الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل هناك تحالفات غير معلنة في سورية؟

هل هناك تحالفات غير معلنة في سورية؟

02.06.2014
الوطن السعودية



الاحد 1/6/2014
تؤكد مجريات الأحداث في سورية، على أن سلوكيات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أسوأ بكثير من سلوكيات النظام، مما يشير إلى أن ثمة تحالفا غير معلن بينهما لإضعاف المعارضة والتنكيل بالمناطق غير الموالية للنظام. وصارت أعداد القتلى ترتفع نتيجة أفعال كل من النظام و"داعش".
فأول من أمس نفذ "تنظيم الدولة" عمليات إعدام بحق أربعين مواطنا مدنيا قرب مدينة "راس العين" في الشمال السوري، واختطف حوالي 200 كردي في بلدة من ريف حلب. عدا ما ارتكب قبل ذلك من جنايات يومية بحق المواطنين لم يتورع خلالها عن القتل والصلب وملاحقة المنتمين للمعارضة العسكرية، إضافة إلى ممارساته غير الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها. أما النظام السوري فلا يقصف بحسب بيانات المعارضة وأحاديث المتابعين للشأن أياً من المواقع التي تستقر فيها عناصر داعش مثل مبنى المحافظة في مدينة الرقة وغيره، الأمر الذي يجعل شبهات الارتباط أو المصالح أقرب إلى الحقيقة.
في المقابل، تصطف روسيا وإيران وحزب الله وميليشيات أخرى إلى جانب النظام السوري بصورة لم تعد مخفية باعتراف بعض تلك الجهات مما يجعل الأزمة تتصاعد أكثر وأكثر، وبدل أن تسهم دولة ذات شأن مثل روسيا في التهدئة فهي تقف ضد الحلول، ويأتي البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية عن العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني ويفيد بمقتل جنرال من قادة القوات البرية داخل الأراضي السورية ليؤكد مدى تورط إيران في الأزمة السورية، ولو أضيف إليه ما أعلنه الأمين العام لحزب الله مرارا من أن عناصره تقاتل إلى جانب النظام السوري، وأنه من أسباب عدم سقوط النظام السوري، لوضح للجميع أن الثورة السورية باتت يتيمة إلا من دعم قليل لا يكاد يذكر بمواجهة دعم غير محدود عسكريا وميدانيا للنظام السوري من قبل الدول والأطراف الموالية له بما في ذلك ما يخدمه به "داعش".
وقف نزف الدم السوري يحتاج قرارا شجاعا من مجلس الأمن لا يدخل فيه الفيتو، أو تهديدا قابلا للتنفيذ من دولة كبرى للنظام، بوقف العنف والقبول بالحل السلمي وتشكيل حكومة انتقالية وتوحيد صفوف الجيش الوطني لتنظيف البلاد من "داعش" وغيره. بغير هذا فلا أمل في خلاص السوريين على المدى المنظور.