الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل حقًا أن طهران لن تسمح بسقوط بشار الأسد !؟

هل حقًا أن طهران لن تسمح بسقوط بشار الأسد !؟

14.10.2014
داود البصري



الشرق القطرية
الاثنين 13-10-2014
في تصريح يضاف لسلسلة تصريحات ومواقف إيرانية سابقة، أكد نائب وزير خارجية النظام الإيراني أمير حسين عبد اللهيان على عدم سماح نظامه بإسقاط نظام الأسد محذرا التحالف الدولي من المساس بسيادة سوريا كما قال؟ ولا ندري عن أي سيادة مزعومة يتحدث عبد اللهيان بعد أن أضحت سوريا ساحة قتال للجماعات والدول المتنافسة..
وبعد هيمنة سلاح الجو الإسرائيلي ومنذ أمد طويل على الفضاء السوري متحديا الدفاعات الجوية السورية والإيرانية وفارضا سيطرته التي لم يبددها أو يضعف سطوتها سلسلة التصريحات الإيرانية الساخنة المعبرة أصلا عن مواقف رعب إيرانية رهيبة من احتمالات وتداعيات السقوط القريب والحتمي للنظام الإرهابي السوري ليس بيد التحالف الدولي بطبيعة الحال، والذي ظل لسنوات طوال يتفرج على مآسي السوريين بعد تدمير النظام السوري لكل مقومات الحياة والمجتمع في سوريا، بل على يد السوريين الأحرار الذين سينتصفون لشعبهم وسيحققون أهدافهم، ويهزمون الجمع العدواني المنافق الذي تحشد من أجل الدفاع عن قاتل السوريين وعدوهم الإرهابي المتغطرس المريض والمنتشي بحرائق الشام كنيرون تماما ولربما أكثر!
النظام الإيراني الذي خرج عن حدود اللياقة الدبلوماسية المقبولة تماما وأضحى يناصب وبشكل مفضوح الشعب السوري العداء من أجل تأمين مصالحه الإقليمية التي هي في طريقها للانهيار التام لا محالة هو اليوم يقوم بحملة هجومية مباشرة لاستباق وتحجيم أي خطط إقليمية جديدة لتضييق الخناق على نظام دمشق خصوصا في ظل التلويح بإقامة منطقة عازلة وحظر طيران، مما يعني تشديد الخناق على النظام الذي يعيش منذ أربعة أعوام على المقويات الإيرانية والعراقية والروسية ومافيات السلطة الأخطبوطية، والنظام الإيراني..
حينما يسمح لنفسه بتحدي إرادة السوريين الأحرار فهو إنما يمارس عملية تمني إستراتيجي أكثر من كونها تحديات واقعية! لكون خطوط التغلغل الإيراني في الشرق قد طالت كثيرا وأكثر مما هو مسموح وباتت تفرض على دول المنطقة وأنظمتها التعامل بصيغ وأساليب جديدة لاسيما وإن حجم الدور العسكري والاستخباري واللوجستي الإيراني في العراق قد وصل لمديات غير مسبوقة حتى تحول قادة الحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم الجنرال قاسم سليماني للقادة الحقيقيين للجيش والميليشيات العراقية المقاتلة في حالة التطاحن الأهلي القائمة في العراق..
وتحديات عبد اللهيان تأتي ضمن سياق الابتزاز السياسي والعسكري الإيراني، لكون مسألة سقوط أو عدم سقوط النظام السوري هو أمر سيادي خاص بإرادة الشعب السوري ولا يمكن لأي طرف إقليمي أو حتى دولي منازعة حق السوريين في هذا المجال ثم أن سوريا في نهاية الأمر ليست محافظة إيرانية بل هي دولة عربية رائدة ولايمكن لإيران ابتلاعها وشل قدرات أو التجاوز على إرادات شعبها العربي الأصيل..
الإيرانيون يعيشون في حالة واضحة من الهستيريا والخشية المفرطة من تطورات المستقبل المنظور في ضوء الحرب الكونية القائمة على الإرهاب! وينبغي أن لا نتجاهل حقيقة أن الميليشيات الطائفية التي تجندها وتمولها وتدعمها إيران في العراق هي في حقيقتها منظمات إرهابية حقيقية مارست الإرهاب ميدانيا بشكل فاعل سواء في العراق في مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 كما فعلت حركة فيلق بدر التي يقودها هادي العامري من عمليات اغتيال للعسكريين والطيارين العراقيين في الجيش العراقي السابق أوعمليات الإرهاب الكبرى التي اقترفتها الأحزاب الطائفية المحسوبة على إيران في الشرق الأوسط في ثمانينيات القرن الماضي في الكويت ولبنان والعراق نفسه!! وستتعقد ملفات إدارة الصراع الإقليمي في الشرق كثيرا فيما لو قرر الدول الكبرى اعتبار الجماعات الطائفية المسلحة المدعومة إيرانيا منظمات إرهابية!!
الشعب السوري يتعرض اليوم لمجزرة حقيقية في ضوء الصمت الدولي المفجع وتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في حماية الشعب السوري الذي قطع منذ ما يقارب الأربعة أعوام تذكرة اللاعودة لترحيل النظام السوري نحو حتفه!! والتحدي الإيراني الرسمي لإرادة الشعب السوري يحمل مخاطر تصعيد كبيرة وخطيرة لا يتمناها أحد!