الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل كسب بشار معركة الباطل؟

هل كسب بشار معركة الباطل؟

13.11.2013
خلف الحربي


عكاظ
الثلاثاء 12/11/2013
تبدو المعارضة السورية وكأنها تتخذ موقفا متصلبا حين ترفض أي وجود لبشار الأسد في مستقبل سورية، لماذا قامت الثورة السورية أصلا إذا كان هذا الجزار يمكن أن يبقى في الحكم ، ولأي سبب مات عشرات الآلاف من الأبرياء وتشرد ملايين السوريين وتحولت المدن السورية إلى خرائب؟، وهل يمكن أن تكون عملية تسليم الأسلحة الكيماوية ثمنا مناسبا لضياع دولة عربية والفتك بشعب كامل لم يرتكب ذنبا سوى المطالبة بحريته وكرامته فترك وحيدا في مواجهة نظام مجرم لم يتردد في ارتكاب المجازر تلو المجازر وأمام أنظار العالم أجمع؟! .
يروق لبعض المحللين أن يفسر هذا الوضع الدولي الظالم الذي يواجهه الشعب السوري بأنه اضطراري لمواجهة التنظيمات الجهادية المسلحة التي دخلت سورية من كل مكان ويتناسى هؤلاء أن وجود هذه التنظيمات كان بتشجيع وتدبير بشار نفسه. فمنذ الأيام الأولى للثورة السورية التي كانت سلمية إلى أبعد مدى ونظام بشار يتحدث عن مواجهة تنظيمات إرهابية مسلحة، وهاهو اليوم ينجح في تحويل كذبته الشريرة إلى واقع ويضع الشعب السوري أمام خيارين قاتلين: إما هو أو التنظيمات الإرهابية ؟ .
بشار اليوم هو خيار المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب!.. هل ثمة فكرة إرهابية أشد ظلاما من هذه، لقد تخلص المجتمع الدولي من الأخلاق مثلما يتخلص من ملابسه الثقيلة وأصبح يسير عاريا بجوار قصر الديكتاتور كي يجد وسيلة لحمايته من معارضيه، واليوم بعد أن نجح الشعب السوري في فرض كلمته على الأرض رغم كل الدعم المهول الذي قدمته إيران وروسيا لبشار تظهر الأفكار المريضة التي تحاول تسويق بشار كخيار لا بد منه من أجل مواجهة الإرهاب. ضاعت معركة الحق في غبار معركة الباطل والحروب في عالمنا اليوم مجرد فكرة يتم حشوها بالبارود دون أي اعتبار للجوانب الأخلاقية والمبدئية للحرب، لذلك فإن من واجب كل من يناصر قضية الشعب السوري أن يقف أولا ضد هذه الفكرة الشريرة قبل مواجهة الديكتاتور وحلفائه .
مكان بشار الحقيقي هو محكمة الجنايات الدولية وليس طاولة المفاوضات في جنيف 2، و ظهور داعش وأخواتها وما صاحب ذلك من صراعات طائفية هو أمر ما كان له أن يكون لو لم يرتكب بشار وأنصاره في حزب الله هذه المجازر البشعة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من السوريين وعجز المجتمع الدولي عن مواجهة بشار أو حتى إدانته لا يبرر تحول هذا العجز إلى دعم له. فالشعب السوري الشقيق الذي لم يعد يأمل خيرا في المجتمع الدولي لا ينقصه هذا الاتجاه الدولي الذي يمنح بشار الشرعية التي فقدها منذ اللحظة الأولى التي أطلق فيها شبيحته الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين .
باختصار اليوم لا يستطيع جيش بشار ولا إيران ولا حزب الله ولا روسيا مواصلة احتلال سورية رغما عن شعبها، والتعايش مع فكرة بقائه هو فكرة إرهابية بحد ذاتها، والضغوط التي تتعرض لها المعارضة السورية من أجل القبول بوجوده كطرف في المفاوضات ليس أكثر من برميل متفجر يلقى على الشعب السوري لتدمير كل ما حققته الثورة السورية وحرق كل تضحياتها.