الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يسير العراق على خطى سوريا؟

هل يسير العراق على خطى سوريا؟

07.07.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 6/7/2014
تبدو الرغبة في السلطة وتجاهل مطالب الشعب وحقوقه المشروعة في الحرية والأمن والديمقراطية والعيش بكرامة، قواسم مشتركة حتى الآن بين الوضعين القائمين في العراق وسوريا، ففي سوريا تجاهل الأسد مطالب شعبه، واختار نهج الحل الأمني لفرض الأمر الواقع، وهو الدرس الذي استوعبه المالكي جيدا، ويبدو أنه مصر على المضي فيه، مهما كلف ذلك العراق من دمار في البنية التحتية، وانهيار لمؤسساته الوطنية، وتفكيك وعبث بوحدته وهويته العربية الإسلامية.
لقد جاء قرار نوري المالكي الرافض للتنازل عن ترشحه لولاية ثالثة من الحكم محبطا للمجتمع الدولي الذي راهن على ان يستجيب لرغبة الشعب العراقي في تنحيه عن السلطة، بما في ذلك رغبة المرجعية الشيعية في وجود مرشح توافقي يلبي نداء الوطن في هذه المرحلة الحرجة والحساسة، حيث أن هذا القرار سيطيل أمد الأزمة السياسية، وسيفاقم الوضع مما يهدد وحدة وسيادة العراق. وإذا كان الوضع الحاصل حاليا هو بالتأكيد نتيجة تراكمات السنوات السابقة من حكم المالكي، فكيف سينجح الآن في وضع خارطة طريق تضع المصالحة وبناء المؤسسات على رأس الأولويات كمال قال المالكي في بيانه الرسمي؟.
العراق في وضعه الحالي، بحاجة إلى شخصيات وطنية تضع مصالح البلد فوق مصالحها الشخصية، وتنظر إلى مخاطر المستقبل أكثر من حساباتها الآنية، ومن هنا يأتي حرص الجميع على مصلحة العراق خوفا من المخاطر المحدقة به، حيث استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إعلان تنظيم داعش دولة الخلافة في العراق، واعتبره يفتقد المعايير الشرعية والواقعية، وحذر من فتح باب الفوضى في الاجتهادات، بعيداً عن أهل الحل والعقد للأمة الإسلامية من علمائها وفقهائها ومتخصصيها، وطالب جميع الفصائل الإسلامية في العالم باحترام المفاهيم الإسلامية. ومن هذا المنطلق نأمل حل الأزمة في العراق بالحوار، لا بمنطق الطائفية والأقاليم.