الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يتأثّر لبنان بالقصف الأميركي لسوريا وهل انتقل التفخيخ إلى السياسة؟

هل يتأثّر لبنان بالقصف الأميركي لسوريا وهل انتقل التفخيخ إلى السياسة؟

28.08.2013
خليل فليحان



النهار
الثلاثاء 27/8/2013
لم يسجل اي تحرك رسمي في اتجاه الولايات المتحدة الاميركية للتفاهم معها على تحصين البلاد اذا ما ارادت واشنطن قصف سوريا من البحر بصواريخ وتحديد التأثيرات المحتملة على لبنان اذا شنّ الهجوم على سوريا، كما أن دولا مجاورة اخرى لها ستتأثر كالاردن وتركيا ومصر. ويفترض تكثيف الاتصالات تحسباً لوقاية البلاد من اي قصف تحصل فيه أخطاء. وقد نصح أكثر من مسؤول اجنبي بعدم التأخر في الاتصالات الديبلوماسية والعسكرية لتجنيب البلاد مزيدا من الحوادث. وتوقع وزراء في حكومة تصريف الاعمال انه اذا قصفت اميركا ودول من الحلف الاطلسي سوريا، فان المزيد من اللاجئين سيتجهون الى لبنان الذي لم يعد يتحمل أي لاجىء، وان الدول المانحة لم تف الى الآن بوعودها.
والكابوس الذي يعيشه الناس كبير جدا، ويكاد العدد الكبير منهم لا يتنقل بسبب الهاجس من انفجار سيارة مفخخة. ومن الملاحظ أن بعض الطرق التي كانت تشهد زحمات سير خانقة، كادت تصبح فارغة. واستغرب الذين اصيبوا بانفجارات السيارات المفخخة سواء في طرابلس او في الرويس كيف ان بعض المسؤولين الامنيين يعتبرون ان الامن جيد بالمقارنة مع ما يجري في محيط لبنان. وسألوا ألا يكفي هؤلاء المسؤولين هذا العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا اينما وجدوا مع خروجهم من المسجد بعد صلاة الجمعة او بعد عودتهم الى منازلهم او اثناء وجودهم في مراكز اعمالهم؟ وهل يعلم هؤلاء انه اضافة الى الضحايا الذين قتلوا، مئات من الذين تأثروا من جراء انفجار السيارات المفخخة اصبحوا من دون منازل او من دون عمل بعد اصابة المحال التجارية التي يملكونها او يعملون فيها؟
ولعل ما يثبط عزائم الناس في الوقت الحاضر ان ايا من جرائم التفجير لم تتمكن الاجهزة المختصة من كشف منفذيها او المخططين لها.
ومما يؤسف له أن زعماء البلاد على انقساماتهم، مما يجعل التوتر السياسي يتصاعد، والتباعد بين القوى السياسية يزاداد حدة مع تبادل اتهامات وانتقادات بعيدة عن ان يكون هدفها تصحيح المسار وتحسس ما يمكن ان تتعرض له البلاد من خضات عسكرية لا علاقة له بها، بل تفرض عليه.
وما يزيد الطين بلة أن لا أحد يتنازل عن شروطه من اجل تأليف حكومة جديدة او التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية الى استئناف طاولة الحوار على الرغم من ان الوضع الناشىء ليس فقط غير آمن، انما يشهد قتل المدنيين وتهديد اي مواطن حيثما وجد. واللافت انه لولا وعي بعض الفاعليات والناس ايضا، لما توافرت الاسس الضامنة للتعايش والتي ضمنت عدم القيام بردات فعل ثأرية أو غرائزية في عدد من القضايا الحساسة المطروحة.
ولعلّ ما يجعل الوضع في البلاد هشاً هو انسداد الافق في وجه المشاريع والاقتراحات التي تكفل تحصين البلاد من السلبيات المهيمنة في أكثر من مجال، نتيجة للعجز الرسمي في التصدي للقضايا المطروحة بعزم وحزم، وأيا تكن الاحتجاجات والذرائع. واذا بقيت التشنجات على حالها، فإن المستقبل القريب للبلاد يبشر بمزيد من المشاكل