الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يصير الأسد عبئاً على إيران؟

هل يصير الأسد عبئاً على إيران؟

19.09.2013
موناليزا فريحة



النهار
الاربعاء 18/9/2013
بينما تجتذب سوريا الانظار وتشغل التسوية الكيميائية العالم، ترسل طهران إشارات متفاوتة قد تساعد نتيجة المواجهة لسوريا في بلورتها.
منذ رحيل محمود أحمدي نجاد عن السلطة، تراجعت بوضوح الخطب النارية لمعسكر المحافظين. لم يعد ادعاء النظام السوري أن القتال في دمشق يجنّب القتال في طهران، يلقى صدى واسعا في الجمهورية الاسلامية. وعلى رغم الخطر الداهم الذي كان يهدد سوريا بعد مأساة الغوطتين، لم يستعد أي من المسؤولين الايرانيين مقولة رجل الدين مهدي طالب أن "سوريا هي المحافظة الايرانية الـ35". كأن السؤال الاهم في ايران صار: هل يمكن انقاذ الاسد من غير أن يتحول عبئا عليها، وخصوصاً في ظل مواجهتها المفتوحة مع الغرب حول برنامجها النووي؟
أمور صغيرة قد تكون دلالاتها كبيرة تحصل في ايران. فمع أن مفتاح السياسة الخارجية هو حكما في يد المرشد الاعلى، يحتل الرئيس حسن روحاني منذ انتخابه حيزا أوسع في الحياة السياسية. يضطر معسكر المحافظين الى تقاسم الساحة السياسية مع الحرس القديم البراغماتي الذي يحدد مصالحه انطلاقا من اقامة علاقات أفضل مع الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة، وهو مستعد للافادة من الحماسة الشعبية لاخراج ايران من عزلتها.
وبعد تبادل الرسائل بين روحاني ونظيره الاميركي في شأن الملفين السوري والنووي الايراني، وقف الرئيس الإيراني الاثنين أمام الحرس الثوري الواسع النفوذ ليعلن أن ايران ستدعم من يريده السوريون رئيسا لهم، حتى إن لم يكن الحليف الوثيق لبلاده بشار الاسد، في اشارة الى الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2014.
وبكلام منمق يرمي على ما يبدو الى تجنب استعداء "الباسدران"، طلب منهم عدم التدخل في السياسة. وحظي كلامه بتأييد سريع ولافت من المرشد الأعلى.
الحدود التي يمكن روحاني الذهاب اليها في بلاده كما في نيته الانفتاح على الغرب، ليست واضحة بعد. فللحرس الثوري دور بارز في السياسات الايرانية في الداخل كما وراء الحدود، في سوريا ولبنان والعراق. وسبق للمعارضة وشخصيات من داخل المؤسسة الايرانية الحاكمة أن انتقدت تجاوزه حدوده الى السياسة. والمفارقة أن كلامه تزامن مع نشر أشرطة فيديو تظهر قادة ايرانيين وعناصر من "الباسدران" يدربون ميليشيات موالية للأسد في سوريا.
بين ليل الاثنين وصباح الثلثاء، حصل "خطأ تقني" مكّن الايرانيين من التواصل عبر "تويتر" و"فايسبوك" المحظورين منذ أربع سنوات. في الساعات الاولى، وصف مغردون من داخل طهران ما حصل بأنه أشبه بسقوط "جدار برلين" الايراني الافتراضي، الا أن الحظر سرعان ما عاد وعاد معه الايرانيون الى عزلتهم. فهل تكون اشارات الانفتاح المتراكمة مجرد "خطأ" آخر، أم إنها تؤذن حقاً بتغيير ما يكسر عزلة ايران في العالمين الواقعي والافتراضي؟