الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل لتقاعس الأمم المتحــدة في سورية ما يبرره؟

هل لتقاعس الأمم المتحــدة في سورية ما يبرره؟

12.06.2013
د. محمد القضاة

الرأي الاردنية
الاربعاء 12/6/2013
من يتابع تداعيات المشهد السوري على مدار العامين الفائتين يدرك انّ دور الأمم المتحدة دور المتفرج الذي يترك الضحية بيد الجلاد دون أدنى إحساس بالمسؤولية الإنسانية وهو ما يثير الحيرة واسئلة المراقبين الذين لا يجدون اجابة واضحة وشافية لهذا الصمت المريب الذي تبديه الأمم المتحدة تجاه ما يجري في سوريا مع انها المنظمة الدولية الوحيدة التي يحق لها ان تتدخل في النزاعات الدولية، غير انها معطلة في الجانب المتعلق بسوريا كما إسرائيل، إذ لا تبحث عن وسيلة ولو بسيطه تخفف من الصور المريعة التي ترتكب بحق الشعب السوري وما يواجهه من تشريد وتدمير، وها هو حزب الله ومعه ايران وبدعم روسي جميعهم يشاركون لصالح النظام السوري، والأمم المتحدة في إجازة لا تحرك ساكنا امام مئات الآلاف من القتلى والمشردين في حين كانت تبذل المستحيل وهي تدافع عن اسير اسرائيلي وتفاوض من اجل اطلاق سراحه!؟ وها هي تتناسى شعباً كاملاً يعيش ويلات وجراحا لا تندمل ويذوق يوميا اقسى انواع الظلم والمجازر .
 وأمام هذه الصور العجيبة للأمم المتحدة في المشهد السوري، كيف لنا ان نحترم توجهاتها، كيف نتعامل معها ؟ لماذا تغيب عن ساحة الصراع، لماذا يبدو الدم العربي ارخص من كل البشر في العالم؟ لماذا تتحرك حين تكون النقاط الساخنة في مناطق أخرى من العالم؟ لماذا تفقد دورها في سورية؟ لماذا كل هذا التجاهل للمجازر؟ لماذا كل هذا التغاضي عن الاسلحة المحرمة دوليا التي تستخدم في سورية؟ ألا ترى وتسمع وتقرأ عن شلالات الدم من الجرحى وعاهاتهم الدائمة، عن القتلى والثكالى ، عن الدمار في كل مكان ، عن النفوس المكتئبة والبيوت المدمرة والطرقات المغلقة، عن الحياة القاسية، عــن كل ما ينذر بالبركان في المنطقة برمتها، عن تــصرفات حزب الله وعنجهيته، لماذا هذا السكوت والوجوم ؟ لماذا لا تدافع عن قراراتها ؟ اين مجلس الأمن، لماذا كل هذا الخلاف اللاخلاقي الذي ينم عن حقد واضح على كل ما هو عربي ومسلم ؟ لماذا لا يحرك ساكناً ؟ لماذا ينام حين يتعلق الأمر بقتل العربي ويترك لإسرائيل العنان، وكان يقيم الدنيا ولا يقعدها حين يتعلق الأمر بالعراق، وكيف سال لعاب الغرب على البترول الليبي؟! أما سوريا فلا بواكي لها، وها هي الجامعة العربية في سباتها الطويل، ألهذا الحد من الاحتقار تتعامل اِلأمم المتحدة ومنظماتها مع الموضوع السوري؟ وأين العـــرب وقراراتهم، لماذا لا يتحركون؟ لماذا يغيبون حتى عن انفسهم ؟
 هذا واقع يشيب له الرأس، وهذا مشهد درامي يثير الاستغراب؛ خاصة حين يشاهد المرء الاستقواء الروسي والاستفراد الايراني والتخاذل الدولي والتقاعس الأمريكي والسبات العربي والغياب الفعلي للامم المتحدة، إنه واقع غريب ومشهد أسود ينذر بالسخط والاشمئزاز والاحتقار، ويبقى السؤال لماذا لم يعد للأمم المتحدة أي دور يذكر سوى انها منظمة قراراتها وأفعالها مجرد حبر على ورق.