هل هي خطة جديدة لعلاج مسألة سوريا؟

واشنطن بوست 5\11\2014
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
مع وجود قوات المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة في شمال سوريا, تقترح مجموعة وساطة أوروبية استراتيجية بديلة لوقف إطلاق نار محلي والتخفيف التدريجي من حدة العنف في دولة لا مركزية في المستقبل.
وجاء في التقرير الذي أعدته مجموعة أوروبية تمولها عدة حكومات أوروبية وآسيوية :" الحل على المدى القصير لا يتمثل في حكومة انتقالية ولا في تقاسم للسلطة ولكن في تجميد الحرب كما هي عليه الآن, والاعتراف بأن سوريا أصبحت لا مركزية وهي على فوهة البندقية".
وجاء في التقرير أيضا بأن "وقف إطلاق النار سوف يمسح لنا بالتحرك باتجاه حل سياسي ومرحلة انتقالية سياسية تفاوضية", كما أنه يمكن أن يدعم المعارضة المعتدلة المحاصرة. ويضيف التقرير بأن النظام يعلم تماما بأنه "لا يمكن أن يسترجع جميع أنحاء البلاد التي فقدها أو أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء".
قامت المجموعة بعمل ميداني مكثف في سوريا, والتقت مع مسئولين بارزين في النظام, وقادة من المعارضة المعتدلة و عناصر متطرفة من جبهة النصرة والدولة الإسلامية. وقد اطلع مسئولون أمريكان وحكومات أخرى على التقرير. و تم تقديمه من قبل مصدر أمريكي طلب عدم الكشف عن هوية المجموعة.
ظهر هذا التقرير في اللحظة التي تم فيها طرد متمردي الجيش السوري الحر, محور استراتيجية الولايات المتحدة لهزيمة المتطرفين, من معاقلهم القوية شمال سوريا. المتمردون المعتدلون كانوا يطالبون أمريكا بتقديم المساعدة دون أن يجدوا أذنا صاغية من طرفها من أجل قلب الموازين واستعادة ما خسروه.
قراءة طلبات الجيش السوري الحر للقادة الأمريكان تؤدي إلى ألم كبير, جاء في إحدى الرسائل في 28 أكتوبر والتي أشارت إلى أن الدولة الإسلامية كانت ترسل تعزيزات لمساعدة مقاتلي جبهة النصرة على مهاجمة المعتدلين في محافظة إدلب :" الجيش السوري الحر بحاجة إلى مساعدة طارئة من التحالف". بعد ثلاثة أيام على هذه الرسالة, حذر الجيش السوري الحر "لدينا مشاكل كبيرة مع النصرة في إدلب... هناك حاجة ماسة للدعم الجوي القريب". ومن ثم في 2 نوفمبر, قال الجيش الحر في رسالة جديدة :" المعنويات منخفضة... الدعم الجوي مرحب به لمنع وقوع الكارثة".
توحي هذه النكسات الأخيرة, أنه دون ذلك النوع من الدعم الذي لم تبد الولايات المتحدة استعدادا لتقديمه حتى الان, فإن استراتيجية الولايات المتحدة المتعلقة بدعم المعتدلين لهزيمة الجهاديين, وكما يذكر التقرير, هي مجرد "خيال". خطة التقرير البديلة لوقف إطلاق النار ربما تكون غير واقعية هي الأخرى, ولكنها ربما توفر حالة من تخفيض العنف.
أسلوب "المصالحات" المحلية جرب من قبل, مع نجاحات متفاوتة, العام الماضي في حمص ومنطقة دمشق. يصف التقرير أحد الأمثلة في التل, قرب دمشق:" كان هناك اتفاقا غير رسمي يقضي بغياب النظام وقواته الأمنية من المدينة ويتم إدارة عمل المؤسسات والمنطقة بأسلوب الحكم الذاتي عن طريق قوة أمنية خاصة, وطالما لم تنطلق أي هجمات من قبل المتمردين من المنطقة, فإن النظام لن يرد".
يقول التقرير إن بعض حالات وقف إطلاق النار الناجحة فاوض فيها فادي صقر, قائد منطقة دمشق للمجموعة شبه العسكرية الموالية للنظام والتي تعرف باسم قوات الدفاع الشعبي. في محافظات أخرى لدى هذه المجموعة "سمعة سيئة لكونها ميليشيا متوحشة خارجة عن السيطرة", وذلك وفقا للتقرير, ولكن في دمشق, "كانت الأكثر تقدما في إبرام اتفاقيات دائمة مع المتمردين".
كما طالب التقرير بتطبيق نفس أسلوب وقف إطلاق النار في حلب. مناطق أخرى ربما تجدي فيها عملية التهدئة نفعا وهي مناطق الغوطة الشرقية, والمنطقة المحيطة بدرعا في الجنوب وفي الصحراء الشرقية لسوريا.
صرح مسئول بارز في النظام لمعدي التقرير بأن " الحل الوحيد هو المصالحات المحلية. ومن أجل البدء يجب على الدولة أن تستعيد جميع أنحاء سوريا, كما يجب أن يكون هناك احترام لحقوق وكرامة الجميع, بمن فيهم المتمردون أنفسهم, في مقابل أن يحترموا هم الدولة ومؤسساتها". واقترح المسئول السوري إصدار عفو عام عن المتمردين كما أضاف أن في وسعهم الاحتفاظ بأسلحتهم أيضا.
