الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يستطيع (ترامب) إصلاح أخطاء (أوباما) في سوريا؟

هل يستطيع (ترامب) إصلاح أخطاء (أوباما) في سوريا؟

30.01.2018
عبدالمنعم إبراهيم


اخبار الخليج
الاثنين 29/1/2018
مع دخول الحملة العسكرية التركية الأسبوع الثاني في شمال سوريا يزداد الوضع تعقيدًا في سوريا.. فكل طرف دولي أو إقليمي الآن لديه جماعة عسكرية تقاتل من أجله.. وحين يضعف الطرف السوري يتدخل طيران الطرف الدولي بكافة أشكاله لحسم المعركة لصالح نفوذه السياسي.
وعلى الرغم من الخلاف بين الحليفين (أنقرة وواشنطن) فيما يتعلق بدعم أمريكا لوحدات (حماية الشعب الكردي) التي تعتبرهم (أنقرة) إرهابيين، والمطالبة بوقف واشنطن لتسليحهم، فإنه لا بديل من حدوث اتفاق سياسي بين الطرفين حتى لا تتوسع المعارك أكثر في شمال سوريا، ونشهد المزيد من الأبرياء المهجرين، عدا القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين.
وكل التعقيدات العسكرية والسياسية التي تشهدها سوريا حاليًا تتحمل القسط الأكبر منها الإدارة الأمريكية السابقة في عهد (باراك أوباما)، حيث كانت (واشنطن) آنذاك مترددة كثيرا، إن لم تكن عازفة عن حسم الأمور في سوريا، وظلت تراقب التطورات العسكرية من بُعد وتكتفي بتحركات دبلوماسية في أروقة (الأمم المتحدة)، ولعل هذا التردد الأمريكي (في عهد أوباما) هو الذي شجع (روسيا) لتدخل بثقلها العسكري الضخم لقلب موازين الأمور لصالح النظام السوري، وفعلاً استطاعت (روسيا) أن تعيد للنظام سيطرته على معظم الأراضي التي خسرها في السابق، كما شكلت روسيا تحالفات جديدة على الصعيد الدبلوماسي من خلال المحور (الروسي – الإيراني – التركي) والتحرك لإلغاء مؤتمر (جنيف) للسلام برعاية الأمم المتحدة واستبداله بمؤتمر (سوشي) الروسي لكي ترسم دستورًا جديدًا لسوريا يتم تصميمه لصالح ضمان بقاء القواعد العسكرية الروسية في سوريا لفترة طويلة.
وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس (ترامب) تتحرك الآن بفاعلية عسكرية أكبر في سوريا، وتشكل لها تحالفات سياسية أيضا على أرض الواقع، وتحالفات دولية أيضا، فإن الوصول المتأخر لذلك يعيق تنفيذ الكثير من الأمور المقعدة هناك.. وكل هذا العبء الذي يتحمله (البيت الأبيض) حاليًا يعود في الأساس إلى تردد (إدارة أوباما) وعزوفها عن اتخاذ موقف حازم في سوريا منذ البداية.. فهل يستطيع الرئيس (ترامب) إصلاح ما أفسده (أوباما)؟
========================