الرئيسة \  تقارير  \  هل يصبح إيمانويل ماكرون “الرابح الأكبر” من الحرب الروسية الأوكرانية؟

هل يصبح إيمانويل ماكرون “الرابح الأكبر” من الحرب الروسية الأوكرانية؟

13.03.2022
زهراء مجدي


ساسة بوست
السبت 12/3/2022
تعطلت حملات مرشحي الرئاسة الفرنسية الانتخابية منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن كانت الحملات تُعقد على استحياء بالفعل بسبب جائحة كوفيد-19، وكان اعتماد المرشحين على المناظرات التلفزيونية فقط، إلا أن تلك المساحة الضيقة من النقاش أُغلقت في وجههم، واستبدلت القنوات التلفزيونية بعروضهم متابعة حية للوضع في أوكرانيا، وتحول الزخم العام من مناقشة أي المرشحين مناسب لخلافة إيمانويل ماكرون، وبدء عهد جديد في تاريخ فرنسا، إلى الحديث عن الجغرافيا السياسية، والمخاوف الأوروبية من أسوأ تهديد عسكري للقارة منذ الحرب العالمية الثانية.
كان آخر ما يتمناه المرشحون هو إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ترشحه في الساعات الأخيرة لغلق باب الترشيح، لكنه فعلها، ونشرت الهيئة الدستورية العليا في فرنسا يوم 7 مارس (آذار) القائمة الرسمية للمرشحين الرئاسيين، وعددهم 12 مرشحًا، وهم من استوفوا شروط المنافسة التي ستجري يومي 10 و25 أبريل (نيسان) القادم.
تصدر القائمة إيمانويل ماكرون، ومرشحة حزب الجمهوريين فاليري بيكريس، وزعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان، وإريك زمور، وعمدة باريس آن هيدالغو، ونيكولاس دوبون ايجنان عمدة إحدى ضواحي باريس، والمرشح البيئي يانيك جادوت، والسياسي المخضرم جان لوك ميلينشون، وزعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل، واليساري المتطرف فيليب بوتو، وأستاذة الاقتصاد ناتالي أرثود، وعضو البرلمان والمدافع عن حقوق عمال المصانع جان لاسال.
فن اختيار الوقت المناسب
أعلن إيمانويل ماكرون يوم 4 مارس 2022 ترشحه لولاية ثانية مدتها خمس سنوات في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، قبل 37 يومًا فقط من الجولة الأولى من الانتخابات، و24 ساعة من الموعد النهائي لإعلان الترشح الرسمي. وعليه نشرت العديد من الصحف الإقليمية خطاب ترشح ماكرون الذي حث فيه الفرنسيين على السماح له بقيادة مغامرة جديدة وجماعية، وأعلن أنه إذا ما نجح في ذلك فسيكون أول زعيم فرنسي منذ عقدين من الزمن يفوز بولاية ثانية في منصبه.
كتب ماكرون في رسالته التي نشرتها الصحف الفرنسية “لم نحقق كل شيء أردنا القيام به، هناك خيارات عدة، ومن خلال الخبرة التي اكتسبتها منكم، من المحتمل أن أقوم بها بشكل مختلف”. أشار ماكرون إلى الأزمات المختلفة التي كان عليه أن يواجهها في الخمس سنوات الماضية، بما في ذلك هجمات المسلحين، وفيروس كورونا، وأعمال الشغب، والحرب الروسية الأوكرانية، ودافع عن سجله، مشيرًا إلى أن البطالة عند أدنى مستوى لها منذ 15 عامًا، مؤكدًا أنه سيواصل خفض الضرائب والضغط على الفرنسيين للعمل أكثر، وهو ما اعتبرته بعض الصحف إشارة إلى عودة إصلاح نظام التقاعد الذي جرى التخلي عنه، كما ألمح إلى إصلاح نظام التعليم، لكنه في الحقيقة لم يقدم أية تفاصيل لحل المشكلات العالقة، أو خطوات لتحقيق وعوده، أو موعد إعلان برنامجه الانتخابي.