يشبه التقرير عملية التهدئة هذه بما حققه الجنرال دافيد بيتراوس في تهدئة حدة العنف في العراق عام 2007. مسئول سوري وصف بأنه "أرفع مستشار أمني واستراتيجي للرئيس السوري" أشار إلى هذه المقارنة بكل صراحة, حيث قال :"كانت المصالحات التي قام بها الأمريكان في العراق صالحة لأولئك الذين قبلوا بالدولة, وبالتالي يجب قبول الدولة السورية".
المشكلة الكبرى مع توصيات المجموعة التي أعدت التقرير هو أنه بالنسبة للمتمردين, فإن هذا النهج ربما يبدو لهم كاستسلام للنظام. لقد أصبح الأسد نقطة جذب للجهاديين, وطالما بقي السلطة, فإنه من الصعب أن نتخيل أن يرى المتمردون السنة أي عملية مصالحة أكثر من كونها مجرد هدنة مؤقتة.
تقول مجموعة الوساطة الأوروبية :" هناك مسار يمكن أن يعود بنا للخروج من الجحيم". إذا كان لدى إدارة أوباما أي استراتيجية بديلة متماسكة, دعونا نسمعها.
November 5, 2014

A New Plan to Heal Syria?
By David Ignatius
With U.S.-backed "moderate" opposition forces on the run in northern Syria, a mediation group is proposing an alternative strategy for local cease-fires and a gradual de-escalation of violence in a future decentralized nation.
"The solution in the short term is neither transition nor power-sharing but freezing the war as it is, and acknowledging that Syria has been decentralized at the barrel of a gun," argues the report, prepared by a European group that is funded by more than a dozen European and Asian governments. The report urges that the cease-fires should be followed by local elections and eventual national elections.
"Cease-fires will allow us to move towards a political solution and a negotiated political transition," and bolster the embattled moderate opposition to President Bashar al-Assad, argues the report. It says the regime "knows it cannot take back the whole country or turn back the clock."
The group has done extensive field work in Syria, meeting with top regime officials, moderate opposition leaders and members of the extremist groups Jabhat al-Nusra and the Islamic State. The report has been shared with U.S. officials and other governments. It was provided by a U.S. source on condition that the mediation group's name not be identified.
The report surfaces at a moment when the moderate Free Syrian Army rebels, the centerpiece of the U.S. strategy for defeating the extremists, have been driven from their strongholds in northern Syria. The moderate rebels have been pleading unsuccessfully for U.S. help to reverse these losses.
The Free Syrian Army's requests to U.S. commanders make painful reading: "The FSA needs urgent Coalition support," said an Oct. 28 message that noted the Islamic State was sending reinforcements to help Jabhat al-Nusra fighters attack moderates in Idlib province. Three days later, the FSA warned: "We've got major problems w Nusra in Idlib. . . . Close air support badly needed." And then, on Nov. 2, "Morale is low . . . air support would be welcomed to stave off disaster."
These latest reversals suggest that, without the kind of support the Obama administration has so far been unwilling to provide, the U.S. strategy for the moderates to defeat the jihadists is, as the report bluntly states, a "fantasy." The report's alternative plan for cease-fires may also be unrealistic, but it might offer a reduction in violence.
The local "reconciliation" approach was attempted, with mixed success, last year in Homs and the Damascus area. The report describes one example in al-Tal, near Damascus: "There has long been an informal agreement in which the regime and its security forces are absent from the town but state institutions function and the area is effectively self-governed with its own internal security force, and as long as insurgent attacks are not launched from it, then the regime does not respond."
The report says some workable cease-fires have been negotiated by Fadi Saqr, commander in the Damascus region of a pro-regime paramilitary group known as the National Defense Forces. In other provinces, this group "is notorious for being an out-of-control predatory militia," the report says, but in Damascus, "it has been the most progressive in striking sustainable agreements with insurgents."
The report urges a similar cease-fire in Aleppo. Other areas where this de-escalation process might work are the Ghouta suburbs east of Damascus, the region around Daraa in the south and the deserts of eastern Syria.
"The only solution is local reconciliations," a senior regime official told the authors of the report. "The state must be returned to all of Syria, and there must be respect for the rights and dignity of all, including the insurgents, in exchange for them respecting the state and its institutions." The Syrian official proposed amnesty for insurgents and said they could also keep their weapons.
The report likens this de-escalation process to what Gen. David Petraeus achieved in slowing violence in Iraq in 2007. A Syrian official described as "a senior security and strategy adviser to the Syrian president" makes this comparison explicitly: "The reconcilables for the Americans in Iraq were the ones who accepted the state, so accept the [Syrian] state."
The big problem with the group's recommendations is that, to the rebels, this approach would probably look like surrender. Assad has become a magnet for jihadists, and as long as he remains in power, it's hard to imagine any reconciliation process being seen by Sunni rebels as anything more than a temporary truce.
"There is a pathway that leads back out of this hell," argues the European mediation group. If the Obama administration has a coherent alternative strategy, let's hear it.
davidignatius@washpost.com
http://www.washingtonpost.com/opinions/david-ignatius-a-plan-to-freeze-the-war-in-syria/2014/11/04/8f600442-6466-11e4-836c-83bc4f26eb67_story.html