الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل تنبه الإبراهيمي أخيرا إلى حتمية الفشل؟

هل تنبه الإبراهيمي أخيرا إلى حتمية الفشل؟

04.05.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
السبت 4/5/2013
فيما يزيد النظام السوري من عمليات التنكيل بشعبه، فإن الأحداث تتسارع والتصريحات تكثر من غير فعل حقيقي على الأرض سوى ما يأتي من أخبار عن عدد الضحايا لن يكون آخرها تلك المذبحة التي شهدتها منذ يومين قرية البيضا قرب بانياس الساحلية. وإذ ناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الجهود المتعثرة لإنهاء النزاع، والتحركات الدبلوماسية المحتملة لذلك الهدف، فإنه لم يتطرق إلى فشل المجتمع الدولي والقوى الكبرى في حماية المدنيين من بطش النظام بالرغم من إرسال موفدين أممين وبعثات دولية لتهدئة الأوضاع أو البحث في حلول، إلا أن تعنت النظام وألاعيبه وممارساته حالت دون فعل شيء، مما جعل الموفد الدولي كوفي عنان يستقيل بعد فترة ليست طويلة من مهمته، لشعوره بالعجز عن التوصل إلى أي خيار، فالطرق كلها كانت مسدودة أمامه.
أما المبعوث التالي الأخضر الإبراهيمي فلم يستفد من درس سابقه حين أصر على الاستمرار، ويبدو أنه تنبه إلى حتمية فشل مهمته مؤخراً فانتشرت الأقاويل عن احتمال استقالته. تلك الاستقالة التي تأخرت كثيراً وهذا التأخير منح النظام وقتاً أطول لممارسة العنف ضد الشعب فارتفع عدد الضحايا، وتزايد عدد اللاجئين أضعافاً، وما زالت الأعداد في تصاعد.
خيار الإبراهيمي بالاستقالة إن حدث، فهو يأتي من باب "أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً"، لأنه لم يكن يتواصل مع النظام فترة طويلة، ولم يحضر القمة العربية التي منحت الائتلاف الوطني السوري مقعد سورية في جامعة الدول العربية. أما اتفاق جنيف الذي تبنته روسيا فقد كان الحل الوحيد الذي ينادي به الإبراهيمي، وهو في حقيقته ليس حلاً بقدر كونه وسيلة لإرباك الوضع أكثر بعدم توضيح وضع بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
أما ما يقال عن أن رغبة الإبراهيمي في الاستقالة جاءت بسبب تزايد الإحباط لعدم القدرة الدولية على حل النزاع، فالإحباط كان موجودا عند كوفي عنان قبله، وقبوله بالمهمة العربية والدولية لم يقدم أكثر من رفع نسبة الإحباط، ولأن الطرق كلها أغلقها النظام السوري، فاستقالة الإبراهيمي قد تسهم في تحريك الأزمة دولياً.