الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يخلف فاروق الشرع الأسد؟

هل يخلف فاروق الشرع الأسد؟

10.11.2015
سعيد الفرحة الغامدي



المدينة
الاثنين 9/11/2015
هل يخلف فاروق الشرع الأسد؟ من بداية الأحداث السورية ونائب الرئيس فاروق الشرع متوارٍ عن الأنظار لأسباب صحية أو سياسية كما ورد في عدة روايات. ويعود ذكر اسمه مجدداً كبديل لحل الأزمة السورية خلال المرحلة الانتقالية بعد كل الدمار والقتل والتشريد والإجرام الذي ارتكبه النظام في حق الشعب السوري . وفاروق الشرع كما هو معروف من أركان النظام السوري ولكنه ليس من طينة بشار الاسد فهل يكون البديل الأقل ضرراً والأسرع حقناً للدماء وللبقاء على سوريا موحدة بدون تقسيم؟ وهل صحة الرجل تسمح له بإخراج سوريا من محنتها؟ كل شيء ممكن إلا بقاء الأسد الذي يرفضه الشعب السوري والمجتمع الدولي باستثناء ايران وروسيا لأسباب غير منطقية. بعد مغادرة الأسد ستحتاج سوريا لفترة انتقالية ولدعم مادي ومعنوي غير محدود لكي تستعيد عافيتها ويتم إعمارها بشكل آو بآخر. تجار الحروب في الداخل والخارج سيتهافتون على الجُعل لينال كل منهم نصيبه.المعارضة لازالت متفرقة وهذا الامر من أهم الأسباب التي عقَّدت الصراع على سوريا من البداية فهل تقبل بالشرع (منقذاً مرحلياً) يحول دون التقسيم أم أنها ستستمر في صراع داخلي على السلطة مثلما حصل في الصومال وأفغانستان وليبيا والعراق وأماكن أخرى ؟ ..كل هذه الاحتمالات واردة لان الدمار عميق ومن الصعب إصلاحه بمجرد مغادرة الأسد.
سوريا مطمع لعدة جهات الروس وأمريكا والجوار الأوروبي وإسرائيل وإيران وهم موجودون على الأرض حالياً بصفة أو بأخرى ومن غير المعقول توقع مغادرتهم بمجرد اختفاء الاسد المتسبب في مجيئهم. فاروق الشرع رجل دولة وسياسي محنك ولكنه من جيل الأسد الأب وقد كان اسمه مطروحاً من بداية الصراع ليكون مخرجاً والحيلولة دون دخول سوريا في النفق المظلم الذي جرها بشار الأسد وعصابته المجرمة إليه. والعودة لطرح اسم فاروق الشرع مجدداً قد تكون المخرج الوحيد في هذه المرحلة اذا قبلت روسيا وإيران ذلك. المجتمعات التي تمر بحروب أهلية تحتاج لفترة زمنية ولقيادات عاقلة ومتوازنة حتى تنسى بعض الشيء آلامها وتضمد جراحها وتعود الحياة الطبيعية الى ربوعها. ألمانيا أخذت ثلث قرن وهي شبه محتلة من الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقط جدار برلين وعادت وحدتها ولازالت تحت المراقبة ولو من بعيد. سوريا غير ألمانيا ولكن المعضلات متشابهة وقد يكون الحوار وراء الكواليس ليس مجرد رحيل الاسد وحسب ولكن من الدول الدولة الضامنة للنظام الجديد في سوريا. وهل ستكون ايران جزءاً منه ام ان روسيا وأمريكا ستقتسمان المهمة وتبقى الدول العربية خارج اللعبة بعد كل الجهود والأموال التي صرفت؟