الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل رفض أوباما اقتراح تفاهم مع بوتين؟

هل رفض أوباما اقتراح تفاهم مع بوتين؟

01.06.2014
سركيس نعوم



النهار
السبت 31/5/2014
عن سؤال: ألا تعتقد أن أوروبا وأميركا ارتكبتا خطأ مع بوتين عندما مدَّتا حلف شمال الأطلسي إلى حدود بلاده وقامتا بأمور أخرى؟ أجاب أحد أبرز المسؤولين نفسه في تجمُّع يضم غالبية المنظمات والجمعيات اليهودية الأميركية الفاعلة، قال: "هذا أمر صحيح. كان يستطيع المسؤولون في الإثنتين التعاون والتفاهم مع روسيا وجعلها شريكة لهما من دون أن تخشيا عودتها دولة عظمى أو تحوُّلها دولة أعظم. على كل طرحتُ مرة على "مجلس الأمن القومي" مبادرة أوباما إلى التفاهم مع بوتين أو بالأحرى إلى عقد صفقة معه حول سوريا، فقالوا سندرسه ونعرضه عليه. وبعد أيام قالوا لي لن يمشي الحال. من قال إن بوتين سيدعم الأسد إلى النهاية وخصوصاً أن نظامه قارب الإنهيار في مرحلة ما؟ كنا عملنا كل ما يلزم على هذا الصعيد، وكنا حشرنا إيران. أوباما بدأ يتراجع جدياً في الشرق الأوسط عندما تعاطى مع مصر بالطريقة التي نعرفها كلنا. مشى مع حسني مبارك ثم تخلّى عنه. مشى مع "الإخوان المسلمين" وهو قد يتخلّى عنهم الآن. الأمر نفسه حصل مع السعودية إذ بدأ محادثات مع إيران من دون إبلاغها أو إطلاعها، وموقفه من سوريا بتطوراته المعروفة يدخل ضمن الإطار نفسه. قال سنضرب الأسلحة الكيماوية، ثم تخلّى عن الضربة العسكرية لها ولأهداف أخرى. وحتى الآن لم يسلِّم الأسد كامل كمية الكيماوي (كان سلَّم في حينه أقل من 50 في المئة منها، ثم أكمل حتى صارت الكمية المُسلَّمة 92 في المئة). لكل الأسباب المذكورة أعلاه غضب حلفاؤنا منا (أميركا) ومن أوباما ولا يزالون". علّقتُ: هذه السياسة تدفع حلفاءكم إلى التوجه نحو دول أخرى منافسة لكم إذا لم تكن معادية مثل روسيا والصين. أنظر إلى الجنرال السيسي الذي أعطى إشارة لديبلوماسية مصر فاتجهت إلى موسكو عندما وجدت أن أميركا تعاقبها بوقف المساعدات العسكرية والإقتصادية. علماً أن هناك من يزرع في رأسه فكرة انه ناصر آخر. ناصر "الأصلي" غضب من أميركا وتوجه نحو الإتحاد السوفياتي، وقاد حملة عربية شعبية شاملة ضدها بعد تحوُّله رمزاً للأمة العربية. والسيسي على أي حال يفاوض باسم مصر على صفقة تسلُّح بملياري دولار أميركي قد تموّلها السعودية. ويقال إن الأمير بندر بن سلطان أثار هذا الموضوع مع الرئيس بوتين يوم زاره محاولاً إغراءه باستثمارات تبلغ 14 أو 16 مليار دولار للتخلي عن الأسد ونظامه. طبعاً لم تنجح محاولته، لكن على الأقل حصل تفاهم بين الإثنين، واستناداً إلى معلومات روسية، حول أمر واحد هو تعهُّد السعودية وقف دعم الإرهاب الإسلامي في الشيشان، أو بالأحرى المساعدة في ضربه وكذلك في المناطق المسلمة الأخرى داخل الإتحاد الروسي. سأل أحد أبرز المسؤولين نفسه: "هل يعني ذلك أن السعودية تدعم الإرهابيين الإسلاميين في الشيشان وروسيا عموماً؟.
أجبت: صدقاً لا أعرف. لا أعتقد أنها تفعل ذلك. لكن في أي حال وعد الأمير بندر بن سلطان بمحاربة هؤلاء وبإقناعهم بكل الوسائل كي يتخلوا عن الإرهاب. وأشار إلى أن التخلي عن الأسد يساعد في إنجاز ذلك. سأل: "هل تخلى بندر عن المسؤولية أو أُبعد عنها"؟ أجبتُ: سمعتُ من مصادر جدية مبدئياً أن ملف سوريا أُخذ منه أو هو تخلى عنه، لكنه لا يزال على رأس الإستخبارات السعودية (أعفي من ذلك لاحقاً). وسبب إبعاده عن الملف السوري فشله فيه على ما أعتقد. علّق: "من قال إنه فشل فيه؟ على كل، في السعودية توتُّر من أميركا وقلق من إندفاعها نحو إيران ومن تفاهمها المرتقب معها على الموضوع النووي. والتوتر والقلق هذان موجودان في الخليج كله. في السعودية مشكلة خلافة وهي ستبقى قائمة ما استمر الملك عبدالله على قيد الحياة. الأمير محمد بن نايف ترك انطباعاً جيداً في أميركا في اثناء زيارته الأخيرة لها". علَّقتُ: سمعتُ من آخرين في واشنطن أن الإنطباع الذي تركه عند من اجتمع معهم عادي. ردّ: "الإنطباعان ممكنان تبعاً للأشخاص الذين التقى وللموضوعات التي ناقش. على كل، معلوماتنا أن صحة ولي العهد ليست جيدة وأن المنطقة كلها تعيش حالاً من الخوف. في سوريا أخشى تقسيماً واقعياً وربما لاحقاً دولة علوية، أي تقسيم إذا "ظبَّطت" إيران أمورها".
هل تعتقد أن إيران وأميركا ستتوصلان إلى تفاهم؟ سألتُ.