية، فعندئذ "حتى عندما يستخدم العدو تقنية تشويش GPS ضد المركبات الذكية للجيش الإسرائيلي، فسيكون بإمكانهم تجنب التشويش، وذلك لأن الطريقة التي تعمل بها تكنولوجيا التشويش الكلاسيكية على تكنولوجيا الكشف الكلاسيكية هي خلق الضوضاء والإخافة ومحاكاة وحدات العدو وبث كمية كبيرة من الإيجابيات الزائفة التي تفقد الأهداف الحقيقية وتسبب حالة من التشويش"، بحسب المصدر نفسه.
 ووفقاً للصحيفة فإنّ "أجهزة الاستشعار الكمية تعمل بمستوى أكثر من الدقة، مثل تعديل الضوضاء والتحايل الناشئ عن مشكلات التشويش هذه، بحيث يمكنها اختراق حجاب الإيجابيات الكاذبة والتركيز على الهدف الحقيقي. وهذا يعني أن أجهزة الاستشعار الكمية ستسمح لهجمات وتحركات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي أو القوات العسكرية الغربية الأخرى".
وأضافت: "من شأن تكنولوجيات الكم ذات الصلة أن تتيح أيضا استمرار الاتصالات المشفرة وغير المنقطعة التي تجريها القوات العسكرية الغربية أو الجيش الإسرائيلي داخل نطاق عمل القوات الصديقة ومقارها الرئيسة".
وقال ران: "نحن نتحدث عادة عن المركبات التي تمتلك محركات أسرع وتسعى إلى استخدام بروتوكولات الاتصالات المعقدة لتظل مشفرة، لذلك لابد من الاحتفاظ بإمكانيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ودقة تحديد المواقع، سواء فيما يتعلق بالوحدات الأخرى الصديقة أو المعادية".
 وتابع: "مقياس الجاذبية هو مستشعر خفيف، لأنه حساس للغاية للاهتزازات، ويعتبر تثبيته على متن طائرة أكثر صعوبة، ويمكنك تثبيته على شاحنة حيث أثبتت التجربة نجاح ذلك".
 وقالت الصحيفة إنّ شركة "رافائيل" تعمل على تطوير مقياس الجاذبية الكمي بالتعاون مع معهد "وايزمان" للعلوم.
وأضاف ران: "لدى رافائيل مجموعتان كميتان، الأولى تعتبر أكثر من مجرد كونها مجموعة مادية، فهي تتناول دور المعرفة الأكاديمية في إجراء العروض التكنولوجية. هذا هو ما نقوم به. هناك مجموعة أخرى، أكثر من مجموعة تكنولوجيا هندسية لعرض منتج حقيقي".