الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل ستتحول سوريا إلى ‘وادي الذئاب’ بعد حكم الأسد؟

هل ستتحول سوريا إلى ‘وادي الذئاب’ بعد حكم الأسد؟

24.12.2013
محمد عالم



القدس العربي
23/12/2013
لعل الحديث عن سوريا ما بعد الأسد لا يزال مبكراً قليلاَ، ولكن في ظل وجود أطراف داخلية وخارجية عديدة محسوبة على الثورة واتهامها المتكرر بالتبعية لسياسات دول مختلفة وبالعمل لمصالح شخصية، وفي ظل ما يجري على الأرض من اتهامات لبعض قادة الكتائب بالعمل لصالح الثروة وإعمار الجيوب، وفي ظل ما جرى من انشقاقات عن النظام لا يزال البعض يشكك في مصداقيتها وولائها للثورة، كان هذا السؤال المبكر: هل ستتحول سوريا إلى وادي الذئاب بعد الإطاحة بالأسد؟
إن معرفة الإجابة على هذا السؤال وأرجحية احتمال نشوء مجلس ذئاب يحوي على كل هؤلاء من العاملين لمصالحهم على حساب مصلحة الوطن، مستفيدين ربما مما ستشهده سوريا الثورة من اضطرابات ما بعد ولادة الحرية، تكمن في طرح عدة أسئلة ذات صلة..وإجاباتها هي برسم النزيهين من كتائب الجيش الحر قادة وثوار وبرسم الشعب السوري فقط، ومن هذه الأسئلة:
هل ستكون الأولوية بعد إسقاط النظام في ملاحقة ومحاكمة من ثبت أنه تورط في خيانة الثورة وتسبب بتعثر جوادها؟
هل سيتجسد الوعي الشعبي كاملا بلفظ أي ترشح للأطراف السياسية من هؤلاء لسدة السلطة وإبعاد الأطراف العسكرية منهم عن أية مناصب في الجيش؟
هل سيتم غض الطرف عن هؤلاء أو البعض منهم لاحقاً تذرعاً بوجود أولويات أخرى كثيرة؟
هل ستُمني سوريا النفس بظهور (مراد علم دار) سوري لاحقاً يتولى القضاء على مجلس الذئاب؟ وبناء عليه، هل سنشهد حلقات كثيرة لمسلسل وادي الذئاب السوري التي قد لا تنتهي أجزاؤه أبداً؟
هل سيقوم السوريون بإعادة منح الثقة لبعض هؤلاء أملا في إنصلاح حالهم وقبول توبتهم المشفوعة بتبريراتهم؟
هل سيتابع السوريون إساءة الظن بمن كان يُشكَّك في ولائهم ومصداقيتهم من المنشقين عن النظام، عملا بما يقال: إن إساءة الظن عصمة ومنجاة؟
وأخيراً وليس آخراً، هل سنشهد دعماً والتفافا شعبيا كاملا حول قيادة وطنية منتخبة نزيهة ونظيفة، وحول الكتائب الثورية التي أثبتت إخلاصها وتفانيها للثورة السورية لتشكيل حلقة وطنية نارية تلهب ظهور الذئاب الجائعة من ‘فلول’ الثورة قبل فلول النظام؟
إن الأمل في جواد الثورة السورية وفارسه السوري ينصّب في متابعة العدو إلى ما بعد خط نهاية الثورة، فهناك مضمار آخر للجري فيه لا يقل أهمية عن مضمار الثورة..ألا وهو مضمار إعادة الأمن والاستقرار قبل إعادة البناء والإعمار. وعلى هذا، وجب هنا طرح هذه الأسئلة والتذكير مرة أخرى خشية تواجد حالة تأنيث رقيقة ساكنة بعد الثورة تطيح بالفعل والفاعل!
أكاديمي وكاتب سوري