الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يمتد "جنيف 2" إلى نهاية ولاية الأسد؟

هل يمتد "جنيف 2" إلى نهاية ولاية الأسد؟

28.01.2014
الوطن السعودية


الاثنين 27/1/2014
أن يتحدث أعضاء في الائتلاف السوري المعارض عن مفاوضات طويلة مع النظام السوري تمتد إلى ثلاثة أشهر وقد تصل إلى ستة أشهر فهذا يعني أن المسألة سوف تمتد إلى حين نهاية ولاية الرئيس الحالي بشار الأسد، وهو ما خطط له النظام على أقل تقديراته بالاتفاق مع روسيا لعل الظروف والمتغيرات تمنحه الاستمرار.
وحين يتباحث الطرفان المتحاوران خلال الأيام الأولى لمؤتمر "جنيف2" في ملفات فك الحصار عن المدن والمساعدات الإنسانية والمعتقلين والمختطفين بعيدا عن الموضوع الأساسي، وهو تشكيل حكومة انتقالية لإنقاذ البلاد مما هي فيه، فالمسألة قد تمتد لأطول مما هو متوقع فيما الشعب السوري يعاني الأمرين من قصف قوات النظام ومن المجموعات المتشددة التي تسيطر على بعض المدن.
من خلال المؤشرات يتضح أن النظام السوري يحاول كسب الوقت عن طريق المراوغة والتملص من الالتزامات، ففي حين كانت وسائل إعلامه تدعو لتطبيق ما اتفق عليه في مؤتمر "جنيف1" بات يتهرب من هذا الاستحقاق، وصار أعضاء وفده يتحدثون عن مكافحة الإرهاب متناسين إرهاب النظام، وما الصور التي تسربت مؤخرا عن عمليات التعذيب والقتل التي مارسها النظام إلا جزء من أفعاله التي تتنافى مع أبسط القواعد الإنسانية، وتجرمها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية، وبرغم ذلك ما زال يصول ويجول من غير رادع، ومع وجود الحماية الروسية فلن يجدي التهديد بالمحكمة الدولية أو سواها.
على الرغم من ذلك، من الجيد بحسب الأخبار أن تتوصل المعارضة أمس إلى اتفاق مبدئي مع النظام على إدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص أو غيرها، في الوقت الذي عجز فيه المجتمع الدولي عن ذلك طيلة السنوات الماضية، وتبقى الخشية من تلاعب النظام – كعادته - بهذه الجزئية، فيعرقل سير قافلة المساعدات متهما من يسميهم الإرهابيين بذلك، فتذهب الجهود سدى.
كي تتحقق الجدوى من المؤتمر، على القوى الراعية لـ"جنيف2" أن تجبر النظام السوري فورا على وقف إطلاق النار والكف عن القصف بالبراميل المتفجرة ورفع الحصار أينما كان، وتأمين وصول المساعدات إلى جميع المناطق التي تحتاجها، ليبدأ مباشرة الحوار في الشأن السياسي مع التركيز على عدم منح النظام فرصة التلاعب لغاية موعد الانتخابات منتصف 2014 فالشعب لم يعد يحتمل.