كانت الطريقة التي أعلن بها ماكرون ترشحه لولاية ثانية متوقعة لدى الكثير، مستغلًا الثقة المتزايدة لرئيس نمت مكانته بعدة طرق منذ بداية الأزمة في أوكرانيا؛ فقال ماكرون، الذي تحدث عبر الهاتف مع بوتين 11 مرة منذ بدء عام 2022، إنه سيستمر في دوره كرئيس مع احتدام الحرب، وأقر في خطابه بأنه لن يكون قادرًا على خوض حملته الانتخابية كما كان يود بسبب الحرب.
قبل شهر قال ماكرون إن لديه “الرغبة” في الترشح لولاية ثانية، لكنه أراد الانتظار حتى يتحسن وضع جائحة كوفيد-19 قبل اتخاذ قرار، ثم خلال رحلته بين موسكو وكييف قال للصحافيين إنه سيفكر في إعلان ترشحه لاحقًا، لكن “كل شيء يأتي في الوقت المناسب”، وبالفعل، وبعدما بدأت فرنسا مؤخرًا في تخفيف معظم القيود مع تراجع معدل الإصابة، مثلما فعلت الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية؛ وفور تمكن ماكرون من كل الظروف لصالحه، أعلن ترشحه لتأكيد ما كان متوقعًا.
إيمانويل ماكرون.. المستفيد الأول من الحرب الروسية الأوكرانية
تشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون هو المرشح الأوفر حظًا للفوز في مسابقة فتتت فيها كثرة المرشحين الأصوات بين اليمين واليسار، ثم جاءت حرب أوكرانيا لتقلب الحملة رأساً على عقب، بارتفاع نجم ماكرون، وتراجع أسهم اثنين من المتنافسين اليمينيين المتطرفين، هما ماريان لوبان وإريك زمور، اللذان استحوذا سابقًا على نتائج استطلاعات الرأي، وذلك بسبب موقفهما السابق المؤيد لروسيا وبوتين، برغم مراجعتهما وجهات نظرهما بشأن العلاقات مع موسكو، وإظهارهما تعاطفًا شديدًا مع اللاجئين الأوكرانيين.
نشرت صحيفة “اللوموند” الفرنسية تقريرًا بقلم برايس تينتورييه، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “إبسوس(IPSOS)” للأبحاث، بعد يومين من إعلان ماكرون ترشحه لولاية ثانية، يعرض نتائج استطلاع رأي يحلل موقف الفرنسيين من أزمتي كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، ومشاعرهم تجاه الأزمتين قبيل الانتخابات الرئاسية، واستعدادهم لتحمل العواقب الاقتصادية.
وأظهر التقرير أن الخوف أولًا وقبل كل شيء كان المسيطر على الفرنسيين؛ إذ أكد 90% من الفرنسيين أنهم قلقون بشأن الوضع، بينهم 43% كانوا قلقين للغاية، وكانت ذروة القلق عند النساء وكبار السن بنسبة 95%، والنقطة الأكثر أهمية كانت أن 54% من ناخبي ماكرون كانوا من حزب القلقين، وقل القلق مع 41% من مرشحي لوبان، وتراجع القلق حتى 35% لدى مرشحي زمور.
جاء في تقرير آخر لتحليل نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة “إبسوس” بالشراكة مع معهد الدراسات السياسية بباريس (ساينس بو”،)، فيما يخص أثر الحرب الروسية الأوكرانية على احتمالية فوز ماكرون بالانتخابات القادمة. لم يجعل الصراع الدائر في أوروبا الشرقية من ماكرون قائدًا للسباق الرئاسي فحسب، بل ارتفعت احتمالية فوزه بكثير عما كانت عليه قبل ذلك، ووسع الفجوة بينه وبين أول متنافسين من خلفه، وهما ماريان لوبان وإريك زمور.
