الرئيسة \  مشاركات  \  هل صحيح أن الإسلام فاشي ؟

هل صحيح أن الإسلام فاشي ؟

14.05.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
ما ان وضعت بعض دول الخليج العربي من بينها المملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال وستبقى كهفا للمظلومين من المسلمين من بقاع العالم ، الاخوان المسلمين وغيرهم مثل تلك المنظمة التي تطلق على نفسها / دولة الشام والعراق الاسلامية – المعروف اختصارا بـ داعش/ ضمن لائحة الارهاب الا وانبرت أقلام تندد بالاسلام وبالحركات الاسلامية وتصف الاسلام بما لا يليق له . فلم يعرف العالم القديم مثل اوروبا وافريقيا وآسيا والعالم الجديد مثل الامريكتين دينا اكثر انفتاحا وتسامحا مثل الاسلام كما لم يعرف العالم أرحم فاتحا وأشد كراهية للتمييز  العنصري مثل المسلمين . أما ما يتعلق بأن المسلمين فاشيون والاسلام بانه فاشي فهو بعيد كل البعد عن آراء الكثير من المطلعين على الاسلام كما ان القليل من المعادين لهذا الدين من الاوروبيين من وصفوا الاسلام بالفاشية ، فالذين يكنون الكراهية للاسلام والمسلمين  ويصفونهم بابشع الصفات لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين . وقد هيأ الله تعالى للمعادين للاسلام من ينافح عن هذا الدين من غير المسلمين ، أما من يعاديه ويصفه بالفاشية من الذين يحملون أسماءا اسلامية  فهم قلة قليلة ارادوا ان يبرزوا أنفسهم بالمجتمعات الاوروبية على أنهم متسامحون يتحلون بحرية الرأي ويدافعون عن هذه الحرية بكل ما لديهم من قوة معنوية يستمدونها من  منظمات اوروبية هدفها الاول والاخير اعطاء العداء للاسلام قوة وحيوية ويجعلون من اولئك المعادين للاسلام الذين يحملون اسماءا اسلامية أبطالا ، وضع الكاتب البريطاني / من اصل هندي / سلمان رشدي كتابه / الآيات الشيطانية / فانبرى من الغربيين من ينتقده ويبين افتراءاته حتى اصبح سلمان رشدي والبنغالية تسليمه نسرين ثم الصومالية / التي كانت تحمل جنسية هولندية سحبت منها / ايان هيرسي علي التي ساعدت المخرج الهولندي تيو فان جوخ على إخراج فيلم / فتنة / المسيء للاسلام   تعيش حاليا في نيويورك  كلهم اصبحوا في قمامة التاريخ ، ثم جاء في المانيا / المصري / حامد عبد الصمد  الذي يزعم بأن أباه إمام مسجد في مصر  وهو  ايضا كان إماما  ، فوضع قبل سنوات كتابا يؤكد فيه ارتداده عن الدين الاسلامي تحت / وداعي من السماء / ولأنه مصري يحمل اسما اسلاميا فقد جعله القوم خبيرا للشئون الاسلامية مثل اللبناني رولف غضبان  الذي قام بتغيير اسمه من رياض الى رولف الذي زعم بأن السلفيين السعوديين ومعهم آل سعود متعصبون يرون بالديموقراطية وحرية الراي كفر وضلالة كاد ان يصبح وبضربة معلم خبيرا بالشئون الاسلامية فانبرى من يدافع عن الاسلام والحركات الاسلامية فحشره واولذك الذين قاموا بدعمه بزاوية مجهولة .
وقد وضع حامد عبد الصمد مؤخرا كتابا يصف الاسلام بالفاشية والحركات الاسلامية حركات عنصرية شبيهة الى حد كبير بالنازية الالمانية وذهب الزهو بنفسه كل البعد عندما أعلن بأن مؤسس الاخوان المسلمين  حسن البنا كان قد قرأ كتب النازيين ومن بينهم كتاب / كفاحي / لزعيم النازية ادولف هتلر ولذلك ساعد النازيين على معاداة الكيان الصهيوني . واعتبر عبد الصمد  الذي انضم الى منظمة / المجلس الاعلى للمسلمين السابقين / وجل عناصر هذا المجلس  من الايرانيين ويمثل عبد الصمد المجلس المذكور بمؤتمر الحوار الاسلامي الذي تنظمه وزارة الداخلية  مرتين او ثلاث في العام ،  بندوة عقدت بالعاصمة برلين يوم أمس الاحد 11 أيار/ مايو  ، ان وضع السعودية الاخوان بلائحة الارهاب لا يعتبر كافيا فعلى الاوروبيين ضم من أطلق عليهم بـ /الوهابيين / ضمن لائحة الارهاب الموجود عليها القاعدة وغيرهم فالاخوان والوهايين وجهان لوجه توأمان لا يستطيع احد الفصل بينهما ، مشيرا بأنه اذا ما أرادت دول الخليج واوروبا العيش بسلام السعي بكل قوة ان يصبح الاسلام ببلادهم دينا كنسيا لا علاقة بالسياسة والرئاسة تحت شعار / اعط لقيصر ما  لقيصر وما لله لله /. ويبارك عبد الصمد بانقلاب العسكر على محمد مرسي مشيرا انه لولا هذا الانقلاب لانتشرت الفاشية الاسلامية بجميع الدول الاسلامية ولتم تحرير بيت المقدس بعد تحرير دمشق من نظام اسد فان التاريخ اثبت بأنه لولا لم يسترد الملك العادل نور الدين الشهيد مصر من الفاطميين لما تم لصلاح الدين الايوبي رحمهم الله تعالى استرداد بيت المقدس من الصليبيين .
