الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل سيعود الأشقاء إلى بلادهم ؟!

هل سيعود الأشقاء إلى بلادهم ؟!

24.03.2014
سميح المعايطة


الرأي الاردنية
الاحد 23/3/2014
احدى سمات الاردنيين الايجابية ان شكواهم او تذمرهم من الاعباء التي يتحملها الاردن وشعبه نتيجة الهجرات المتتابعة لا تتحول الى أي موقف سلبي من أي اردني تجاه أي شقيق .
الازمة السورية وتدفق مئات الآلاف من الاشقاء السوريين الى الاردن وضع على الاردنيين اعباء معيشية واقتصادية ملموسة في قطاع العمل او السكن واجوره وتوفره والمدارس ... ، كما وضع على الدولة أعباءا كبيرة في مجالات عديدة ، لكن شكوى الاردنيين لم يرافقها أي فعل سلبي ، فالاشقاء بين اخوانهم ويلقون كل تكريم ودعم وتعامل كريم ، وهذه سمة كريمة من سمات الاردنيين في كل الازمات والهجرات التي حملت الاردن اثمانا لاحتلال في أكثر من دولة ، وحروب اهلية او فوضى أمنية هنا أو هناك .
في مجالس الاردنيين سؤال :- هل يمكن أن نشهد عودة من الاشقاء السوريين لبلادهم فيما لو تحسنت الامور نسبيا في الشقيقة سوريا ، وهو سؤال ناتج عن مخاوف صنعتها تجارب اخرى ، حيث الخشية من ان يستقر في الاردن مئات الآلاف الذين يجدون الخدمات والسكن والآمان ، والحديث ربما أكثر من استمرار المخيمات وهل ستتحول الى مدن وتتطور فيها الخدمات والتجارة ، بل تزول الحواجز التدريجية بينها وبين المدن ، فالزعتري اليوم فيه حوالي (130) ألف ساكن ، وهم أكثر عددا من سكان المفرق ، وفي الزعتري حوالي (1000) محل تجاري وكل الخدمات ، ومع مرور مزيد من السنوات فقد يتم السماح بالبناء ليتحول الى مدينة فيها كل الخدمات .
في مجالس الاردنيين قناعة بأنه حتى لو عادت الامور نسبيا الى الهدوء فا اعداد كبيرة لن تعود ، وهي اعداد ربما لا تملك الجهات المعنية معلومات تفصيلية عنها ، لأنها دخلت الاردن بوثائق فيها نسبة عالية من التزوير بحكم الفوضى هناك ، ونسبة كبيرة ممن دخلوا موجودين في المدن او تسللوا من المخيم الى المدن هروبا مدفوع الاجر او مجانا .
من المؤكد ان أي شخص يحب العودة الى وطنه وبلده ، لكن خشية الناس ان طول مدة سنوات الازمة وتحول الوضع الحالي الى حالة استقرار سيجعل نسبة كبيرة تبقى في الاردن بكل ما يعنيه هذا من اثمان واثار ومطالبات مستقبلية .
نعلم جيدا ان حل الازمة ليس بأيدينا ، لكننا نسمع حتى من اوساط سورية معارضة عن تفكير باقامة مخيمات داخل الاراضي السورية وان تتكفل المنظمات الدولية بتقديم متطلبات الحياة للاشقاء لكن داخل سوريا ، وان تكون العودة في نهاية المطاف اجبارية ، ونتحدث هنا عن معالجة انسانية وليس عن فعل عسكري تحت أي مسمى ، وهذا قد يكون حلا يجنبنا مخاطر سياسية وأمنية نتيجة استمرارالتدفق لاشخاص وجهات تشكل خطرا سياسيا وأمنيا وبوثائق مزورة ، وقد يكون هؤلاء ليسوا سوريين وليسوا لاجئين .
ونعلم ايضا ان هناك عودة اختيارية من فئات من الاشقاء الى بلادهم فنتمنى على الجهات المعنية ان تقوم باعلان الارقام للاردنيين فهذا قد يشكل نوعا من الارتياح ، لان ما يسمعه الناس فقط هي ارقام الداخلين كل يوم .