نتائج ذلك الاستطلاع جرى جمعها في الأسبوع الأول من الحرب، من عينة قدرها 13651 شخصًا، وبالفعل خلال أقل من أسبوع قفز ماكرون أربع نقاط، لتُرشحه 30.5% من العينة، وخسرت ماريان نقطة واحدة عما كانت عليه من قبل، ليرشحها 14.5%، وخسر زمور نقطتين ليصبح 13%، وحققت بيكريس 11.5%.
كان السبب في التراجع الذي شهدته لوبان وزمور هو دعمهما السابق لفلاديمير بوتين، القشة التي كانت لتنقذهما ماديًا لتغطية تكاليف حملتهما الانتخابية، لكنها قصمت ظهريهما بشنه الحرب على أوكرانيا؛ فبعد الغزو الروسي اضطرت لوبان ومنافسها اليميني المتطرف إريك زمور، والمرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلينشون، إلى التراجع عن آرائهم الإيجابية والحميمية تجاه فلاديمير بوتين، وتوضيح موقفهم الغامض بشأن روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن المرشحون الثلاثة كانوا قد أصدروا سابقًا بيانات مثيرة للجدل بشأن الوضع في أوكرانيا، مرددين صدى خطاب بوتين بأن التدخل العسكري الروسي نتج عن عدوان الناتو. وكان على فاليري بيكريس، المرشحة عن حزب الجمهوريين، الرد نيابة عن رئيس الوزراء المحافظ السابق فرانسوا فيون، وأحد أعضاء فريق حملتها، الذي تلكأ في تنحيه عن مجالس إدارات شركتي طاقة روسيتين كان يعمل فيهما، حتى أعلن استقالته بسبب تعرضه لضغوط.
عذرًا.. الرئيس مشغول!
بالطبع تمنع الحرب في أوكرانيا رئيس الدولة من القيام بحملات انتخابية، لكن ذلك العائق يُعد ميزة إضافية؛ لأن نشاطه الدبلوماسي يسمح له بالظهور فوق المرشحين الآخرين في الانتخابات الرئاسية، وكان إيمانويل ماكرون، الذي يكرس معظم وقته لذلك الصراع، محاولًا لعب دور الوسيط بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يلعب أربعة أدوار محورية؛ دور يلعبه بوصفه رئيس للجمهورية الفرنسية، والرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي، ودور “حمامة السلام” بين روسيا وأوكرانيا؛ الأمر الذي سيمنعه من تكريس نفسه بالكامل لدوره الرابع، وهو دور “المرشح الرئاسي”.
أعلن المرشحون الرسميون للرئاسة والمعارضة، بعد ترشح ماكرون، خشيتهم من حملة بدون نقاش عام، تضفي الطابع الرسمي فقط على تمديد ولاية عهد الرئيس، في وقت لم يزل فيه المنافسون عالقين في حملات تكافح للفت أنظار الفرنسيين. زاد الشك في حملة ماكرون التي وصفتها صحيفة “اللوموند” الفرنسية بـ”المضحكة”، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فيما اعتبرها أدريان كواتينينز، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية ونائب حزب “فرنسا الأبية”: “إجراءًا شكليًا إداريًا لتجديد عقد الرئيس المنتهية ولايته”، خلال تصريحاته لإذاعة “فرانس إنتر”، للرد على نبأ ترشح ماكرون.
وقال إنه كان يفضل أن يقرأ إيمانويل ماكرون رسالة اعتذار عن الوضع الذي آلت إليه فرنسا بعد خمس سنوات من حكمه، لا رسالة من رئيس يكتب من برجه الزجاجي، وينفي تمامًا المعاناة العميقة التي تعيشها البلاد، ويكذب بشأن انخفاض البطالة ليخفي انفجارًا وشيكًا يكشف هشاشته، على حد تعبير كواتينينز.