ولا تعتبر مخاوف عبد الصمد  من استرداد المسلمين بيت المقدس بجديدة فقد أكد على ذلك وزير الخارجية الالماني السابق جويدو فيسترفيليه الذي أعرب عن مخاوفه من مغبة تحرير الاسلاميين دمشق من نظام اسد اذ ان هدفهم الثاتي القدس .
ويؤكد خبير شئون الاسلام والحركات الاسلامية ميشائيل لودرز ان ادعاءات عبد الصمد غير صحيحة فالاسلام يخلو من الفاشية والدليل على ذلك ما يقوله القرآن الكريم بأن الاكرم عند الله التقي ، ليس لفضل عربي على أعجمي الا بالتقوى وقد حكم غير العرب العالم الاسلامي وانقذوه من برائن الصليبيين والتتار وغيرهم ، والحقد على الاخوان المسلمين لا يعتبر بجديد دأب جمال عبد الناصر تعذيب الاخوان وزج بهم بالسجون وقتل بعض قادتهم وخرجوا بعد ذلك منتصرين .
 وينتقد أحد المطلعين على الاسلام الغرب باحتوائه ودعمه لأمثال المصري عبد الصمد والسوري بسام طيبي الذي غادر المانيا الى نيويرك سخطا لأن الالمان لم يعودوا يهتمون به مؤكدة ان الغرب يستغلون دائما ذوي النفوس الضعيفة ، استغلوا الشيخ أسامة بن لادن لحبه الجهاد وتحرير افغانستان وقاموا بدعم القاعدة ماليا ومعنويا فلما يأسوا من تسييسه وتسييس القاعدة لصالحهم قاموا بتصفيه والتضييق على القاعدة وغيرها وسوف ينتهي الامر بالمعادين للاسلام لنتائج ربما تقودهم الى الانتحار .
ولا أحد يستطيع القول بأن السعودية تكره الاخوان  فهي صحيح قد وضعت التنظيم ضمن لائجة الارهاب الا ان ذلك لا يعني شملهم أجمع ، استقبل مؤسس المملكة العربية السعودية المعفور له الملك عبد  العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حسن البنا وبذل الملك فيصل رحمه الله تعالى جميع جهوده المعنوية والسياسية وغيرها لانقاذ سيد قطب من حبل المشنقة وفتحت حكومة تلك الدولة ابوابها للمضطهدين منهم وقد فهم الناس موقف السعودية خطئا واستغل ذلك المعادون للاسلام من الذين يحملون اسماءا اسلامية قرار السعودية ليزيدوا النار اشتعالا بوضعهم الزيت عليها . لقد زعم أخ لعبد الصمد  باتصال هاتفي ان أخاه قد اختفى بالقاهرة خلال زيارة له الى القاهرة قبيل انقلاب العسكر على محمد مرسي ، وضج وزير الخارجية السابق جويدو فيسترفيليه وطالب باطلاق سراحه واذا به يخرج من بيت ابيه ويقول باتصال هاتفي انه بخير ، وأكدت دائرة المخابرات الالمانية الخارجية وقتها بأن عبد الصمد لم يختفي ولم يتعرض للاختطاف والرجل يعيش بين أهله وهو مستاء لان الغرب وفي مقدمته برلين لم يعد يهتم بأمره .
ولا يعتبر وصف الاسلام بالفشية بجديدة ، فقد وصفه الرئيس الامريكي السابق / الابن  السيء الصيت / جورج بوش  بالفاشية إثر حوادث 11 ايلول/سبتمبر عام 2011  وساهمت الكنيبسة الامريكية ومنظمات امريكية مسيحية متعصبة ينتمي بوش اليها بإثارة العالم المسيحي على الاسلام وحثت بحرب صليبية جديدة قادت الغرب الى التدخل العسكري بافغانستان وكانت وراء اقناع الادارة الامريكية باحتلال العراق تحت شعار / الحرب بين الصالح والشرير / وتحت شعار الحرب من اجل الديموقراطية والحرية / . واتهام الاسلام بالفاشية لا يتعتبر بجديد ايضا فهو منقول عن المفكر الامريكي صومئيل هونيغتون صاحب كتاب / حرب الثقافات / والبريطاني بيرنارد  لويس صاحب المؤلفات الكثيرة   عن  الاسلام والمسلمين ولا سيما كتابه / افول الاسلام والعرب / وأطروحته حول / اسباب غضب المسلمين العرب على الغرب / فجل كتبه تتهم الاسلام بالفاشية ، على حد رأي كاتب هذه السطور خلال الندوة المشار اليها .  .
والاسلام دين حيوي يتجدد باستمرار وهو ما يؤكده جميع خبراء الحركات الاسلامية من الغرب والشرق على سواء وعلى أحد يستطيع جعله دينا كنسيا .
ونصحني أحدهم بعدم مجادلة سوري ومصري ولبناني فهم بزعمون انهم  جهابذة بالعلم والمعرفة  ، ولا غرابة في ذلك فقد قال الشافعي رحمه الله / ما جادلت عالما الا وغلبته وما جادلني جاهلا الا وغلبني / .
ولم يقتني احد كتاب عبد الصمد خلال ندوة الحوار ، اذ احضر معه حاوية لكتابه الجديد أملا ببيعها وعاد الى  منزله كخفي حنين .