الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل سقطت حمص ... وإلى متى ؟

هل سقطت حمص ... وإلى متى ؟

20.05.2014
د. خالد ممدوح العزّي


الشرق القطرية
الاثنين 19/5/2014
لك الله وحده يا حمص العدية، يا مدينة خالد بن الوليد رضي الله عنه - ولم يرض الشيعة والباطنية قديماً وحديثاً عنه – ففجروا قبره وضريحه الكائن في المسجد المسمى باسمه ظناً منهم أنه لم يسلم حقيقة وإنما أسلم تقية، لأنهم يعرفون التقية كمعتقد لهم... ولذلك يكرهونه ولا يتسمون باسمه البتة، فلا تعجب أن تبكي وتنتحب حمص عليه وعلى نفسها داعية أهل الأرض والسماء أن يبكوا على أطلالها التي خلفها اللانظام الجهنمي بلقعاً بعد أن كانت عامرة بخالد وبديك الجن وبمصطفى السباعي في القرن الحديث الماضي، من يدري أن الثوار الأحرار الذين أحكموا قبضتهم عليها وخلصوها من ظلم وقهر اللانظام أكثر من سنتين يضطرون أن يخرجوا منها بعد الهولوكوست الأسدي الصهيوني الذي أحرق بطغيانه الأخضر واليابس وغدت حمص القديمة مثل بابا عمرو في الدمار على مشاهد تذكرك تماماً بالحربين العالمية الأولى والثانية، نعم أخذ الثوار بفتوى الضرورة التي تحافظ على أنفسهم عساهم يعيدون الكرة بعد أن أخرجوا إلى ريف المدينة بناء على الاتفاق الذي جرى مع اللانظام على مغادرتهم بأسلحتهم الخفيفة مقابل الإفراج عن رهائن فيهم إيرانيون وقائد روسي رفيع المستوى، وقد جرى ذلك بناء على اتفاق رتبته الأمم المتحدة وقام أشخاص من منسوبيها يرافقون الثوار في طريقهم إلى الدار الكبيرة في الريف الحمصي وكان من بنود الاتفاق كذلك فتح ممر آمن يسمح به الثوار لإيصال المساعدات الغذائية إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب وهكذا جاءت المسرحية الملهاة المأساة بعد أن فقد الحمصيون والثوار المؤازرون كل نصير وحوصرت المدينة من قبل طغاة لا يضعون رؤوسهم في قلوبهم وكيف ذلك وهم أشقياء قد نزعت منهم الرحمة أصلاً حتى في حال السلم ومرحلة الثورة اللاعنفية منذ البداية فكيف والحرب في اللهب الأخضر من اشتعالها، إن صبر واصطبار الإخوة الحماصنة سوف لن ينساه التاريخ المعاصر الذي سجل بطولاتهم الأسطورية وغلبتهم لمعسكر الفساد والاستبداد رغم عتاده الهائل وأعوانه الكبار والصغار بالسلاح والمال والرجال في كل الأحوال إنها مدينة سيف الله خالد بن الوليد التي هي الحجة الحقيقية في الثورة وبعدها وإنها الأيقونة الفريدة التي لم تخف إلا من الله بصمودها وإرادتها الحديدية، وما تدري لعل الميزان ينقلب ويعود الثوار مرة أخرى ماسحين عنها دموع الأسى الفياضة فالحرب كر وفر وصاحب العزيمة هو الأقوى وإن بدا ضعيفاً أمام الطاغية المذعور وإن بدا قوياً، والذي يجب أن يلفت النظر هو حجم الدمار الكارثي في المدينة حيث عاد بعض الأهالي إلى دورهم عساهم يجدون ما يمكن أن يكون بعض مأوى لهم فإذا بها يباب مبعثرة الأحجار لا يمكن أن تصلح لأي إيواء حتى قالوا: والله لو كان اليهود يحاربوننا لما رأينا مثل هذا الدمار وهذا الحقد الأسود من العصابة الأسدية وداعمها وهكذا بدت حمص مدينة أشباح ليس فيها إلا بقية الركام أثراً بعد عين فيبكي الحجر وبقية الشجر حزناً على فراق أكثر من ألفين من المقاتلين الثوار وبعض المدنيين الذين غادروها، لكن تلفزيون المنار اللبناني الشيعي التابع لما يسمى حزب الله أي إيران أذاع الخبر بأن بشار وحلفاءه أتموا سقوط حمص لمد خط حدود إيران إلى البحر المتوسط عن طريق حمص، مما يكشف نيات ملالي طهران تجاه سورية ولبنان والبلاد العربية خصوصا الخليج الذي يسمونه فارسياً لا عربياً، وهكذا تأخذ نشوة النصر هؤلاء الشعوبيين الطائفيين الحاقدين ولكأنما قد حررت القدس في فلسطين! نعم إنهم يفرحون ويرقصون سيما أن انتخابات بشار اللا شرعي القاتل على الأبواب وستغدو حمص خالية من الثوار وسيدفع من فيها دفعاً للتصويت له أما العلويون القلة فيها فأصواتهم مضمونة للجراح الجزار، وهذا الابتزاز الرخيص مما يثير السخرية والاشمئزاز، ولكن لا تعجب إذا ذهب الحياء وغابت المروءة وإن فاقد الشيء لا يعطيه، لكم الله أيها الحماصنة الأشداء من بقي في المدينة ومئات الآلاف الذين نزحوا داخل سوية وخارجها، وحتى لا أنسى فيجب أن يعرف القارئ ما هو سوق السنّة في حمص حالياً إنه سوق النهب لكل مابقي في بيوت الحماصنة مما ثقل وخف، وبيعه فيما يسموه سوق السنة! هكذا بكل وقاحة طائفية وحقد أعمى موروث من تربية مدرسة عبدالله بن سبأ اليهودي الخبيث، فليفرح في قبره ولترقص إسرائيل فرحاً وهي ترى عبدها الأسدي ينفذ لليهود كل ما يطلبون ليبقى في السلطة والديكتاتورية ما شاء ومما يساعد على هذا التحليل ما قرأناه في الحدث اللبناني 10 مايو مساء من أن السفير الأمريكي في لبنان ديفيد هيل قال: إن ما جرى في حمص يحسم نصر الأسد المتفوق جوياً على المسلحين ليسقط مشروع الحرب الداخلية رغم بقاء المواجهات المحدودة في مناطق مهمة من سورية ولكنها لا تهم كثيراً طالما يمسك الأسد ببطن وصدر سورية ويقدر أن يتعايش مع الأطراف زمناً طويلاً، إن هذا السفير الشامت بوضع الثوار ما هو ودولته إلا المؤثرون الحقيقيون ضد الثورة والحرية بمنعهم العون كما وعدوا بأي سلاح نوعي لتتغير المعادلة على الأرض كما جرى في أفغانستان سابقاً تحقيقاً لهدف اليهود في إبقاء بشار رئيساً لمصلحتهم أما الثوار فهم ضدهم ولابد لمن كان ضد اليهود أن يكون الأحق والأبقى.