على جانب آخر تتطلب الانتخابات النزيهة مناقشة الأفكار ومواجهة بين المتنافسين، لكن الظروف الخاصة التي تجري فيها تلك الانتخابات، بترشح رئيس مشغول بالحرب الروسية الأوكرانية، قد تفقدها أهم أركانها، في وقت يأمل الجميع أن يشارك ماكرون في النقاش، خاصة المرشحة الرئاسية فاليري بيكريس، الذي من المتوقع أن تصل للجولة الثانية أمام ماكرون.
وقالت بيكريس “هناك ضرورة قصوى لتنظيم نقاش بحضور رئيس الجمهورية، بالنظر إلى الوضع الاستثنائي لتلك الانتخابات، التي ستتم على خلفية الوباء والحرب؛ فهو مرشح من الآن فصاعدًا، وتجب مساءلته، ولا يمكنه قطع وعد بغد أفضل بعكس ما فعله الخمس سنوات الماضية، ولا يمكنه التعالي على بقية المرشحين والنأي بنفسه عن دخول ساحة الحوار”.
يشارك بيكريس الرأي، المرشح الرئاسي يانيك جادوت، والذي اعتبر النقاش مع رئيس الجمهورية بوصفه مرشح رئاسي منفذًا سياسيًا للمخاوف التي تحوم حوله، لكن ليس لدى الناخبين سوى رسالته إلى الفرنسيين التي نشرتها الصحف يوم 3 مارس 2022.
ينوب عن إيمانويل ماكرون للرد على استفسارات وسائل الإعلام المحلية ستانيسلاس جويريني، فهو المندوب العام لحزب “الجمهورية إلى الأمام”، الذي أسسه ماكرون، ليدعم جويريني – عن دون قصد – تعالي ماكرون الذي ذكرته فاليري بيكريس. ففي تصريحاته يعترف جويريني بأن النقاش سيكون حاضرًا بلا شك، لكنه سيكون مبتورًا؛ فلا يمكن للمنافسين تخيل حملة كلاسيكية، وحوار عادي، لأن الرئيس سيخوض النقاش الديمقراطي في الوقت الذي تتطلب فيه الشؤون الدولية الجارية حضوره أكثر من أي وقت مضى!
وفي رده على رغبة المرشحين المنافسين لماكرون بإجراء مناظرة عامة؛ قال جويريني أنهم “مهووسين بمحاولة الهجوم على سجل ماكرون، ومصابين بالعجز الفكري، لأن غياب ماكرون عن الحملة الانتخابية لا يمنعهم عن تقديم رؤية إيجابية للبلد”، على حد تعبيره.
وعند سؤاله عما إذا كان ماكرون سيزور مقر حملته الانتخابية، أجاب جويريني أنه ممكنًا، لكن الرئيس مشغول باعتباره أحد القادة القلائل الذين لم يزال فلاديمير بوتين يرغب في التحدث إليهم، ولخص أحد مستشاري الإليزيه لصحيفة “اللوموند” أن ماكرون “لن يكون مرشحًا إلا عندما تسمح له ولايته كرئيس للجمهورية بذلك”، بمعنى آخر فقط عندما يجد بعض الوقت بين مكالمتين هاتفيتين لمحاولة الحصول على وقف لإطلاق النار في كييف.
استغلال المنصب.. هل يكرر ماكرون خطأ ساركوزي؟
رغم أن ماكرون هو آخر المرشحين الرئاسيين للانتخابات القادمة، فقد أعلن المجلس الدستوري، وفق تقرير صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، أنه كان أول من حصل على الـ500 توقيع المطلوبة بموجب القانون الفرنسي للسماح لشخص ما بالترشح للانتخابات الرئاسية. بالإضافة إلى ذلك أطلق حزب ماكرون بالفعل “حملة الأغلبية الرئاسية” التي انتشرت في جميع أنحاء فرنسا، عبر ملصقات ومنشورات تروج لموقع إلكترو نيلا يذكر اسم ماكرون صراحة، لكنه يدعو مستخدمي الإنترنت للاشتراك لمتابعة “أخبار الحملة”.
