الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل من مجيب لنداء رمضان؟

هل من مجيب لنداء رمضان؟

10.07.2013
رأي الشرق

الشرق القطرية
الاربعاء 10/7/2013
تستقبل الأمة العربية والإسلامية، شهر رمضان المبارك هذا العام، وهي في حال لاتحسد عليه من التأزم والتوتر والتشرذم، حال ربما لم تكن قد وصلت إليه الأمة العربية في عز أزماتها السابقة، ذلك أن أزمتها الحالية أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات والجبهات.
حال الأمة اليوم للأسف، بات مثيرا للشفقة أكثر من أي وقت مضى، ومثيرا للقلق أكثر من أي وقت مضى، فبعد ثورات الربيع العربي التي فتحت باب الأمل واسعا أمام شعوب المنطقة، بتنا وكأننا اليوم أمام ثورات مضادة لغلق هذا الباب، ففي سوريا يستقبل شعبها الشقيق رمضانه الثالث وسط دوامة القتل والجوع والحصار، ويجدر هنا التنويه بدعوة الأمين العام للامم المتحدة، السيد بان كي أمس الى هدنة في رمضان، وهي الدعوة التي قوبلت حتى الآن برد إيجابي من الائتلاف المعارض، فيما لم يصدر بشأنها أي موقف من النظام.
وفي مصر، حيث كانت أولى بشائر نجاح تجارب الثورات العربية بعد تونس، بات هذا البلد المحوري إقليميا ودوليا، يعيش في دوامة أشبه بالحلقة المفرغة، بعد عزل الجيش للرئيس المنتخب ديمقراطيا، الأمر الذي نجم عنه تصعيد خطير للعنف بلغ ذروته في أحداث دار الحرس الجمهوري في القاهرة أمس الأول، ولاتزال تداعياته متواصلة. هذا فضلا عن الجمود الكامل في عملية السلام رغم الجهود الحثيثة والجولات المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
الأمة العربية في مناخ ضبابي كهذا، بحاجة إلى وقفة تأمل مع النفس في هذا الشهر الفضيل الذي جعله الله رحمة للعالمين، وبحاجة إلى هدنة كذلك، لمراجعة المواقف كذلك، وإفساح المجال أمام الحلول المنطقية لمثل هذه الأزمات المستعصية. ومعلوم أن رمضان شهر يستهله الرحمن بالحث على الإقبال إلى الخير والإقلاع عن الشر، وحيث أننا نعلم أين هو مكمن الخير، وأين هو مستنقع الشر، فليتنا نلبي نداء الخير، نداء الانسانية في سوريا، والاستقرار في مصر، والسلام في فلسطين، والحرية والتنمية والديمقراطية في باقي البلدان العربية.