الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل فقد النظام السوري صوابه؟!

هل فقد النظام السوري صوابه؟!

26.08.2013
د. صالح الدباني

القدس العربي
الاثنين 26/8/2013
لم يغير النظام الســــوري بعد انهـــــار الدماء لهجـــــته فمن البراميل الجوية الحارقة والصواريخ البالستية ارض ارض مرورا بالارض المحروقة وليس وصولا الى استخدام السلاح الكيماوي المحرم في كل الشرائع الدولية.
نظام الأسد جنَّ على ما خسر في الآونة الاخيرة من مناطق استراتيجية مهمة مثل مطار منغ العسكري الاستراتيجي في حلب وبعض المناطق المتاخمة لمسقط رأس النظام في القرداحة وفي قلب دمشق. ولم يعد النظام السوري المدعوم من آلاف المقاتلين من حزب الله ولواء العباس العراقي، بالاضافة إلى المقاتلين من الحوثيين اليمنيين تحت اشراف الخبراء الايرانيين مع الضخ الدائم المنقطع النظير من مصانع الاسلحة الروسية بالمال الايراني، كل هذا يُصب على روؤس الشعب السوري على مدى ايام وليال وطوال الشهر الحرام، ناهيك عما سبقه على مدى العامين ونيف.

الشعب السوري الذي هرب من مدنه وقراه بعد أن دمرتها اسلحة النظام الاسدي وجعلت منها جبالاً من بقايا ابنية لم يسلم في مناطق لجوئه فطالته راجمات الصواريخ ومدافع الهون، بالاضافة للحوامات والطائرات الحربية التي تطلق صواريخها في كل مكان لتحصد منهم ما تيسر لها، فيما أخرون ينتظرون مصير من سبقوهم.
لم تعد الطائرات ولا الصواريخ ترعب احدا بعد أن اصبح الموت جزءا من حياتهم، حيث اصبح السير إلى المقابر عملا روتينياً اعتاد عليه الجميع، فلم يعد احد يعزي الاخر لان كلا في مصيبته غارقٌ، والمحزن المؤسف في آنٍ هو وهن الحكام العرب ودعمهم الشعب السوري ومقاومته على إستحياء بعد أن صنفوا الثوار إلى فرقٍ متفاوتة في التسميات ومختلفةٌ في الدعمِ وأن كان على خجلٍ، لتكون حُجةً للغرب على ثورة الشعب السوري لصالحها والتغني بوجود الارهاب في صفوف المقاتلين ضد النظام الفاشي.
ونسيوا أن النظام السوري هو صانع الارهاب بامتياز ومصدّره الى دول الجوار، والامثلة ما زالت حية وهم يعلمون ذلك فمن قتل الشهيد رفيق الحريري والقيادي جورج حاوي ومن مثلهم الالاف الذين قضى عليهم النظام الاسدي، لكن المجتمع الدولي منظومة ذو وجهين وأكذوبة كبيرة عندما يأتي الحديث عن العرب أو المسلمين أو يتعلق الامر بهم الذين هم من الاساس لا يرغبون وليست لهم مصداقية، وهنا يُنصب الميزان على غير عادته وتوضع الاثقال في غير محلّها وتوزن الاشياء كما يحبون لا كما يجب أن يكون وتدعيه الضرورة، وما دام طرفا الصراع مسلمين والقتلى لا تتعداهم فلا بأس بالتأني حتى تظهر الصورة من المنتصر او يهدأ بعضهم بعضا لا يهم من يقتل وكم يُقتل وماهو صنفهم صغاراً كباراً او مختلطين، المهم أن الكيان الصهيوني مصان لقربه من الاحداث وعدم رضاه على التدخل الخارجي حتى يُهلك من هلك ويُنهك من يونهك، فهناك رجال حزب الله يقتلون ويُقتلون، بالاضافة إلا المجموعات الاسلامية التي يدّعون فلا بأس إذا ما جزر بعضهم بعضا وهذ حلم يتحقق على صعيد الواقع وبلدة القصير ومدينة حمص دلائل حية وتصبح بعد ذلك سورية دويلات فاشلة تتقاتل في ما بينها لعقودٍ اتية.