الرئيسة \  برق الشرق  \  هل تكون سوريا وأوكرانيا مسرحا لحرب ثالثة ؟

هل تكون سوريا وأوكرانيا مسرحا لحرب ثالثة ؟

29.05.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏28‏/05‏/14
يتوقع سياسون ومؤرخون في المانيا وأوروبا حاليا التي تعيش الى جانب الازمة الاوكرانية وهموم الازمة السورية مخاوفهم من وقوع منطقة الشرق الاوسط واوربا من دوامة عنف وحرب عرقية ودينية . فهؤلاء السياسيون والمؤرخون يبدون قلقهم بصراحة خلال ندوات يعقدونها حول مرور مائة عام على  الحرب العالمية الاولى التي اندلعت في شهر تموز / يوليو من عام 1914 من أجل الحرية ، فإقدام أحد شباب رابطة طلبة البلقان التي كانت تضم مسلمين ومسيحيين على قتل ولي عهد النمسا فرانس فرديناند يوم 28 حزيران/يونيو من العام المذكور كانت شرارة اندلاع الحرب المذكورة .
وترى المستشارة انجيلا ميركيل بندوة حول الحرب العالمية الاولى قام يتنظيمها هذا اليوم الاربعاء 28 أيار/مايو معهد التاريخ الالماني بالعاصمة برلين شارك بها السياسة والمجتمع اضافة الى الاقتصاد ، أن الازمة الاوكرانية التي بدأت بمظاهرات تندد رفض حكومة رئيس تلك الدولة السابق فيكتور يانوكوفيتش للتقارب مع الاوروبيين وادت الى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ومحاولة متعاطفين مع روسيا في شرق وجنوب تلك الدولة الانفصال عن اوكرانيا الام شبيهة بأزمة البلقان التي كانت وراء اندلاع الحرب العالمية الاولى الا ان الواقع الحالي يختلف عن عهد ذلك الزمان فحاليا يوجد أحدث تقنيات الاتصالات تساهم بإعلام السياسيين فور وقوع حادث او ازمة سياسية بدولة ما أما زمن الحرب العالمية الاولى فلم يكن هناك غير وسيلة الاتصال الهاتفي وحركة الدبلوماسية كانت بطيئة اضافة الى ان قوى عام 1914 كانت تحاول الصمود للابقاء على قوتها فالقيصرية الرومانية المقدسة والدولة العثمانية كانتا على شفا الموت الطبيعي بعد ان ماتتا سريريا وبالتالي من اجل الحفاظ على مستعمرات بريطانيا والمانيا وفرنسا بالعالم ، أما الاوروبيين حاليا فهم يبذلون جهودهم الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وغيرها لقطع فتيل حرب تقع بين الغرب وروسيا بسبب اوكرانيا ، فروسيا  تريد ابراز قوتها على الصعيد الدولي من جديد والبقاء مهابة الجانب والاوروبيون لا يريدون قطع حبل الوصل مع موسكو وروسيا ايضا لا تريد وصول تدخلها بالازمة الاوكرانية قطع العلاقات مع الغرب والعودة الى اجواء الحرب الباردة التي يمكن ان تصبح حارة فالضرورة ملحة لعدم وقوع حرب تعتبر شعوب اوروبا وغيرها من دول العالم ضحاياها .
الا ان ميركيل أعلنت  انه يمكن ان تقع حرب جديدة في اوروبا بسبب استمرار ماساة الشعب السوري لكنها لن تصبح دولية تأكل الخضر واليابس فهناك مصالح دولية بمنطقة الشرق الاوسط لا تريد رؤية حرب جديدة تندلع بالمنطقة وعلى الدبلوماسية لعب دور رائد لإنهاء ازمة ماساة الشعب السوري بالتي هي أحسن .
لقد وضع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / سوريا وايران والعراق / ضمن محور الشر ، وقد حذف لعراق من تلك اللائحة إثر احتلال واشنطن لبغداد وإنهاء نظام صدام حسين ، وانضمت دول جديدة الى محور على راسها روسيا والصين وذلك من اجل دعم ايران بمصالحها بمنطقة الشرق الاوسط ودول منطقة الخليج العربي ، وايران قد تمحى من ذلك المحور بسبب التقارب  الامريكي الغربي مع ايران إثر موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم ، وهذا يعني مؤشر على امكانية احلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط الا انه وطالما نظام سوريا يعبث بالمنطقة فسادا ويقتل شعبه ويدمر مدنه ويخرجهم من بلادهم فلا بد من قوة عسكرية رادعة لإنهاء نظام دموي ، فآخر الدواء الكي اذا ما أراد العالم الحيلولة دون وقوع حرب بتلك المنطقة تمتد الى اوروبا واذا ما استمرت ماساة الشعب السوري فان اوروبا الجارة الطبيعية للشرق الاوسط لن تُسْلَم من العنف فالنظام المذكور وراء القلاقل بتلك المنطقة التي لم تعرف منذ عهدها الحديث بعد انهيار الدولة العثمانية هدوءا والتدخل العسكري للمنع سقوط منطقة الشرق الاوسط برمته تحت رحمة العنف والفوضى ضرورة ملحة على حسب راي خبير الشرق الاوسط سفير سوريا السابق اندرياس راينيكيه .
والاعتقاد بوقوع حرب عالية ثالثة اصبح هاجسا جراء قيام محاور عسكرية جديدة بالعالم فمحور روسيا والصين العسكري قائم الا انه لا يزال يعتبر ضعيفا وتسعى تلك الدولتان ضم ايران الى محورهما وذلك لمجابهة محور  الغرب المتمثل بحلف شمال الاطلسي / الناتو / كما ان هناك احتمال قيام محور عسكري اسلامي ، فبالرغم من ان الدول الاسلامية وخاصة العربية منها على اختلاف مستمر وحتى من اجل رجل واحد يمكن لها ان تتوحد اذا ما شعرت بخطر الغرب الحقيقي المحدق بها وتضع خلافاتها جانبا لتواجه ذلك الخطر . ومن اجل الحيلولة دون ذلك فعلى الغرب تقاربهم مع العالم الاسلامي والاتفاق معه دوله لإنهاء ماساة الشعب السوري على حسب رأي قائد الجيش الالماني السابق كلاوس نويمان .