ساعد تأخير إعلان ماكرون عن ترشحه في استحواذه على الإعلام دون حساب؛ فمنذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2022، طُلب من المذيعين التلفزيونيين والإذاعيين الفرنسيين – بموجب القانون – توزيع عادل لظهور جميع المرشحين المحتملين، وكان من المفترض أن تشمل القاعدة ماكرون هو الآخر، وتُحتسب كافة لقاءاته التي رد فيها على الجدل السياسي المحلي، فيما يخص قضايا اليمين والرد على نظريات وانتقادات منافسيه، لكنه في زيارة لمدينة بلفور الشرقية للإعلان عن بناء ستة مفاعلات نووية جديدة، أخذ ينتقد بشدة برامج حزب الخضر ومرشحي الرئاسة من اليسار المتطرف، بسبب رغبتهم في التخلص من اعتماد فرنسا على الطاقة النووية، وبات مؤكدًا لبقية المرشحين أن ماكرون يستخدم رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، نقطة انطلاق نحو إعادة انتخابه.
انتقد المحللون ماكرون لاستخدامه منبره الرئاسي الممول من دافعي الضرائب للقيام بحملة لولاية ثانية، ما كان سبب في تأخر إعلانه المتوقع على نطاق واسع للحظة الأخيرة. كما كانت رحلاته الأخيرة عبر المدن الفرنسية أقرب لما تكون عليه الحملات الانتخابية، خاصة زيارته هذا الشهر إلى شمال فرنسا، والتي أعلن خلالها عن 100 مليون يورو إضافية لتعزيز الاقتصاد في منطقة تعدين سابقة، أعقبها لقاء مع عشرات الصحافيين من وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
وقد وصف حزب الجمهوريين وحملة المرشحة المحافظة فاليري بيكريس تلك الزيارة بـ”زيارة مرشح، تملؤها الأكاذيب والنفاق، ولا يمكن للجمهورية أن تدفع ثمن رحلة انتخابية”، كما ندد رئيس حزب الجمهوريين، كريستيان جاكوب، بـ”سوء استخدام المال العام”، وقال إنه أبلغ اللجنة الوطنية لتمويل الانتخابات بالأمر.
قد يتأخر رد اللجنة الوطنية على تلك الاتهامات، لكن المؤكد هو أنه لدى فرنسا قواعد صارمة بشأن تمويل الحملة الرئاسية؛ فالمبلغ المالي الذي يُسمح لمنافس رئاسي بإنفاقه في الجولة الأولى هو 19.1 مليون دولار، بالإضافة إلى 6.4 مليون دولار لمن يتأهل للإعادة، وبعد الانتخابات، تعوض فرنسا المرشحين الذين فازوا بما لا يقل عن 5٪ من الأصوات عن نصف تكاليف حملتهم.
تتسبب تلك الحدود في مخالفة البعض للقواعد؛ ففي عام 2012، أعلن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عن ترشيحه لولاية ثانية – التي خسرها أمام فرانسوا هولاند – قبل أكثر من شهرين بقليل من الانتخابات، وقضت اللجنة الوطنية لتمويل الانتخابات لاحقًا بأن بعض النفقات التي أهدرها قبل أشهر، لتنظيم تجمع حاشد في جنوب فرنسا، يجب أن تُدرج في حسابات الحملة الانتخابية، على الرغم من أنه لم يكن قد أعلن ترشحه رسميًا في ذلك الوقت، ربما يكون العقاب قد تأخر، لكن في النهاية، حُكم على ساركوزي – عام 2021 – بالاقامة الجبرية لمدة عام، بعد إدانته بتمويل حملة انتخابية بطريقة غير مشروعة.