الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يعقد مؤتمر جنيف2 ؟؟

هل يعقد مؤتمر جنيف2 ؟؟

31.10.2013
رشيد حسن


الدستور
الاربعاء 30/10/2013
لم  يحسم الجدل بعد بين المؤيدين والمعارضين لعقد جنيف2،  فكلا الطرفين مصمم على وجهة نظره،    لا بل ويعمل ويحشد كافة امكاناته لقلب الطاولة في وجه الاخر. فالمعارضون عملوا ويعملون  على تسعير القتال وفي كافة الجبهات،  على امل تحقيق الاختراق المطلوب،    وتغيير موازين القوى في ساحة المعارك...  والنظام أعلن استعداده للمشاركة،  وهيأ كل ملفاته .... فيما الاخضر الابراهيمي المبعوث الأممي والعربي يواصل جولاته في دول المنطقة،  وخاصة المعنية بحل الأزمة،    وهو في كل تصريحاته يؤكد حقيقة واحدة ....ان لا بديل عن الحل السلمي،  واستحالة الحل العسكري،    وهذا- في تقديرنا- هو الذي دفع روسيا واميركا الى الاتفاق على عقد المؤتمر،  وقد أيقنا ان استمرار الحرب الطاحنة،  ودخول المتطرفين التكفيريين باعداد كبيرة الى الساحة السورية،  يهدد الامن والاستقرار في المنطقة كلها،    ويشكل خطرا على اصدقاء الدولتين، وعلى مصالحهما  في المنطقة.
ومن الاسباب اتي تشكل عائقا امام عقد المؤتمر هو الانقسام الحاد  في مواقف المعارضة،    ففيما تؤيد المعارضة في الداخل المشاركة، وترحب بعقد المؤتمر،  وخاصة هيئة التنسيق الوطني ممثلة بهيثم مناع،  نجد خلافات متباينة تصل حدّ كسر العظم بين المعارضة المسلحة في الخارج،  فالجيش الحر أعلن رفضه المشاركة،  إضافة الى اكثر من عشرين فصيلا مقاتلا،  في حين ان موقف الائتلاف لا يزال متأرجحا،  غير واضح،  وبانتظار موافقة مؤيديه وداعميه من الدول العربية المتحفظة اساسا على عقد المؤتمر.
د.فواز جرجس يستبعد انعقاد المؤتمر في الثالث والعشرين من الشهر القادم،  معللا ذلك بعدم نضوج الاسباب الموضوعية التي تكفل نجاحه،  ويرى ان مقاطعة المعارضة للمؤتمر تعود لاتفاق الدولتين روسيا واميركا على بقاء الرئيس بشار الاسد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتهاء ولايته.
ومن ناحية اخرى فان استقبال الدوحة وانقرة للاخضر الابراهيمي،  في حين بقيت حتى الان ابواب الرياض وابوظبي موصدة امامه،  دفع المتابعون الى التساؤل حول تماسك جبهة الدول المساندة والداعمة للمعارضة،  والى امكانية تحسن العلاقة بين دمشق والدوحة في وقت ليس ببعيد،  بعد دخول الاخيرة على خط الافراج عن المخطوفين اللبنانين في اعزاز.
ان مشاركة ايران في مؤتمر جنيف -اضافة الى ما ذكرنا- تُعدّ من اهم اسباب مقاطعة المعارضة ودول عربية تدعمها في هذا المؤتمر،  خاصة ان الصراع في جوهره يدور بين هذه الدول وايران، اي بين المحور السني والمحور الشيعي.
باختصار.....  رغم الجهود المعطلة لعقد جنيف2،  فاننا نعتقد بان المؤتمر قد يؤجل قليلا،  ولكنه سيعقد  في النهاية اذا ما قررت روسيا واميركا ذلك،  لانقاذ سوريا من الكارثة،  وانقاذ اصدقائهما .. من دول الجوار من التداعيات الخطيرة لهذه الحرب القذرة التي تحولت الى حرب مذهبية،  ومن المتطرفين التكفيرين الذين يهددون مصالح الدولتين في المنطقة وفي العالم كله.
مؤتمر جنيف وحل الأزمة السورية سياسيا جزءٌ من الصفقة الأميركية -الروسية .