الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل ستبقى ابواب جنيف 2 مغلقة؟

هل ستبقى ابواب جنيف 2 مغلقة؟

12.10.2013
رأي القدس
رأي القدس


القدس العربي
10/10/2013
تشترط الولايات المتحدة على ايران اعلان تأييدها بيان مؤتمر جنيف الذي قدم خريطة حل دبلوماسي للصراع، تنص على وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة في سورية وتختارها الحكومة السورية والمعارضة. ومنذ لحظة صدور البيان في 30 حزيران (يونيو) 2012، كان هناك تفسيران له، ففي حين اعتبرت واشنطن ان تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة يعني تنحي الرئيس بشار الاسد، رأت موسكو ان هذا الموضوع يقرره الحوار بين السوريين.
وتصاعد الجدل بعد ذلك حول امكانية تنحي الاسد، وكان هناك اقتراح نقله المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي في كانون الاول (ديسمبر) 2012 بعد اجتماعات روسية ـ امريكية لاقناع الاسد بقبول مبدأ حكومة ذات صلاحيات كاملة، سارع الاسد لرفضها، ومنذ ذلك الحين لم تشهد الازمة السورية اي مسعى لتحريك الحل السياسي.
ومنذ بداية هذا العام، كان الاحتكام للقتال على الارض والتطورات الميدانية، التي عاد الاسد فحسمها في معركة القصير واعاد ميزان القوى لمصلحته، وهو ما قاد الى اتفاق السابع من ايار (مايو) 2013 في موسكو بين الولايات المتحدة وروسيا باقتراح العودة الى جنيف، والذي فسر على ان الولايات المتحدة يمكن ان تقبل ببقاء الاسد حتى نهاية ولايته شرط تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، وان يكون متعاونا بالتوصل للحل السياسي.
عندما عقدت اول جلسة تحضيرية في جنيف، حملت موسكو شروط الاسد، واهمها انه لن يتخلى عن صلاحياته العسكرية والامنية التي نص عليها الدستور، فاذا بقي ستبقى الصلاحيات، مما يعني بالنسبة للمعارضة والدول الداعمة لها ان اي حل في جنيف 2 سيكون تحت رحمة صلاحياته العسكرية والامنية، وهذا لن يغير شيئا في الازمة، وبالنسبة للاسد فجنيف 2 اما ان يعقد بشروطه أو لا يعقد، حيث يفرض ان يكون وفد النظام ممثلا للحكومة الحالية، وان تكون هناك مشاركة للمعارضة الداخلية المدجنة.
ويبدو ان الاتفاق الامريكي ـ الروسي الذي حصل لمعالجة ترسانة السلاح الكيميائي والاعتماد على النظام للتخلص منه وتدميره يشكل مدخلا الى مؤتمر جنيف الثاني، مما يعني ان انعقاده لن يتم الا اذا تم الاتفاق مسبقا على تعديل جنيف 1 او اعتماد تفسير موحد له، يجعل من شروط الحل السياسي اقرب للصيغة التي طرحها الاسد اكثر من مرة. وما يساعد روسيا والاسد وايران على التمسك بمثل هذا التوجه، ان اوضاع المعارضة لا تشجع اصدقاءها الدوليين والعرب على الالحاح لتلبية شروطها، وذلك لعجزها عن بلورة بديل للنظام.
للاسف يبدو ان الرهان اليوم لدى دول الغرب يعتمد على طهران ودمشق، حيث تأمل ان يدرك النظام السوري ان صيغته لا تشكل حلا حقيقيا على المدى الطويل، وان يدرك ايضا انه لا يمكن تجاوز الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها طوال الثلاثين شهرا الماضية، وبالتالي ان يقدم تنازلات جوهرية تستطيع امريكا والدول الغربية ان تجمع المعارضة وتضغط عليها للمشاركة بجنيف 2 على اساسها، اما طهران فيأمل الغرب ان يدفعها التقارب معه والاستعداد لقبول مشاركتها بجنيف 2 الى ان تكون اكثر عقلانية وتخفف من دعمها لمواقف نظام الاسد المتشددة.
الوصول لصيغة وسط تفتح ابواب جنيف تتطلب جهودا مكثفة وافكارا خلاقة، والا ستبقى مقفلة، وطريقها لا بد سيشهد تصعيدا وجولة قتالية عنيفة جديدة يلجأ لها الطرفان لتحسين مواقفهما.